مقتطفات من رواية جريمة سلفستر بورنار للكاتب الفرنسي أناتول فرانس

ترجمات
________
_________________________
ترجمة /فائزة إدريس
__________________
* يا للأسف! أجاب الأستاذ موش، “يجب تدريبها على المشاركة في صراع الحياة. لا يأتي المرء إلى هذا العالم لمجرد التسلية، ولفعل ما يشاء.”
أجبتُ بحرارة: “يأتي المرء إلى هذا العالم للاستمتاع بالجمال والخير، ولفعل ما يشاء، عندما تكون الأشياء التي يريدها نبيلة وذكية وسخية. إن التعليم الذي لا يُنمّي الإرادة، هو تعليم يُفسد العقل. من واجب المعلم أن يُعلّم التلميذ كيف يُريد.”
_________________________
*كما ترى، أنا وديمتري، كلانا نعاني من الملل! ما زالت لدينا علب الكبريت. لكن في النهاية، حتى علب الكبريت ستمتلئ. علاوة على ذلك، ستكتمل مجموعتنا قريبًا. وماذا سنفعل حينها؟
“يا سيدتي!” صرختُ، وقد تأثرتُ بشقاء هذه الجميلة، “لو كان لديكِ ابن فقط، لعرفتِ ما يجب فعله. لتعلمتِ حينها غاية حياتكِ، ولأصبحت أفكاركِ أكثر جديةً وبهجةً في آنٍ واحد.”
“لكن لديّ ابن،” أجابت. “إنه ولد كبير؛ في الحادية عشرة من عمره، ويعاني من الملل مثلنا جميعًا. نعم، جورج يعاني من الملل أيضًا؛ لقد سئم من كل شيء. إنه لأمرٌ بائسٌ للغاية.”
_________________________
*مازالت الأشياء الجميلة التي رأيتها حاضرة في ذهني، لدرجة أنني أشعر أن تدوينها سيكون مُرهقًا لا طائل منه. لماذا أُفسد رحلة متعتي بجمع الملاحظات؟ العشاق الذين يُحبون بصدق لا يُدوّنون سعادتهم.
_________________________
*في جميع الفنون،” يضيف، “لا يمكن للفنان إلا أن يعكس روحه. عمله، مهما بُني، هو بالضرورة معاصر له، كونه انعكاسًا لعقله. ما الذي نُعجب به في *الكوميديا الإلهية* إلا روح دانتي العظيمة؟ وتماثيل مايكل أنجلو، ما الذي تُمثله لنا من أعمال استثنائية إلا مايكل أنجلو نفسه؟ إما أن ينقل الفنان حياته إلى إبداعاته، أو أنه يُبدع الدمى ويُزيّنها.