اتفاق عنتيبي
فكرة _ عبدالعظيم عوض
——————-
في ظل أجواء التوتر الحالية التي تسود المنطقة وتنذر بشرور مستطيرة تهدد دول المنطقة تبرز مجددا قضية مياه النيل التي يحرص البعض علي أن تكون خميرة عكننة دائمة تهدد الاستقرار في المنطقة وتؤدي الي إثارة الفتنة بين دول حوض نهر النيل .
إن الاتفاق الإطاري الذي تم في عنتيبي الاوغندية قبل أكثر من ٢٠ عاما وقيل إنه بات نافذا منذ أمس الأول ويضم ست دول بينها اثيوبيا واوغندا ودولة جنوب السودان التي كانت آخر الموقعين العام الماضي ، يجئ وسط اختلاف وخلاف بين دول حوض النيل باعتباره يتقاطع كليا مع مصالح دولتي المصب مصر والسودان .. خاصةً مصر التي قيل عنها عبر التاريخ إنها هبة النيل ، لذلك تظل قضية المياه بالنسبة لها قضية وجود غير قابلة للتهاون والمجادلات السياسية.
عليه يتضح جليا أن هذا الإتفاق الذي ينظر له كثير من فقهاء القانون بأنه يتعارض مع مبادئ القانون الدولي ومن شأنه إلحاق أضرار بدولتي المصب مصر والسودان ويمس بالاتفاق التاريخي المنظِم لعملية تقاسم انصبة مياه النيل ، فضلا عن أنه تم وفق إجراءات أحادية تقسم دول الحوض الي ثلاث مجموعات متنافرة هي دول أعالي النيل ودول شرق النيل ودولتي المصب ، الأمر الذي لا يعود بالنفع للدول المشاطئة لنهر النيل .
أيضا مايعيب اتفاقية عنتيبي هي انها تدعو الي المناصفة بين دول حوض النيل دون مراعاة لأعداد السكان وديمغرافية كل دولة وظروف التنمية فيها .. وفي هذا الصدد نشير لتصريحات لرئيس الوزراء المصري مصطفي مدبولي شدد فيها على أنه لايمكن التساوي في الحصص من المياه بسبب تباين إمكانيات كل دولة ، كما لايمكن المساواة بين دول المنبع التي تتمتع بممرات مائية عديدة وانهار صغيرة إضافة لغزارة الامطار فيها وغير ذلك من المصادر المائية غير المتوفرة في دول المصب .
واعتبر مدبولي إثارة موضوع عنتيبي وسد النهضة “مكايدة سياسية تهدف لإحداث بلبلة بين دول حوض النيل بواسطة جهات خارجية” !
من المهم اذن والحال هكذا، العمل علي تفويت الفرصة لتلك الجهات التي اعتادت علي الإصطياد في المياه العكرة، وذلك بأن يتم التعامل مع هذا التطور بكثير من الهدوء والحكمة بين الأشقاء الأفارقة بغية الخروج بحلول مرضية لكل الأطراف خاصةً دولتي المصب في مصر والسودان وذلك بأن يوضع في الاعتبار الحق التاريخي المكتسب لهاتين الدولتين ، ونتوقع في هذا الصدد أن يكون للاتحاد الافريقي دور في وضع حد لهذا الخلاف قبل أن يتحول الي أزمة أخرى تضاف الي ماتعانيه المنطقة حاليا من أزمات .