آخر الأخبار

المهندس أشرف الطاهر مدير محطة مياه محلية سنجة لـ(أصداء سودانية):

  • إختفاء كل المعلومات الخاصة بمستهلكي المياه بسنجة
  • 50 % فاقد المياه بعاصمة الولاية بسبب الشبكة المهترئة
  • معالجات مطلوبة لإرواء عطش سكان الأحياء الجديدة
  • الجنجويد نهبوا عربات الإدارة وشبكة المياه والسيرفر والكمبيوترات

حوار ــ التاج عثمان
ظلت سكان مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار تعاني ما تعاني منذ سنوات طوال من شح المياه خاصة بعد تمدد أحيائها وزيادة سكانها بوتيرة سريعة وبنسبة كبيرة.. ورغم المجهودات الحثيثة والمستمرة التي تبذلها مياه محلية سنجة لمعالجة القصور المتمثل في ضعف إنتاجية المياه وإهتراء شبكة الأسبستوس العجوز المحظورة عالمية بواسطة الصحة العالمية لإكتشاف انها واحدة من العوامل المسببة للسرطان إلا ان منظومة المياه بعاصمة الولاية سنجة أصبحت في حالة يرثى لها.. وما زاد الأمر سؤا تعرض محطة المياه للنهب والدمار بواسطة مليشيا الدعم السريع عقب إحتلالها لمدينة سنجة لدرجة يمكن القول انها تحتضر.. (أصداء سودانية) جلست مع مدير محطة مياه محلية سنجة المهندس أشرف الطاهر بمشاركة خبير تكنلوجيا المياه ومدير هيئة مياه ولاية الخرطوم الأسبق المهندس أنور السادات للوقوف على الوضع الراهن ومستقبل المحطة عبر هذا الحوار
*في البدء نريد التعرف على الإنتاجية التصميمية لمحطة مياه سنجه؟


ــ محطة تنقية مياة (سنجة – الدالي – الجفرات) تبلغ إنتاجيتها التصميمية من المياه حوالي (20) الف متر مكعب في اليوم، مقسمة بنسبة 75٪ منها لمدينة سنجة تعادل (15) الف متر مكعب في اليوم، و 25٪ للدالي والجفرات تعادل (5) ألف متر مكعب في اليوم فكيف الموقف اليوم في ظل الشح الواضح للإمداد المائي لمدينة سنجه حاضرة ولاية سنا.
*نعلم ان المحطة لا تعمل بكل طاقتها التصميمية.. فما الأسباب؟
ــ اولا: هنالك إحتياج للمياة النقية بمحلية الدالي وهنالك إعتداءات مستمرة على الخط الناقل لمياه المحلية قطر(16) بوصة في عدة مناطق و قرى منها
(الهشابة – السنطات – الإنجفاو– سنادة – ودعريكي ــ ام سنيطه – أبو دور)، جميعها لم تشملها دراسة الجدوي، ولكن للضغط السياسي بعد تنفيذ الخط الناقل و إفتتاح المحطة تم التوصيل مباشرة من الخط الناقل مما أثر في إنخفاض الضغط و بالتالي عدم وصول المياه للمناطق التي شملتها الدراسة مثل: (محبوبة، والدالي، والجفرات)، ومناطق أخرى كان من المقرر أن تصلها المياه من المحطات الفرعية بها.. وهنالك حلول تم رفعها منذ فترة ولكن التمويل وقف حجر عثرة للولاية ووزارة البني التحتية.
ثانيا: المحطة لا تنتج كمية المياه التصميمية حيث انها تنتج حوالى (14) ألف متر مكعب في اليوم بسبب عدم توريد المضخات المركزية التي خرجت من الخدمة بمحطة المياه الخام، وكذلك التي تضخ في خط مياه (الدالي- الجفرات)، وكذلك خط مياه مدينة سنجة، والمضخات المذكورة تحتاج لها المحطة عاجلا وإلا فإن شبح توقفها عن العمل وارد اليوم او غداً.. كما أن أحواض الترسيب الأولية والفلاتر والخزان الأرضي تحتاج للصيانة العاجلة لأن بها شقوق (Cracks) إذا إزدادت فسوف يتسرب منها الماء مدرارا، حيث انها لم تصان منذ إفتتاح المحطة، وكذلك المروقات بها شقوق ايضا.
*حسب متابعاتي السابقة لمحطة مياه سنجه فانها كثيرا ما تعاني من مشكلة تراكم الطمي .. فهل تعملون لتلافي هذه الإشكالية؟


ــ هذا صحيح فالمحطة تحتاج لمضخة سحب الطمي بمحركاتها الكهربائية بمواصفات فنية معينة.. مع ضرورة صيانة احواض الترسيب والفلاتر والخزان الأرضي.
*معلوم أن شبكة مياه مدينة سنجة قديمة ومهترئة تعاني من الثقوب الكثيرة التي تتسرب منها المياه بكميات كبيرة ما يتسبب في إهدار كم هائل من المياه العذبة.. وهي لا تزال من الاسبستوس المحظور إستخدامه عالميا بواسطة منظمة الصحة العالمية.. لماذا تأخر إستبدالها بشبكة أخرى حديثة؟
ــ هذه حقيقة ماثلة تعاني منها مدينة سنجة وتعد أحد أسباب شح الإمداد المائي، فمعظم أنابيب الشبكة مهترئة وبسببها الفاقد حوالي 50٪ من انتاج المياه البالغ (15) ألف متر مكعب من الآبار والمحطة، ومدينة سنجة أصلا تحتاج إلى (27) ألف متر مكعب في اليوم لكن عدد السكان الان لم يكتمل بعد الحرب و بالتالي الإستهلاك قليل، وبعد عودة كل النازحين لمدينة سنجه فسوف يكون هناك نقصا كبيرا في الإمداد المائي.. وكذلك نعاني من إنقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة في بعض الأحيان يستمر لكل اليوم، وهنالك عدد من الآبار تعمل بالطاقه الشمسيه 8 ساعات فقط في اليوم لفترة النهار.
*سكان الأحياء الجديدة بمدينة سنجة يشكون مُر الشكوى من شح وإنعدام المياه أكثر من الأحياء القديمة.. فما أسباب ذلك؟
ــ عموما الشبكة تحتاج للتغيير والاستبدال بطول يفوق (175) كيلومتر، بجانب إدخال شبكات جديدة للأحياء الجديدة مثل: (حي النصر ــ السلام ــ جزء من أحياء الدرجة الأولى ــ القلعة ــ حي الفردوس ــ الإنقاذ) يضاف إليها حي 14.. مع ضرورة ربط المصادر بخط دائري مع بعضها البعض مما يفيد في كثير من الأحيان عند ترشيد الكهرباء بأحياء المدينة.
*البعض يرى ان أعمال صيانة الكسورات التي تحدث بالشبكة من حين لآخر من أسبابها النقص الحاد في عمال الصيانة بجانب قلة الآليات.. ما صحة ذلك؟
ــ أجل تعاني صيانة الشبكة من قلة العمالة المدربة والتي لم تحضر بعد دحر الجنجويد من المدينة، وكذلك سرقة الجنجويد لكميات كبيرة من الاسبيرات وأطقم العمل (Tools ) الخاصة بالشبكة.. وحقيقة نشكر عبر هذا اللقاء السيد المدير التنفيذي لمحلية سنجة، ناصر عبدا لله ناصر لقيامه بالشراء وتعويضه لبعض معدات العمل.. ولصيانة الشبكة نحتاح بشدة لماكينات لحام أنابيب (HDPE ) لمختلف الأقطار من (4ــ12) بوصة نسبة لسرقة الجنجويد لها، كما نحتاج إلي ماكينات اللحام وادوات القطع بالستلين والتي تمت سرقتها ايضا بواسطة المليشيا.
*هل عملتم حصر للمواد والمعدات والأجهزة التي تم نهبها الجنجويد من محطة المياه؟


-الجنجويد نهبوا كل عربات مياه سنجة الخاصة بالشبكة والإدارة والتك توك و الكمبيوترات والسيرفر، وبالتالي إختفت كل المعلومات الخاصة بالمستهلكين، كما سرقوا بوكس دبل كابينه، وقد تفاعلت معنا محلية سنجة مشكورة، بما توفر لديها لكن الأمر يحتاج لتدخل السيد الوالي الجديد لتوفير ما تحتاج اليه المحطة من عربات وحفارة أو باك لودر لصيانة الشبكة يكون خاص بالمياة، وكذلك توفير المرتبات التي لم تصرف لنا منذ أكثر من عام ونصف.
وكذلك لا يتوفر لنا وقود للعربة الواحدة الموجودة لدينا، أو جازولين للمولدات خاصة مولد المحطة بقوة (500KVA) يساوي (400KW) يحل كثيرا من الإشكاليات، وهنالك مواد صيانة نحتاج لها من السوق المحلي مثل الباب والمضخات وشرائط التبريد (Packing,) والشحم ومواد أخرى
*هل تعرضت الآبار التي تمد بعض أحياء المدينة للتلف والنهب بواسطة المليشيا؟
ــ الحمد لله، كل الآبار تعمل حاليا وعددها 16 بئرا موزعة علي أحياء المدينة بانتاجيه تبلغ (8) ألف متر مكعب في اليوم بالإضافة لإنتاجية المحطة المقدرة بـ(7) ألف متر مكعب في اليوم لسنجة.. أما خط (الدالي ــ الجفرات) فجميع مضخاته معطلة تماما كما شرحنا أعلاه باحتياج المحطة لعدد من المضخات الأفقية، و لكن بالرغم من هذا فقد خصصنا طلمبه واحدة من خط سنجة لخدمة خط الدالي و المزموم..