آخر الأخبار

الدامر.. من جنة السودان إلى مدينة اليأس.. كيف فقدت عاصمتنا جمالها ونظافتها؟

أصداء من الواقع ومستقبل واعد

دكتور مزمل سليمان

 

*مدينة الدامر، تلك المدينة الرائعة التي تقع في قلب ولاية نهر النيل، كانت يومًا ما محط إعجاب الرحالة والمستكشفين. فقد زارها الرحالة الشهير ألن مورهيد وبارك هارد، ووصفوها بأنها واحدة من أنظف وأجمل مدن السودان. كانت الدامر نموذجًا للتنظيم والنظافة، حيث كانت شوارعها المرصوفة والمرتبة تعكس روحًا من التميز والرقي.

*ولكن، ماذا حدث لتلك المدينة الرائعة؟ كيف تحولت من مدينة نظيفة ومنظمة إلى مدينة تعاني من تراكم القمامة والنفايات؟ ما هي الأسباب التي أدت إلى تدهور الخدمات في الدامر؟ في هذا المقال، سنحاول أن نجيب على هذه الأسئلة ونستكشف الأسباب التي أدت إلى تدهور مدينة الدامر، وسنبحث عن حلول لاستعادة جمالها ونظافتها.

*مدينة الدامر، عاصمة ولاية نهر النيل، تعاني من تدهور كبير في الخدمات المقدمة للمواطنين. رغم امتلاك المحلية لأسطول كبير من آليات النظافة، إلا أن المدينة تعاني من تراكم القمامة والنفايات في الشوارع والأسواق. هذا الوضع يعود إلى عدم وجود خطة فعالة لتنظيم النظافة في الأحياء والأسواق. شرق المدينة أصبح مكبًا للأوساخ التي تُجلب من الأسواق وبعض الأحياء، ونادرًا ما تشاهد عربات تُفرغ حمولتها في تلك المنطقة.

*الطرق في المدينة تحتاج إلى صيانة وردم، خاصة الطريق المؤدي إلى قرية المناصير الذي جرفت الأمطار جزءًا كبيرًا منه. رغم أهمية هذا الطريق، لم يتم اتخاذ أي إجراءات جادة لردم الجانب المتضرر.

*اللحوم في معظمها تُذبح بطريقة غير صحية، مما يشكل خطرًا على صحة المواطنين. السوق الجديد يحتاج إلى إدارة مباشرة يومية لمراقبة الخدمات المقدمة وحسم التعديات.

*الدامر تحتاج إلى جسم طوعي يقف بجانب الجهد الرسمي لتجويد الخدمات المقدمة للمواطنين. هناك لجنة تطوير مدينة الدامر التي سجلت في مفوضية العمل الإنساني، ولكن لا يعني ذلك أن تطوير الخدمات يقتصر عليها. يجب على محلية الدامر وحكومة الولاية مراجعة أعمال هذه اللجنة أو إنشاء جسم طوعي جديد.

*الدامر كعاصمة للولاية من حقها أن ترصف شوارعها وأن يتم تجويد خدمات المواصلات الداخلية لهذه الأحياء الستة والستين بدلاً من أن نترك المواطن ضحية لأصحاب التكاتك والرقشات واصحاب وسائل المواصلات الأخرى. كما تحتاج المدينة إلى مراجعة خدمات الصيدليات وتوزيعها بشكل عادل على جميع الأحياء وإعادة خدمة أربعة وعشرين ساعة.

*محطة سكة الحديد بالدامر تعاني من الإهمال والتدهور، مما جعلها مرتعًا للجريمة. مبنى البوستة تم بيعه، ولا يُعرف ما هي الخطط المستقبلية له.

*يجب على الحكومة المحلية والولائية الاهتمام بتحسين الخدمات في الدامر وتوفير بيئة نظيفة وآمنة للمواطنين. يجب أن تُسارع المحلية إلى تنفيذ خطة طموحة لتحسين النظافة والخدمات الصحية والطرق والمواصلات. كما يجب الاهتمام بمباني المدينة التاريخية والحفاظ عليها من الإهمال والانهيار.

*إن تضافر الجهود بين الحكومة والمواطنين يمكن أن يساهم في تحسين الوضع العام في الدامر وجعلها مدينة أكثر جاذبية ورفاهية لسكانها. يجب على المسؤولين أن ينتبهوا لهذه القضايا ويعملوا على حلها لتحسين الحياة اليومية للمواطنين في الدامر