(أصداء سودانية) تنشر تفاصيل التشكيل الوزاري الجديد

- اتفاق بين رئيس الوزراء ومجلس السيادة على تقليص الوزارات لـ(18)
- كامل إدريس:يضع معايير النزاهة والحياد والكفاءة لاختيار الوزراء الجدد
- رئيس الوزراء يرفع شعار التقشف في كل التفاصيل للحكومة الجديدة
- عضو في (غاضبون) ومصاب بالعمليات مرشح قوى لحقيبة وزارية
- ارتفاع حظوظ القبطي(جرجس) في تولي وزارة بحكومة كامل
- تباعد المواقف بين رئيس الوزراء و(العدل والمساواة) بشأن الحكومة
حصلت (أصداء سودانية) على تسريبات عن التشكيل الوزاري الجديد في الحكومة السودانية المدنية التي يرأسها كامل إدريس والتي من المتوقع إعلانها في وقت قريب.
وبحسب مصادر متعددة لـ(الجزيرة نت)، فإن رئيس الوزراء سيطرح قريبا رؤيته الجديدة في اختيار الوزراء والتي تقوم على الكفاءة والنزاهة والحيادية، وشعارها “التقشف في كل التفاصيل”.
ووفقا لمصادر ذات اطلاع ومقربة من رئيس الوزراء، فإن أسباب تأخير الإعلان يعود لعدد من الأسباب أولها إصرار إدريس على وضع معايير وأسس لشاغلي المناصب الوزارية من حيث الكفاءة والحيادية والمؤهلات العلمية، و إصراره على أن تكون الحكومة ذات تمثيل واسع النطاق للمجتمع السوداني، في حين تكمن العقدة الثالثة في إصرار حركات الكفاح المسلح على الاحتفاظ بحصتها وبالمقاعد ذاتها في التشكيل الوزاري القادم.
ويعكف كامل إدريس على طرح رؤية سياسية جديدة في اختيار طاقمه الوزاري عبر تحديد المعايير ثم فتح المنافسة للجميع، لكن عامل الزمن يشكل عبئا ضاغطا ربما يحول دون تنفيذ الفكرة على الوجه الذي يرغب فيه رئيس الوزراء، ولهذا ربما يعتمد آليات جديدة في تشكيل الوزارة الجديدة من بينها التشاور مع قطاعات مهنية ومجتمعية.
وطبقا لمصادر تحدثت للجزيرة نت، فإن إدريس كان قد أعدّ هيكلا وزاريا من 18 حقيبة وعدد من المجالس والمفوضيات، والهيكل المقترح تم التشاور عليه في اجتماع مشترك وموسع ضم رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان وإدريس وعددا من أعضاء مجلس السيادة ونال موافقة الحضور وكان ذلك قبل اختيار إدريس بشكل رسمي .
حكومة شباب:
ويصرّ إدريس على أن تكون حكومته الجديدة في عمومها من الشباب مع وجود فاعل للمرأة. وحسب مصادر مطلعة، سيتقلد أحد جرحى العمليات العسكرية وأحد قادة مجموعة “غاضبون”، وهي مجموعة من غير شباب الإسلاميين، حقيبة وزارية. وارتفعت حظوظ الشاب المسيحي القبطي جرجس روح الذي يعتبر أحد أبرز الوجوه التي شاركت طوعا في المعارك ضد المليشيا من طائفة المسيحيين الأقباط.
وفي الخارجية تحتدم المنافسة بين الوزير المعين حديثا عمر صديق سفير السودان السابق بالصين و نائب وكيل الوزارة إدريس فرج الله.
وتحظى منطقة شرق السودان باهتمام رئيس الوزراء. وطبقا لمصادر الجزيرة نت، فإن إدريس يدرس ملفات شخصيات من شرق السودان لإسناد منصب وزير الصحة إلى أحدهم. وأبرز المرشحين لهذا المنصب هو الدكتور أوشيك سيدي أبو عائشة اختصاصي المخ الشهير والأستاذ السابق بكلية الطب في جامعة الخرطوم.أما المرشح الثاني فهو البروفيسور محمد الأمين أحمد مدير جامعة النيلين الأسبق وأحد المقربين لناظر قبيلة الهدندوة محمد الأمين ترك . ويطل خالد الأعيسر باعتباره من أبرز الشخصيات التي ضمنت دورا في حكومة كامل إدريس المقبلة، فالأعيسر المقرب من العسكريين ومن كامل إدريس ربما لن يعود وزيرا للإعلام حيث برز اسم وكيلة الوزارة الاعلام الحالية سامية الهادي في المنصب ذاته كونها تضيف وزن “الجندر” وليست مثيرة للجدل مثل الأعيسر الذي ربما يكلف بملف المستشار الإعلامي .
ولا تستبعد مصادر أن يكون للفريق المتقاعد عبد الرحمن الصادق المهدي ونبيل أديب دور في حكومة إدريس المرتقبة خارج أروقة مجلس الوزراء.
عقدة الحركات:
وحول بروز خلافات بين إدريس والحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، أكد مصدر مطلع ومقرب من كامل إدريس أن لا خلافات جوهرية مع حركات الكفاح المسلح. وأضاف المصدر أن هنالك بعض التباعد في وجهات النظر مع حركة العدل والمساواة إذ يسعى رئيس الوزراء للاستفادة من جهود رئيسها جبريل إبراهيم في موقع متقدم في مجلس الوزراء.
لكن مصادر في حركة العدل والمساواة أكدت للجزيرة أن الخلافات تتركز في اتجاه كامل إدريس لعدم التقيد باتفاق السلام المبرم في أكتوبر 2020 والذي حدد تفاصيل تقاسم السلطة.
تهديد بالمقاطعة:
وامتدح مصدر إعلامي مقرب من رئيس الوزراء جهود جبريل إبراهيم قائلا إن التجربة السابقة أثبتت أنه رجل دولة ويستحق أن يسند إليه تكليف أكبر من وزير المالية، وهو منطق لا تفضله حركة العدل والمساواة.
وأشار مصدر مطلع فيها إلى أن أي تحريك من إدريس لوزراء السلام أو تقليص عددهم يمثل تحديا له، وربما يقوض جهوده في حشد الإجماع وربما تتجه هذه الحركات إلى مقاطعة المشاركة في حكومة إدريس احتجاجًا على عدم احترامه لاتفاق السلام. ونوه مصدر العدل والمساواة بأن الانسحاب من التشكيل التنفيذي لن يؤثر على مشاركتهم في ما سماها معركة الكرامة والتي يراها ضريبة وطنية.
عامل الزمن يضغط على رئيس الوزراء السوداني الجديد كامل إدريس إذ يوافق يوم غد الأربعاء مرور شهر كامل على تكليفه بالمنصب، ويسابق إدريس الزمن للاختيار بين إعلان تشكيل وزاري محدود يعرقله الخلاف مع حركة العدل والمساواة، وبين إعلان كامل للحكومة يحول دونه إصراره على تطبيق معايير دقيقة من دون أي استثناءات.
وبين هذا وذاك يترقب السودانيون مصير حكومتهم المدنية الجديدة في ظل عالم مضطرب يشهد تحولات تجعل من أزمة السودان أزمة منسية وملفا مهملا بين ملفات عديدة.