“الغارديان”:وفاة 10 أطفال يوميا بسبب الجوع في دارفور
أكدت صحيفة “الجارديان” البريطانية ارتفاع عدد حالات الوفاة خاصة بين الوفاة جراء الجوع في السودان وتحديدا في دارفور التي تشهد مجاعة مفزعة جراء الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 بسبب تمرد قوات الدعم السريع ضد الجيش السوداني.
وسلطت الصحيفة الضوء على المجاعة في بلدة الطويلة، في ولاية شمال دارفور مؤكدة وفاة ما لا يقل عن 10 أطفال من الجوع كل يوم في هذه المنطقة.
وأوضحت “الجارديان” أنه في الأشهر الأخيرة، لجأ عشرات الآلاف من الأشخاص الفارين من عاصمة شمال دارفور، الفاشر المحاصرة والممزقة بالحرب، إلى بلدة الطويلة، مما أدى إلى الضغط على العيادة الصحية الوحيدة العاملة في البلدة.
وقالت عائشة حسين يعقوب، المسؤولة عن الصحة في الإدارة المدنية التي تدير طويلة، “نتوقع أن يكون العدد الدقيق للأطفال الذين يموتون من الجوع أعلى من ذلك بكثير، حث يعيش العديد من النازحين من الفاشر بعيدًا عن عيادتنا ولا يستطيعون الوصول إليها”.
وقالت الصحيفة إن الجوع ليس القاتل الوحيد لأهالي دارفور فقد انتشرت الملاريا والحصبة والسعال الديكي بشكل غير مسبق وسط صفوف السودانيين.
وقالت عائشة حسين إنها علمت بوفاة 19 امرأة أثناء الولادة في الأسبوعين الأولين من شهر يوليو وحده كما توفي المزيد منهن بسبب إصابات غير معالجة تعرضن لها وسط القتال في محيط مخيمي اللاجئين في الفاشر، أبو شوك وزمزم.
وكانت الطويلة تحت حصار دام شهورًا من قبل قوات الدعم السريع، فقد كانت المنطقة مسرحًا لمعارك عنيفة العام الماضي، وهي أقرب مكان آمن للاجئين الذين تمكنوا من الفرار عبر البوابة الغربية للفاشر طريق الخروج المفتوح الوحيد للمدينة.
ومع هذا لا يصل الكثيرون إلى المدينة، ويموتون على طول الطريق الطويل المرعب من الفاشر والذي تستهدفه العصابات المسلحة فضلا عن قوات الدعم السريع بحسب الجارديان.
وأنشأ “جيش تحرير السودان”، الإدارة المدنية في الطويلة بعد انسحاب الجيش وقوات الدعم السريع، وحتى وقت قريب، كانت النساء تخشى الخروج خوفًا من تعرضهن للاغتصاب على يد عناصر الدعم السريع.
وأوضحت الجارديان أن الحرب في السودان قتلت الآلاف من الناس، وشردت الملايين، ووضعت أكثر من نصف سكان الدولة في خطر الجوع الحاد، وفقًا لبرنامج الغذاء العالمي.
وفي وقت سابق من هذا العام، غادرت وكالات الأمم المتحدة وكل المنظمات غير الحكومية الدولية باستثناء منظمة أطباء بلا حدود منطقة الفاشر بسبب انعدام الأمن، وفي أغسطس الماضي قالت منظمة أطباء بلا حدود إن اثنين من شاحناتها التي تحمل إمدادات للأشخاص في مخيم زمزم أوقفها مقاتلو قوات الدعم السريع في كبكابية، غرب طويلة، مما منع عمال الإغاثة من إكمال رحلتهم.
ووصف نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، توبي هاروارد، الوضع في طويلة والفاشر والمدن المجاورة بأنه كارثة إنسانية تتفاقم يوميًا مؤكدا أن مئات الآلاف من الأبرياء في خطر شديد وشيك وباتت المنطقة بأكملها مثل الجحيم.