آخر الأخبار

بأسلحة متطورة ومسيرات حديثة.. الجيش يطلق عملية برية واسعة بكردفان

تقرير- الطيب عباس
أطلق الجيش السوداني، أمس السبت، عملية برية واسعة في كردفان، أستخدم فيها الطيران الحربي والمسيرات الحديثة والمدفعية الموجهة، وتمكن من استعادة مدينتي (كازقيل) الإستراتيجية جنوبي الأبيض و(أم دم حاج أحمد) غير البعيدة عن مدينة بارا.
وقال شهود عيان إن الجيش استخدم مسيرت حديثة للمرة الأولى أثناء لحظات الاشتباك، ما أوقع خسائر كبيرة في صفوف مليشيا الدعم السريع، التي ولت هاربة من كازقيل إلى الحمادي ومن أم دم حاج أحمد إلى بارا.
وأوضح مصادر، أن الاشتباكات لا تزال مستمرة في محور شمال كردفان، حيث يتوسع الجيش السوداني بشكل ملحوظ، وتوقعت المصادر أن تشمل العملية كامل مناطق الإقليم.

ودفع الجيش بتعزيزات عسكرية ضخمة في محاور القتال بكردفان وذلك للسيطرة على الإقليم والوصول لمدينة بابنوسة المحاصرة منذ نحو عامين.


في غضون ذلك ذكرت مصادر لصحيفة (أصداء سودانية) وصول ثلاثة متحركات كاملة التسليح تابعة لقوات البرق الخاطف لشمال كردفان أمس السبت، بينما يستعد متحركين آخرين للانضمام لمحاربة القتال.
ويأتي ذلك، بينما لا تزال ثلاثة متحركات أخرى انطلقت نحو كردفان وسط سرية كاملة مضروبة حول تحركاتها، وقالت مصادر في قوت درع السودان لصحيفة (أصداء سودانية) إن هناك متحركات تضم قوة من درع السودان توغلت في كردفان قبل يومين ولا تزال وجهتها وأخبارها مقطوعة، مرجحة حدوث مفاجأت تقوم بها هذه التحركات.
وفي محاولة لتفسير انهيار المليشيا في معارك السبت، أوضح خبراء عسكريون أن الجيش نجح في إحباط ميزة الفزع لدى المليشيا في معارك أمس، حيث أشعل جميع المحاور في كردفان في وقت واحد، مستخدما المسيرات والمدفعية الذكية، ما دفع المليشيا للهروب من كازقيل وأم دم حاج أحمد، بعد تكبدها خسائر ضخمة وكارثية.
وقال قائد درع السودان، اللواء أبو عاقلة كيكل، من داخل مدينة أم دم حاج أحمد، التي سيطرت عليا قواته رفقة الجيش السوداني والقوة المشتركة، إن الموت واحد ولا رجعة للخلف، وظهر كيكل في مقطع فيديو وسط قواته في أجواء حماسية، مكررا تعهده السابق بالوصول للفاشر.

كازقيل وأم دم حاج أحمد رغم أهميتهما، لكن خبراء عسكريون رجحوا أن يلجأ الجيش لاستخدام المدينتين في حرب استنزاف قصيرة المدى لعناصر المليشيا، مشيرين إلى أن الجيش يعيد رسم سيناريو ولايات الوسط عبر استدراج عناصر المليشيا لأفخاخ نصبها لهم جيدا.


وأوضح الخبراء أن المليشيا تعلم أن الجيش بدأ في تطبيق خطة استنزاف، لكنها لا تستطيع سوى المسايرة وفق الخطة، وذلك لحوجتها لاسترداد المناطق التي يسيطر عليها الجيش لرفع الروح المعنية لقواتها بخلاف الجيش، الذي يعتمد استراتيجية السحق بدل الاستحواذ على الأرض، وهى الإستراتيجية نفسها التي طبقها في ولايات الوسط وأوصل بها المليشيا لمرحلة من الضعف قبل أن يجهز عليها بضربة واحدة مكنته خلال 64 يوما فقط من تحرير ولاية الجزيرة والعاصمة الخرطوم.
وعطفا على خطة الجيش هذه، توقع الخبير في الدراسات الأمنية والإستراتيجية، العميد جمال الشهيد في تصريحات سابقة لصحيفة (أصداء سودانية) إنتهاء الحرب بتحرير كردفان، نظرا لدفع مليشيا الدعم السريع بكل قوتها للقتال في كردفان كخط دفاع أخير عن دارفور.
التطورات العسكرية في كردفان جاءت بعد يوم من إعلان رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان التعبئة العامة، ما يشير إلى لجوء الجيش بشكل نهائي لخيار الحسم العسكري بعد فترة من التوقف صاحبتها أحاديث متناثرة هنا وهناك حول هدنة لأغراض إنسانية.
وأكدت مصادر مقربة من دوائر القرار العسكري، إن العمليات الحربية التي جرت أمس السبت، ليس سوى رأس جبل الجليد، وأن القادم سيكون اكتساحا كاملا .
وقال قائد العمل الخاص بولاية سنار، الرائد فتح العليم الشوبلي، إن عناصر المليشيا لو علموا ما ينتظرهم ويعد لهم لتمنوا الموت قبل شنهم هذه الحرب.

وأوضحت مصادر عسكرية، أن الجيش السوداني في أكمل الجاهزية معنويا وماديا، ويقود المعارك بتكتيك عالي متزودا بأسلحة متطورة وطيران حربي ومسيرات حديثة ومنظومات تشويش ودفاع جوي، معتبرا أن المعارك التي جرت السبت مقدمة لاكتساح بري شامل لن يتوقف حتى تطهير كامل الأراضي السودانية.