تربطه علاقة قرابة بزعيم المليشيا.. تعيين أغبش وزيرا للأمن التشادي … ماذا في (منفستو) الرجل؟

 

تقرير- علي منصور:

 

جاء إعفاء وزير الأمن العام الجنرال محمد شرف الدين مورقو وتعيين الجنرال على أحمد أغبش بدلاً عنه في وقت تتلاحق فيه الأحداث حيث تواجه تشاد التي أضعفتها الأزمات الغذائية المتكررة مأساة جديدة هي الأمطار الغزيرة التي ضربت 23 مقاطعة في البلاد وتسببت في فيضانات مدمرة جرفت منازل آلاف العائلات ودمرت أكثر من 400 ألف هكتار من الأراضي الزراعية, مما يعرض الأمن الغذائي للخطر في دولة يؤثر فيه الجوع على أكثر من 3 مليون شخص في ظل بنية تحتية مصابة بالشلل.

اتفاق الدوحة:

وتواجه تشاد التي تمتد أراضيها على الشريط الساحلي الصحراوي بوسط افريقيا وحليف الغربيين تحديات عسكرية على كافة حدودها ,خاصة الشرقية حيث تدور الحرب في السودان , وفي وقت سابق تم استيعاب الفصائل المعارضة المنحدرة من الزغاوة خاصة التوأم ( توم وتيمان ) ارديمي بعد إتفاقية الدوحة للسلام,  وهما مؤسسا حركة (اتحاد قوى المقاومة) حيث ادخلوا ضمن حكومة الوحدة الوطنية, وكان توم إرديمي, المؤسس لاتحاد قوى المقاومة إحدى الجماعات المتمردة الرئيسية الثلاث في تشاد قد صار وزير الدولة المسؤول عن التعليم العالي والبحث ومنحت حقيبة التنمية الإقليمية والتخطيط العمراني لمحمد أسيلك حلاتة نائب رئيس اتحاد القوى من أجل الديموقراطية والتنمية وهي جماعة متمردة وقعت اتفاق الدوحة.

و تم تعيين الفريق علي أحمد أغبش نائبا أولا لقائد الجيش الفريق عباس إبراهيم, وهو رئيس المجلس الديموقراطي الثوري بتشاد الذي أسسه أصيل أحمد أغبش,

ورغم أن اتفاق الدوحة لم يشمل كثير من الجماعات المعارضة , خاصة العرب والقرعان عدا القلة منهم مثل الجنرال محمد نوري رئيس حركة اتحاد القوى من أجل التغيير وهو من القرعان, والفريق أحمد علي أغبش من العرب, وكان البقية قد صاروا أدوات للمليشيا السودانية في ظل تقاطعات إقليمية ودولية.

ويظهر اليوم في المشهد ما تم عبر مساعدة استخباراتية وفرق مستشارين من الموساد والذي يعد ترجمة للاتفاق الذي أسفر عن زيارة الرئيس محمد ديبي لتل ابيب وافتتاح سفارة بلاده في فبراير 2022 وكان في استقباله رئيس الموساد ديفيد بارنيا في المطار ونقلت المواقع الإعلامية ان إسرائيل وعدت ديبي في حينه بدعم فوري من فرق تدريب أمنى وتقني للحرس الجمهوري الخاص لمواجهة المتمردين التشاديين الذين ينطلقون من الجنوب الليبي ومن إقليم دارفور السوداني مما تمكنت الحكومة التشادية بتنسيق مع إسرائيل والامارات بتأسيس قوات تحت مسمى قوات التدخل السريع التشادية بقيادة اللواء عثمان آدم ديكي الحرس الشخصي لمحمد كاكا وابن عمته فشاركت هذه القوات أي قوات التدخل السريع المعروفة اختصارا ب (FIR) لأول مرة فى العرض العسكري بمناسبة إحياء الذكرى الـ 64 لاستقلال تشاد بساحة الأمة وسط وفي مطلع شهر يوليو الماضي أعلن الجيش التشادي أن وحدة قوات التدخل السريع شاركت معه في القضاء على 70 مسلحا، من حركة (بوكو حرام)، خلال عملية عسكرية استهدفت مواقع الحركة في بحيرة تشاد، غربي البلاد وكانت هذه الوحدة شاع اسمها لأول مرة تزامناً مع مقتل زعيم الحزب الاشتراكي بلا حدود، يحيي ديلو، في 28 فبراير 2024، حيث داهمت قوة منها مقر حزبه بتهمة التحريض على مهاجمة مقر المخابرات ومحاولة اغتيال رئيس المحكمة العليا في البلاد.

ورغم مضي سبعة وأربعين عامًا من قطع تشاد علاقتها مع إسرائيل لكن وبعد مقتل الرئيس السابق إدريس ديبي إيتنو الذي حكم البلاد لمدة 30 عامًا ورغم أن محمد إدريس ديبي اتخذ نهجًا متحفظا تجاه التطبيع لدرجة أن مسؤولا إسرائيليا قال عندما أصبح ديبي الزعيم الجديد لتشاد نظر إلى العلاقات مع إسرائيل على أنها عبء أكثر من كونها مصدر قوة لكن هناك ايادي بذلت جهود حثيثة وصبورة عمل عليها قائد جهاز المخابرات الخارجية لإقناعه بالعلاقات الدافئة في إطار الترتيبات فتمكن الموساد من إحضار شقيق الرئيس ويده اليمنى عبد الكريم إدريس ديبي إلى تل أبيب في زيارة سرية في عام 2021 ولاحقا تم ترتيب زيارة محمد ديبي لإسرائيل فتم فتح السفارة في تل ابيب.

 

 تحول الموقف التشادي:

بدخول الصراع السوداني طورا جديدا من التدخلات الأجنبية والصراعات الدولية تحول الموقف التشادي بتاثير من الإمارات واسرائيل التي صارت ليها كروت داخل القصر الوردي فدخلت تشاد على خط الازمة السودانية نيابة عن قوى إقليمية ودولية, حول ذلك قال وزير الخارجية السوداني المكلف السفير حسين عوض في وقت سابق تعليقا على حديث وزير خارجية تشاد والذي أنكر فيه أن تكون بلاده تدعم مليشيا الدعم السريع إن هذا التصريح لا يعبر عن الشعب التشادي الشقيق والذي نعلم حقيقة موقفه من تورط حكومته في الحرب على السودان وشعبه وأشار إلى أن عددا من القيادات التشادية السياسية والاجتماعية والدينية قد أدانت دور الحكومة التشادية لحساب أطراف وقوى إقليمية ودولية تطمع في موارد أفريقيا بفتح أراضيها ومطاراتها لإمدادات السلاح لمليشيا الدعم السريع والسماح بدخول الممتلكات المنهوبة من المواطنين السودانيين والاتّجار فيها علنا وأضاف أن الدعم التشادي للدعم السريع أوضح من شمس النهار ويشمل تخصيص مطاري أم جرس وأبشي لاستقبال الرحلات الجوية التي تنقل الأسلحة والعتاد العسكري كما أوضح أن تشاد بقيت مقرا لقيادات الدعم السريع تعقد فيها الإجتماعات واللقاءت وتتم فيها عمليات التجنيد وشراء الولاء واستلام الأموال فضلا عن علاج المصابين من عناصر المليشيا الإرهابية في مستشفياتها أو الترتيب لهم للسفر خارج الإقليم للعلاج

وأردف وزير الخارجية السوداني المكلف أن بعض ما ورد في حديث الوزير التشادي نفسه يؤكد تدخل بلاده في الشؤون الداخلية للسودان، فقد ذكر بأنهم لا يزالون يعتبرون محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائبا لرئيس مجلس السيادة مع أنه أقيل من ذلك المنصب بعد تمرده على الدولة وتوجيه أسلحته للمواطنين العزل.

وطالب حكومة تشاد بالعودة إلى رشدها والتوقف عن تغذية الحرب والانتهاكات المريعة التي يرتكبها الدعم السريع ضد الشعب السوداني.

وكان وزير خارجية تشاد المقال محمد صالح النظيف قال في تصريحات للجزيرة مباشر نتحدى أي مسؤول سوداني يثبت تورطنا في الاقتتال بين الجيش والدعم السريع وأكد النظيف أن بلاده لا تؤمن بالحل العسكري للأزمة في السودان وأنه يجب جلوس طرفي القتال للحوار.

 

خروج لاعبيين:

خلال الفترة الماضية شهدت تشاد خروج لاعبيين أساسيين من اللعبة منهم بالطبع وزير للخارجية السابق محمد صالح النظيف إبن بلدة عراضة بمنطقة بلتين شمال شرقي تشاد وهو من عائلة تنحدر من قبيلة الماهرية, وهي نفس عائلة حميدتي, والفريق أول بشارة عيسى جاد الله وزير الدولة والمستشار الخاص لرئاسة الجمهورية السابق, وكان مدير للمكتب العسكري أي رئيس هيئة الأركان الخاصة بتشاد وهو إبن خالة حميدتي, ورجل الإمارات وإسرائيل إدريس يوسف بوي, ودخول الفريق علي أحمد أغبش

الذي ينحدر من أصول عربية ( أولاد راشد) الذين تربطهم علاقة القرابة بزعيم مليشيا الدعم السريع جدهم (جنيد) الذي ينتمي إليه الجنيديون

ماذا يحمل أغبش؟

كان الفريق علي أحمد اغبش قد تولي عدة مواقع قبل أن يتم تعينه وزيرا لأمن العام منها منصب حاكم إقليم شاري الاوسط وقتها كان برتبة لواء وتسلم مهامه خلفا للسيد النضيف أبكر وثم تم تعينه نائبا لرئيس هيئة الاركان في الجيش التشادي

وكان معارضاً يقود المجلس الديمقراطي الثوري (CDR) وهو أحد فروع جبهة التحرير التشادية (فرولينا) التي تفرع عنها في السبعينات بعدما تقسمت إلى عدة جبهات أسسها إبن عمه أصيل أحمد أغبش وتولى رئاستها إلى أن أغتيل عام 1982م ,وخلفه في رئاستها الشيخ بن عمر سعيد وتعتبر أقدم جبهة معارضة في تشاد والقاعدة الخلفية لكثير من السياسيين التشاديين من العرب, وهو حزب كان طيلة السنوات الماضية يعارض الحكومات المتعاقبة على حكم تشاد وكان من الحركات المعارضة البارزة التي كانت تقاتل نظام ديبي, فهل يأتي الفريق علي أحمد اغبش حاملا منفستو الحركة التي كان يقودها وهي توجهات عروبية أم يأتي من أجل المساهمة في بناء وطنه بعيداً عن التعقيدات