مآسي الحرب
صمت الكلام_ فائزة إدريس
*تركت حرب السودان ومازالت تترك بكافة ما تحمله من آثار ونتائج بصمات متنوعة وإنطباعات شتى في نفوس الكثيرين فهي كانت وما فتئت (البعبع) الذي يمثل صورة سيئة في أذهان الجميع لما ترتب عليها من أحداث شنيعة تقشعر لها الأبدان.
*ولعل الخوف والفزع والهلع تلك المشاعرالتي تدور كلها في دائرة واحدة من المعنى ألا وهو عدم الأمان وعدم الطمأنينة هي القاسم المشترك بين الغالبية العظمى من الناس من جراء الحرب، حيث تسلل الخوف وانساب ببطء بين أركان البعض منهم، فأصابهم الجزع، وأمست الطمأنينة كسراب بقيعة.
*ولعل أسوأ المشاعر الإنسانية التي تصيب الإنسان هي الإحساس بالخوف، وهذا بالطبع ماحدث في تلك الأحداث الدامية، فإنتشر الخوف و الجزع وأصاب الأفراد ماأصاب من الهلع مما أدى لإصابة البعض بأمراض نفسية كان سببها الر ئيسي هو الخوف، وجاء فى تعريف موسوعة علم النفس (الخوف هو قلق عصبي أو عصاب نفسي يساور المرء, لا يخضع للعقل تصعب السيطرة عليه أو التحكم فيه وهو عملية نسبية يتفاوت فيها الناس تبعاً للعوامل البيئية والجسمية والنفسية التي يمرون بها)، وذلك بالفعل ما أصاب البعض حيث وجد الخوف مرتعاً خصباً في نفوسهم، فتمخضت عنه الكآبة أحياناً وإنفصام الشخصية أخرى، والهلوسة كثيراً، فتغيرت سحنتهم للأسوأ،وأصبح حالهم يرثى له.
*فأن يكون الفرد أسيراً للتكهنات بما سيحدث من أهوال في ظل تلك الظروف الشنيعة، بلاريب سوف ينشأ عنه خوف ويُبنى عشاً من الفزع في دواخله ويبيت من العسر إقتلاعه بسهولة من الأعماق ويظل ذاك الخوف مطوقٌ للأعناق مكبلٌ لها.
نهاية المداد
قطارٌ سريعٌ يَقُصُّ البحيراتِ
في كُل جيبٍ مفاتيحُ بيتٍ وصورةُ عائلةٍ
كُلُّ أهلِ القطارِ يعودون للأهلِ، لكننا لا نعودُ إلى أي بيتٍ
(محمود درويش)