تعتمد على السحق لا التحرير.. خطط جديدة للجيش تقضي على المليشيا بكردفان
تقرير-الطيب عباس:
نفذ الجيش السوداني والقوات المساندة، صباح أمس الاثنين هجوما واسعا في أكثر من محور بشمال كردفان، قضى خلاله على المئات من عناصر المليشيا بينهم قيادات ودمر سيارات قتالية ومدرعات وعربات مصفحة في واحدة من أعنف الهجمات التي نفذها الجيش مؤخرا.
وقالت مصادر ميدانية لصحيفة (أصداء سودانية) إن الجيش وقوات درع السودان و قوات النخبة تقدموا فجر أمس الاثنين لمناطق (أم سيالة وجبرا وأم سنيطة) بهدف إبادة قوة الجنجويد الصلبة واستدراجهم من مخابئهم، وقد كان، حيث وقعت المليشيا في كمائن أفقدتها جل قوتها وآلياتها.
واعتمد الجيش على خطط سابقة طبقها في منطقة أم القرى شرقي ود مدني، تعتمد على إبادة العنصر البشري لا السيطرة على الأرض. في وقت ذكرت فيه مصادر عسكرية، أن الهدف امن تحركات الجيش العسكرية الواسعة بشمال كردفان هذه الأيام، عملية جس نبض للتأكد من أن عمليات قطع الامداد واستهداف القيادات والمتحركات التي تمت خلال الشهر الماضي قد انعكست على الأرض، مشيرين إلى أن النتائج حتى الآن مبشرة للغاية.
استدراج العدو:

لجأ الجيش في معركة أم سيالة وبارا، أمس لعملية استدراج ماكرة لعناصر المليشيا، وفي منطقة أم سيالة، تقدمت قوات درع السودان ولواء النخبة وسيطروا على المدينة في وقت مبكر من فجر أمس، وتصدوا لموجتين من هجوم المليشيا، لكن المليشيا منقادة بالغبن الشخصي مع قائد درع السودان أبو عاقلة كيكل، سحبت نحو 200 سيارة قتالية من بارا وبعض مناطق شمال كردفان للهجوم على قوات درع السودان في أم سيالة في ثالث موجة هجومية، وأوضحت مصادر ميدانية، أن القوات تصدت للهجوم قبل صدور الأوامر بالانسحاب من أم سيالة، حيث تم وضع قوة المليشيا في (كماشة) ونفذ متحرك الشهيد مصطفى ودرع السودان التفافا ناجحا، قضى فيه على ماتبقى من الجنجويد في (أم سيالة)، وتداول ناشطون مقطع فيديو للجنجويد بدأوا تصويره لإعلان السيطرة على (أم سيالة) وأثناء التصوير بدأ هجوم الجيش.
وقال القائد الميداني بلواء البراء بن مالك، علي صلاح الدين، إنهم نفذوا عملية استدراج محكمة للمليشيا في الطريق بين بارا وأم سيالة، نتج عنها تدمير نحو 137 عربة قتالية للعدو.
وقالت الصفحة الرسمية لدرع نيوز، على فيس بوك، والتي يشرف عليها إعلام درع السودان، إن قوات الدرع والعمل الخاص أعادتا شكل المعركة، فصار الميدان يميل حيز يقف الانضباط، وذلك بعد الانقضاض على الموجة الثالثة للمليشيا في منطقة أم سيالة.
وكذبت مصادر ميدانية، زعم مليشيا الدعم السريع بالسيطرة على أم سيالة، وقالت المصادر لصحيفة (أصداء سودانية) إن الموجود بالمنطقة حاليا هم جثث الجنجويد، فإذا كان الأموات يسيطرون فذلك شأن آخر.
معركة المسيرات:
مصادر ميدانية أخرى فصلت للصحيفة تفاصيل أخرى بشأن مجزرة السيارات، مشيرة إلى أن المليشيا بعد سحق موجتين من الهجوم استدعت فزعا من بارا ومن كافة مناطق شمال كردفان، بنحو مائتي سيارة، وعندما وصلت لأم سيالة لم تجد القوات بداخلها، وقبل إدراك أنها وقعت في كمين انقضت عليها مسيرات الجيش وقضت على نحو 137 عربة بكامل أطقمها، ثن فاجأتها القوات بهجوم شامل قضى على أغلب القوة المهاجمة، قبل أن يفر البقية، وقدرت المصادر هلكى المليشيا بنحو ألف جنجويدي والجرحى أضعاف ذلك، مشيرة إلى أن المعارك التي تدور حاليا هى معارك استنزاف.
بارا:
متحرك الصياد والقوة المشتركة، نجحا أمس، خلال معركة شرسة من سحق المليشيا في مدينة بارا، وأوضحت مصادر، أن الجيش استخدم الطيران الحربي والمسيرات والمدفعية الموجهة ودك القوة الصلبة للمليشيا، التي هربت من بارا تجرجر أزيال الهزيمة، وكشفت المصادر أن الجيش دخل مدينة بارا وسيطرة على مخزن ذخيرة وسيارات قتالية وأسلحة، ونشر جنود يتبعون له مقطع فيديو بتاريخ أمس الاثنين، وهم يحملون ليمون في أيديهم من داخل مدينة بارا.
انتصارات اليوم وفق مراقبين تؤكد أن الجيش السوداني قادرا على تحرير كردفان في لحظة واحدة، لكنه يسير وفق خطة تعتمد على سحق المليشيا وليس استرداد الأراضي، فهو يريدها معركة واحدة في كردفان وليس مجموعة معارك هنا وهناك، وهذ الخطة توفرها عملية سحق المليشيا وليس تحرير المدن، حيث لا معنى من تحرير مدينة بينما المليشي لا تزال تحتفظ بقوتها. وأشار المراقبين إلى أنه بعد خطط الاستدراج هذه، فإن الضربة القادمة لن تكون مجرد تقدم على الأرض ، بل إعادة صياغة للمشهد كاملًا في تحرير بقية المناطق في كردفان ثم الانتقال إلى دارفور.