آخر الأخبار

السودان …حرب واحدة بوجوه متعددة

  • المليشيا تتحرك في الميدان وتساندها جيوش أخرى سلاحها (الكي بورت)
  • الشائعات جزء من الحرب النفسية لإحباط الروح المعنوية للجيش ومسانديه
  • أخطر سلاح تستخدمه المليشيا( اصحاب اللايفات) وهؤلاء استهلكوا فزاعة أسمها الكيزان
  • مواكب الجهل النشط للمليشيا تردد ببغائية (دولة 56) ومادروا أن عرابيها من (عد الفرسان والمزروب ) ورئيسها الأزهري من حي القبة بالأبيض

تقرير – دكتور إبراهيم حسن ذوالنون:

محاولات كثيرة جرت لتفكيك السودان وتمزيقه عبر جيوش غازية حملت معها كل السياسات الرامية لاستهداف وطن متنوع متعدد يملك اسباب النهضة فكانت تلك السياسات (فرق تسد)و(إعلاء شأن الكيانات الصغيرة المناطقية على جغرافيا الوطن الواحد ) و (عواء السحنات ) و(ابتداع فكرة المناطق المقفولة) ومنها ما عرف ب(تمرد الجغرافيا) وجاءت مفردات (خطاب الكراهية واقصاء الآخر) فاهدرت سانحة البحث عن مشروع وطني يستوعب الهوية الجامعة بحروب ونزاعات دارت معها (طواحين الدم) مما باعد بين مكونات السودان الافرو عربية حتى نبه إليها إسماعيل حسن فقال إن بلاد السودان لسان الحال فيها (عرب ممزوجة بدم الزنوج الحارة ديل أهلي) وفصل أجندة عبقرية المكان أحمد مصطفى التني في ( الفؤاد ترعاه العناية) و محمد عبدالحي في العودة إلى سنار (الليلة يستقبلني) وساعتها تكون مقولة محمد عثمان عبدالرحيم قد تنزلت (كل أجزائه لنا وطن) دون أن تلاحق الآخر صفة (الوافد الغريب).

 

حرب وجودية وأسلحة جديدة:


الآن الحرب الماثلة والتي قام فيها (آل دقلو أخوان) بدور الوكيل للمستهدفين الجدد الذين حملوا معهم ( جزرة وعصا) الجزرة لمن ارتضى لنفسه (العمالة بالوكالة) و(العصا لمن عصا) هذه الحرب الماثلة محاولة أخرى لتفكيك السودان باستهداف نسيجه المجتمعي المتماسك ولكن هذه المرة باسلحة جدىدة من بينها الإعلام الرقمي الذي تم حشد كل وسائطه وصممت له غرف ممولة ومتواجدة بالإمارات حيث تتم صناعة المحتوى بدقة متناهية ( شائعات حرب نفيسة دعاية سوداء) وفي بعض احيان دعاية رمادية و داعم وعراب كل ذلك حاكم الإمارات محمد بن زايد لتحقيق هدفين ب(حجر واحد) الهدف الأول إرضاء من هم خلفه الصهيونية والامبريالية العالمية لتحقيق رسمة بروتوكولات حكماء بني صهيون( إسرائيل من النيل إلى الفرات) والهدف الثاني نيل ثروات السودان الظاهرة والمخبؤة ب(المجان) طالما دفع( المقدم) ل(آل دقلو أخوان)لأن السودان هدف له في حد ذاته وفي نفس الوقت معبرا لأفريقيا الأرض البكر والأنظمة الهشة لاسيما دول افريقيا جنوب الصحراء والقرن الافريقي.

 

جيوش(الكي بورد):


حرب السودان الماثلة وضح بشكل جلي خطتها مرسومة في مراكز استراتيجية مهمتها الاساسيىة صناعة الحروب وتوتير بؤر الصراع خاصة في المناطق التي جرت فيها مسوحات اكدت دراساتها ان بها ثروات ظاهرة وكامنة (مخبؤة) ومتوافرة وبكميات مهولة فيتم (توتيرها) بتحريك (الاثنيات) بما يعرف ب(عواء السحنات) بجعل مجموعة سكانية معينة انها الاصل بسبب نقاءها العرقي والذي هو معبرها للسلطة والثروة وأما ما دون المجموعة التي تنفذت بالسلطة والثروة تخلق منها حركة أو حركات مطلبية احتجاجية وترفع في وجهها السلاح وبعدها تدور (طواحين الدم) لتستنزف القدرات المادية والبشرية الموجودة وتبقى الثروات المخبؤة المهولة لللاستيلاء عليها لاحقا وهذا ما حدث في السودان فدولة الإمارات عينها على الموارد المعدنية خاصة الذهب والذي اثبتت عمليات التعدين الأهلي انه متوافر في معظم طول البلاد وعرضها لذلك كانت أول خطوات تمكين مليشيا الدعم السريع بعد تقنينها بقانون 2017م ان استولت عل جبل عامر بولاية شمال دارفور.. وعينها على الأراضي البكر حيث حشرت نفسها في أراضي الفقشا بايعاز من حليفتها اثيوبيا (ابي أحمد) وكذلك الإمارات عينها على البحر الأحمر بثرواته الموجودة في السواحل السودانية كما يمثل لها البحر الأحمر منفذا استراتيجيا مهما لتمرير تجارتها العالمية لاسيا بالإمارات مدينة دبي التي أصبحت من مراكز التجارة العالمية المنافسة لكبريات الدول..وبعدها دارت الحرب دارت معها حرب سلاح الإعلام الرقمي (الكي بورت).
الشائعات وقود للحرب ايضا:
استخدمت مليشيا آل دقلو الشائعات أثناء هذه الحرب كواحدة من الوسائل التي تسهم في اضعاف الروح المعنوية وتشيت الرأي العام والهدف من ذلك احباط الروح المعنوية (تذكرون ما كانت تروج له المليشيا أثناء حصارها لسلاح المدرعات وما رافق حادثة اغتيال والي ولاية غرب دارفور خميس ابكر بمدينة الجنينة حيث قتلوه ومثلوا بجثته ثم ادعوا أن الفلول من أهله المساليت قاموا بتصفيته لحسابات معهم برغم أن العالم كله شهد ماحدث والامثلةعلى ذلك كثيرة.
استدرار العطف بالنقاء العرقي:


منذ أن تولى حميدتي منصب نائب رئيس مجلس السيادة رسمت له الإمارات أن يكون وكيلها في حربها علي السودان وفق السيناريوهات الثلاثة المعروفة والتي فشلت كلها فاغدقت عليه بالأموال لكسب ود الجميع في المجتمع فاستهدف البيوتات الدينية وكانت الاستجابة ضيغفة حيث استقبلوه بشكل جيد لكن لم يلتزموا له بشئ لأنها قيادات مستنيرة..اما الإدارات الأهلية فاغدق على قياداتها بالأموال والباكسي وما أن اكتشف مك الجموعية المرحوم عجيب الهادي الذي غيبه الموت بالقاهرة العام الماضي أعاد له البوكسي واحتد معه بانه لا يشترى ولا يباع وهو زعيم قبيلة كبيرة فما كان من حميدتي إلا وتحرك في محور القبائل العربية في كردفان ودارفور فاستدرعطفهم بأنهم هم أنقى القبائل في السودان (جهينة) لاستقطابهم ولا بد لكم ان تحافظوا على نقاءكم العرقي بأن يسطوة على (السودان النيلي) (دولة البحر والنهر)(الجلابة) وطبعا أغدق عليهم مع الحرب بدفعات مالية جديدة واستكمل لهم الأموال وقال لهم أنتم مهمتكم ( الفلول والكيزان ) ولا بد أن تستنفروا أولادكم لدخول معسكرات التدريب والقتال لصف الدعم السريع.
هتك النسيج الجتماعي:
أجزم أن كل من يخرجوا عبر المنصات الرقمية باسم المليشيا المتمردة هم مواكب جهل نشط الواحد فيهم لا يدري ولا يدري أنه لا يدري يرددون ببغائية عبارات وأحاديث (دولة56 -السودان النيلي- الكيزان،) ولا يدرون تفاصيلها.. همهم استلام الأموال من الكفيل في الإمارات أو وكلاءه في السودان ..مشكلتهم مجرد ما يطلع أحدهم يبدأ بالفزاعة الكيزان ثم يتجه نحو السودان النيلي ولا يعرف دلالته ثم يعرج نحو دولة 56 دون أن يعلم أن إعلان الاستقلال من
داخل البرلمان قدم مقترحه النائب عبدالرحمن دبكة وهو نائب دائرة عد الفرسان ،(عدم الغنم سابقا) دائرة البقارة غرب نيالا وأن مثني الاقتراح هو الأمير جمعة سهل نائب دائرة المزروب ناظر قبيلة المجانين وأن معلن الاستقلال من داخل البرلمان وأول رئيس لدولة( 56)هو السيد إسماعيل الازهري وجده الشيخ إسماعيل الولي وأسرته مقيمة في حي القبة بالأبيض العاصمة التاريخية لاقليم كردفان فالحديث عن دولة (56)مردود على مردديه ولا بد من سؤال لأصحاب اللايفات كم من المسئولين في دولة (56) الذين انضموا لمليشيا الدعم السريع (احسب بس) في عهد الانقاذ (وزراء وولاة ومعتمدين وضباط معاشيين) مثال حسبو محمد عبدالرحمن نائب رئيس الجمهورية وانزل وشوف دولة (56) عملت معاهم ..القصة كلها أن مشروع الدعم السريع الاقصائي استخدم خطاب الكراهية في هذه الحرب بشكل لافت في تفكيك النسبج الاجتماعي الذي كان متماسكا.
خطاب كراهية إلغاء الآخر.
وبعد أن استمرت الحرب استخدم آل دقلو خطاب الكراهية في تصفية حساباتهم مع القبائل الاخرى التي وقفت بجانب الدعم السريع وتطور خطاب الكراهية حتى التصفية الجسدية المبنية على خطاب الكراهية نفسه والغاء الآخر ليس من الحياة السياسية فحسب بل حتى من الوجود (أمثلة حية مثل اغتيال والي غرب دارفور خميس أبكر لا لسبب إلا لأنه من قبيلة المساليت والتي تعرضت للإبادة الجماعية بشكل واضح وحادثة ناظر المسيرية الفلايتة عبدالمنعم موسى الشوين والذي وجه عبدالرحيم دقلو بتصفيته لأنه أبدى ملاحظة مفادها مساواة مصابي الحرب في العلاج بالإمارات وليس قصره على الماهرية خشم بيت أل دقلو بقبيلة الرزيقات وحادثة وكيل ناظر قبيلة الفلاتة بمدينة تلس بولاية جنوب دارفور والذي اغتاله احد منسوبي الدعم السريع وتلكات قيادة الدعم السريع في القبض عليه وربما هربته من المنطقة حتى يفلت من العقاب.
عموما ستنهي الحرب سيتم إعمار ما دمرته الحرب طال الزمن أم قصر ولكن ما دمرته المليشيا بخطابها الإعلامي الموغل في الكراهية والغاء الآخر والذي خلف جراحات نفسية يصعب أن تندمل.