آخر الأخبار

كنوز المريخ المهملة

خارطة الطريق
ناصر بابكر

•تحت العنوان أعلاه “كنوز المريخ المهملة”، كتب الزميل العزيز محمد عوض في صفحته على “فيسبوك” بالأمس ما يلي:
(أتابع باهتمام بالغ إعداد منتخبنا الوطني للناشئين على ملعب استاد القضارف تحت إشراف الجهاز الفني بقيادة الدكتور / معتصم خالد و المدرب العام محمد إبراهيم حيث لفت نظري لاعب وسط مميز يجيد مركز 6 وهو -سامي كجو- وعندما سألت أين يلعب هذا الشبل قالوا في المريخ فتعجبت كثيراً لهذه الموهبة التي مكانها الفريق الأول حالياً.. وارفع بلاغاً لدائرة الكرة المريخية : لديكم لاعب مهول في منتخب الناشئين الوطني عليكم بالاهتمام به وضرورة ضمه لمعسكر الفريق ببنغازي أو أي مكان آخر بعد الانتهاء من استحقاقات المنتخب في بطولة سيكافا باثيوبيا.. اتصلت على الحبيب حسكو وسألته عن هذا اللاعب فقال لي هناك مواهب كثيرة في السنية ولكن لا أحد في الإدارة يرى فيها جميلاً ولا يهتمون بها لذلك تجدهم يتسربون بعد انتهاء فترتهم مع الفريق دون أن يشعر بهم أحد.. للمريخ كنز نفيس يجب أن يستفيد منه الآن وليس غداً فقد حان وقت البناء.. حسكو مريخابي أصيل كأصالة المريخ).
•ما طرحه الحبيب محمد عوض بشأن لاعبي المراحل السنية، هو طرح مستمر منذ سنوات بالمريخ، في ظل حرص مجموعة من أبناء النادي على الإهتمام بهذا الملف، والعمل بصورة مستمرة على قيد المواهب في الفرق السنية، لكن المشكلة في كيفية الإستفادة منهم ظلت قائمة حتى اليوم وهي غياب استراتيجية واضحة للنادي لإدارة هذا الملف، وما زاد الأمور تعقيداً، توقف منافسات الفئات السودانية بالسودان منذ سنوات.
•شخصياً، أضم صوتي لصوت الزميل العزيز بأن الوقت قد حان للإستفادة من المواهب الشابة، وهو أمر لا يتم في تقديري بإرسال بعضهم فوراً للمشاركة مع الفريق الأول، لأن هذه الخطوة ستكون تكرار لخطوات مشابهة تم تجربتها كثيراً في السنوات الماضية دون جدوى، وإنما بوضع خطة عمل واضحة ومحددة لإدارة هذا الملف، وما يشجع على طرح خطة حالياً، هو وجود لجنة تسيير مقتدرة، كشفت في فترتها الأولى، عن جديتها وعزمها تقديم عمل مختلف، يحدث نقلة في النادي.
•وطالما أن العشم في اللجنة التي يتوقع أن يتم إعادة تكليفها اليوم، عشم كبير، فإنني أقترح المضي قُدُماً في خطة تقليص كشف الفريق الأول لـ”30″ لاعباً أو أقل.. مع بحث إمكانية التعاقد مع طاقم تدريب أجنبي متخصص في عمل المراحل السنية (مدير فني ومعد بدني ومحلل أداء) مع تكملة الطاقم بمدربين وطنيين شباب حتى تتاح لهم فرصة التعلم من الطاقم الأجنبي الذي ينبغي أن يتم اختياره بعناية.
•بعد التعاقد مع الطاقم، ينبغي ترتيب معسكر مطول لفريق الشباب والناشئين بعد اختيار (30 لاعباً) من الفريقين، ليعملوا تحت قيادة الطاقم الأجنبي، وحبذا لو تم التنسيق مع الطاقم الفني للفريق الأول في اختيار طاقم الفرق السنية، ليتم توحيد منهج العمل، وتطبيق ذات الأفكار التي يتم العمل عليها حالياً في الفريق الأول، في الفريق السني المزيج بين الشباب والناشئين، وهو أمر له فائدة لا تقدر بثمن، ويساعد مستقبلاً على سهولة اندماج أي لاعب شاب يتم تصعيده، في الفريق الأول، مع إمكانية قيام مباريات وديّة كل فترة وأخرى بين الفريق الأول والفريق السني، حتى يتمكن داركونوفيتش وطاقمه من متابعة الفريق السني عن قرب.
•هنالك قناعة كبيرة لدى كثيرين، بأن المريخ ينتقي أفضل المواهب الشابة ويقوم بقيدها في الفرق السنية، لكن عدم وجود تدريب يساعد على تطوير تلك المواهب بدنياً وتكتيكياً وعلى صعيد العقلية، وعدم وجود نشاط، مع عدم وجود استراتيجية وخطة عمل واضحة، هو الذي يعطل استثمار هذا الكنز.
•ومع القناعة أن الفريق الأول يعاني حالياً مشكلة على صعيد جودة الوطنيين، والقناعة بصعوبة حل هذه المشكلة من أندية الممتاز، فإن الاستثمار في الفرق السنيّة للنادي يمكن أن يوفر حل سحري ومستقبلي بالنسبة للمريخ، ويجعل النادي منجم المواهب الأول في السودان، وهو الطريق الذي يمر عبر التدريب ثم التدريب ثم التدريب.
•لو تم انجاز الخطوات أعلاه في القريب العاجل، وتم تدشين الفكرة في مطلع نوفمبر المُقبل كمثال، فإن طاقم الفريق السني يمكن بعد ثلاثة أشهر من العمل (نوفمبر ديسمبر ويناير)، أن يقوم بترشيح أربعة أو خمسة لاعبين للمشاركة في تحضيرات الفريق الأول، ليكونوا من ضمن قائمته لبطولة الدوري الممتاز، ويمكن أن تتاح لهم الفرصة تدريجياً في مباريات مرحلة المجموعات، خصوصاً حال حسم الفريق تأهله لدور النخبة مبكراً.
•لاحقاً، يمكن الإستمرار على ذات الخطة، والتركيز على الفريق السني وجعله الأساس في تدعيم الفريق الأول بالعناصر الوطنية، مع الإشارة لأن طاقم الفريق السني يمكن أن يرشح عناصر للإعارة لأندية الممتاز حال رآى انها تحتاج للعب بصورة منتظمة مع صعوبة توفر هذا الخيار في المريخ، مع تحديد العناصر التي يرى أنها لن تكون مفيدة للسماح لهم بالمغادرة، مع الإشارة لأن إدارة النادي وبالتنسيق مع روابط الخارج، يمكن أن تعمل على ترتيب مشاركات خارجية في بطولات وديّة للفريق السني حتى تتاح لعناصره فرصة الاحتكاك الخارجي مع أندية مميزة منذ سن صغيرة.
•بتلك الطريقة، سيكون المريخ قريباً نواة كل المنتخبات السنية السودانية (ناشئين وشباب وأولمبي)، بصورة ستوفر للاعبيه الصغار فرصة احتكاك إقليمي وقاري قوي ومستمر، ما يعني أن المريخ يمكن أن يمزق خلال سنوات قليلة، فاتورة تعاقدات الوطنيين التي ظلت باباً مشرعاً لـ”السماسرة”، كما يمكن أن يصبح أكثر الأندية استثماراً في المواهب الشابة، بصورة تساعد على تسيير النشاط السني من موارد القطاع نفسه.
•في سنوات سابقة، كان الكثير من الناس يرون أن هذا الملف من الملفات الميؤوس منها، بسبب القناعة بعدم قدرة الإدارات السابقة على التفكير خارج الصندوق والتخطيط الاستراتيجي، لكن العشم الآن كبير مع الإدارة الحالية لتدشن هذا المشروع وفق رؤية واضحة المعالم وخطة محددة لو تم تنفيذها، يمكن أن تحدث نقلة غير مسبوقة في مستقبل النادي.