واشنطن …غض الطرف عن (ابوظبي) والإتجاه نحو(الرياض) و(القاهرة ) واخيرا( الدوحة) بشأن السودان
- الامارات ربما تتجه للحفاظ على (ماء وجهها) لتبقي على مصالحها الاستراتيجية في السودان وافريقيا
- (عواء السحنات) مهد الطريق ل(تمرد الجغرافيا) فكان (حميدتي) لكن الآن هل ستمزق (ابوظبى) ورقته
- امريكا( تتوجس خيفة) من تشويه صورتها الذهنية أمام العالم وستتجه نحو أصحاب المصلحة في السودان
تقرير- دكتور إبراهيم حسن ذوالنون:
منذ الاسابيع الاولى للحرب تكشفت للسودان ان الداعم والممول بل والمخطط للتمرد هي الامارات وقد كشفت الكثير من التقارير حقيقة الأمر وقد تطابقت الكثير من هذه التقارير مع بعضها من حيث قوة مصادرها وموثوقيتها ولعل أبرز تلك التقارير ما جاءت به وول استريت جورنال الامريكية ذائعة الصيت والتي نشرت تقريرا يوم 10 أغسطس2023م قالت فيه إن ابوظبي تقدم دعما عسكريا لقوات الدعم السريع وسط قلق امريكي من هذا الدعم وفصلت الصحيفة في تقريرها بالقول ان(طائرة شحن اماراتية هبطت في مطار اوغندي في اوائل يونيو 2023م تأكد أنها تحمل أسلحة وذخائر في الوقت الذي ارفقت وثائق رسمية ان الطائرة تحمل مساعدات إنسانية إماراتية إلى اللاجئين السودانيين ونقلت الصحيفة الامريكية عن مسئولين يوغنديين قولهم ان الطائرة الاماراتية سمح لها بعد ذلك مواصلة رحلتها إلى مطار ام جرس شرق تشاد واكدوا انهم تلقوا أوامر من رؤسائهم بالتوقف عن تفتيش الرحلات القادمة من دولة الإمارات المتحدة وجرى تحذيرهم من التقاط صور لتلك الطائرات.
مراصد استخبارية ترصد وتكتب:

ومن وقتها استمرت الحملات الاعلامية ضد الإمارات في التصاعد وتوجت بحملات مماثلة عقب الجرائم التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع في مدينة الفاشر نهاية الشهر الماضي والتي فتحت فيها المحكمة الجنائية الدولية تحقيقات تحمل اشارات بتوصيف ما حدث بجرائم الإبادة الجماعية وعلى ذات الصعيد كشفت صحيفة( الغارديان)عن ملفين اطلع عليهما مجلس الأمن الدولي اظهرا وصول اسلحة بريطانية الصنع عبر الإمارات المتهمة بتحويل تلك الأسلحة من صفقات بريطانية إلى قوات متورطة في جرائم إبادة جماعية في السودان وكشفت مؤخرا صحيفة (وول ستريت جورنال) نقلا عن مسئولين في وكالات استخباراتية أن الإمارات ارسلت شحنات من الأسلحة والمسيرات المتطورة إلى المليشيا خلال الأشهر الماضية تم استخدامها مؤخرا.. وطبقا لذلك اظهرت تقارير من وكالة استخبارات الدفاع الامريكية ومكتب الاستخبارات التابع لوزارة الخارجية زيادة لافتة في تدفق المعدات الإماراتية منذ فصل الربيع مما أثار استياءا داخل واشنطن التي تسعي لاحتواء الصراع.
تصاعد الحملات ضد الإمارات:

بدأ واضحا من خلال تلك التقارير والحملات المتصاعدة أن واشنطن قررت ألا تقف مكتوفة الأيدي تجاه ما قامت به حليفتها ابوظبي في السودان مما يشوه صورتها الذهنية أمام العالم والذي شهد كل الانتهاكات الفظيعة لمليشيا الدعم السريع فبدأت خطوات متسارعة يقودها هذه الأيام وزير الخارجية الامريكي ماركو روبيو والذي يبدو انه قد أمسك الملف بنفسه والذي أدار تحركات فيه الامريكي اللبناني الأصل مسعد بولس كبير مستشاري الرئيس الامريكي للشرق الأوسط وافريقيا ولما تكشف للوزير الامريكي أن الإمارات تمثل حجر عثرة للمبادرة الرباعية أو مبادرات (غض الطرف عنها) كثف اتصالاته مع القاهرة والرياض لتحريك ملف احتواء الصراع والذي تزايدت أثاره بشكل لافت خاصة على الصعيد الإنساني ليس على محور النازحين واللاجئين فحسب بل حتى على محاور المدن التي تطبق عليها مليشيا الدعم السريع الحصار(الدلنج – كادوقلي بابانوسة)أو حتى التي تحلتها المليشيا حيث عجزت إداراتها المدنية من تسييرها وتقديم الحاجات الضرورية للمواطنين العالقين بها (نيالا –الفاشر- زالنجي –الضعين- الجنينة – كبكابية سرف عمرة وغيرها) حيث قامت القاهرة بتحركات تصب في بوادر الحل حيث زار وزير خاجيتها بدر عبدالعاطي العاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان وتطابقت وجهات نظره مع الحكومة السودانية.. أما الرياض فيبدو أن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بن سعود غدا الثلاثاء ستحرك الكثير من المياه في هذا الملف لجهة ايقاف الحرب بشكل يرضي أصحاب المصلحة(الشعب السوداني) ومن التطورات اللافتة للانظار أن دولة قطر قد دخلت أيضا في الملف حيث صرح في جمهورية الكنغو مسعد بولس كبير مستشاري الرئيس الامريكي للشرق الأوسط وافريقيا أن خارطة طريق أمريكية قطرية بدأ الشروع فيها لتطويق الأزمة التي ستلحق بدول الجوار السوداني خاصة (مصر وتشاد) مشيرا إلى أن واشنطن عازمة على إحداث اختراقات في هذا الملف وستسعين بعدد من الدول.
ابوظبي الحفاظ على ماء الوجه:
إزاء كل هذه المتغيرات في الموقف الامريكي المسنودة بحملات إعلامية مناهضة لما قامت به مليشيا الدعم السريع والمدعومة من الإمارات التي وثقتها الأجهزة الاستخبارية الامريكية والمرصودة من المراصد الحقوقية الدولية المعنية بحقوق الإنسان والمنشورة في كبريات الأجهزة الإعلامية والصحفية الرقمية العالمية بدأ أن مراكز صناعة القرار ستقدم بعض الرؤى لدولة الإمارات العربية المتحدة لتخرج من عنق الزجاجة الذي ادخلته فيها مليشيا الدعم السريع والتي انفقت عليها أموالا طائلة لكنها لم تجن منها شيئا وزاد من ذلك أن صورتها قد تشوهت بالشكل الذي جعلها دولة مغضوب عليها من كل شعوب العالم.. وفي تقديري أن الوظبي لاخيار لها غير الانحاء للعاصفة وتنظر بافق جديد وتحفظ ماء وجهها لتحافظ على مصالحها الاستراتيجية في السودان والقرن الافريقي وافريقيا جنوب الصحراء وهذه مفاتيحها حكومة مستقرة تفهم في العلاقات الخارجية وهي متوفرة في الحكومة السودانية المسنودة بخبرات إدارية ودبلوماسية وقانونية ..هل تصوب ابوظبي العقل لكي لا تغضب حليفاها واشنطن .. أما الدعم السريع وبالتحديد حميدتي وآل بيته فقد صنعتهم غفلات الحاكمين السابقين نتيجة (عواء السحنات) الذي تزايد وخرج على الدولة متمردا فأدى تمردات الجغرافيا فاستعان الحاكمون وقاها بعصابات نهب مسلح لا تدري ولا تدري انها لا تدري غير( أضرب أقتل أهرب) بشعار (جاهزية سرعة حسم) وبمجموعات من (عرب الشتات) الذين لفظتهم الشعوب صاحبة الحقوق التاريخية في دول افريقيا جنوب الصحراء ..ألم يحن ل (ابوظبي)الوقت أن تمزق ورقة مليشي معتق اسمه محمد حمدان دقلو ولقبه ذايع الصيت (حميدتي)..فإن فعلت الإمارات ذلك أجدى لها وإن لم تفعل فلكل ليل صباح و (ظلم الشعوب ليلته قصيرة).