آخر الأخبار

الحادث سيكون له ما بعده..اغتيال أمير قبيلة (المجانين) بمدينة المزروب

  • المجموعات العربية بكردفان تنتفض ضد آل دقلو
  • حوازمة الشرقية بجبال النوبة قالوا لا ل(آل دقلو) ولهم مع المتمرد (الحلو) ثارات تاريخية
  • المسيرية (الفلايته)حادثة اغتيال ناظرهم ( عبدالمنعم الشوين) جعلهم يعيدون حسابات الولاء للتمرد
  • الحوازمة في (الحمادي) و(الدبيبات) قالوا لا لكبيرهم (الهادي أسوسة ) حتى لاذ بالهروب

تقرير – الدكتور إبراهيم حسن ذو النون:
بدأ واضحا أن المواقف الخطأ التي وقفتها بعض قيادات منظومة مجموعات القبائل العربية بكردفان من حرب 15 أبريل2023م الماثلة الآن حيث والت التمرد الذي قادته مليشيا الدعم السريع ضد شرعية الدولة وقد كانت هذه الموالاة قد اتخذت طابعا انتهازيا من بعض قيادات الإدارة الأهلية بالاقليم أما بحثا عن ثراء أو تمكين شخصي حيث مارس قائد المليشيا محمد حمدان دقلو في بعض الاحيان سياسة (الجزرة) مع هذه القيادات و في احيان اخرى مارس سياسة ( العصا) لشراء ولائها منذ لقاءاته مع قيادات المجتمع الأهلي في كل أنحاء السودان مع التركيز على المجموعات العربية لإقليمي دارفور وكردفان قد بدأت تحدث فيها مراجعات أما نتيجة صحوة ضمير من بعض القيادات الأهلية أو نتيجة ضغوط مارستها بعض مجموعات الضغط داخل منظومة القبائل العربية أو نتيجة احداث خطيرة كحوادث اغتيال بعض قيادات الإدارات الأهلية بسبب اعتراضها على بعض سياسات قيادة التمرد بين مجموعات المقاتلين القائمة على التمييز والتصنيف القبلي.
اغتيال امير المجانين:


من الواضح أن حادثة اغتيال الأمير سليمان جابر جمعة سهل حفيد الأمير جمعة سهل النائب البرلماني الذي ثني مقترح إعلان استقلال السودان من داخل البرلمان الذي تقدم به نائب دائرة غرب البقارة (عد الغنم) الآن (عد الفرسان) غرب نيالا الناظر عبدالرحمن دبكة.. والذي اغتيل بمسيرة استهدفت مقر برنامج اجتماعي (مجلس صلح قبلي) ومعه ستة عشر من مرافقيه لن تمر مرور الكرام لجهة أن الأمير سليمان جابر جمعة سهل معروف بمواقفه المساندة للجيش وآثر البقاء في مقر إقامته برغم الوجود الكثيف لأفراد المليشيا المتمردة والذين سايس قياداتهم حفاظا على أبناء عشيرته ونسائها وشيوخها حيث مثل وجوده بينهم صمام أمان لكل مواطني مدينة المزروب وضواحيها والتي احتلتها المليشيا المتمردة وقد عدد البيان الصادر من المجلس السيادي الانتقالي مناقب الفقيد سليمان جابر جمعة سهل ووصفه بأنه يعد من القيادات الأهلية التي لها أدوار وطنية مشرفة في تحقيق السلم المجتمعي وترسيخ التعايش السلمي بين المجموعات السودانية المختلفة حيث أسهم في الكثير من المصالحات القبلية والمجتمعية حتى آخر لحظة من حياته حيث استهدفته المسيرية وقد كان في اجتماع أهلي تصالحي.
انتفاضة الكردافة:
الجدير بالذكر أن حادثة اغتيال الأمير سليمان جابر جمعة سهل وستة عشرة من مرافقيه الجمعة الماضية ستزيد من حالة مقاومة مليشيا آل دقلو التي تمكنت من فرض وجودها في أجزاء واسعة من المنطقة غرب محلية بارا حتى تخوم محلية أم بادر في الأجزاء الغربية والشمالية الغربية من ولاية شمال كردفان كما انتشرت المليشيا المتمردة في أجزاء واسعة من ولاية غرب كردفان بينما استطاع الجيش السوداني والقوات المساندة إعادة تموضع قواته في المناطق المحيطة بمحليتي الخوي والنهود حتى تكمل استعادتها بالكامل خلال الأسابيع أو الأيام المقبلة وفي غضون ذلك زادت انتفاضة أهل ولايات كردفان الثلاث (الكردافة) من ايقاعها حيث انتظمت كل الحواضن الاجتماعية للقبائل والمجموعات السكانية حالات شق عصا الطاعة على المليشيا المتمردة والتي زجت بشباب تلك المجموعات في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.. ومن المنتظر أن تزيد حادثة الاغتيال البشعة لأمير قبيلة المجانين وستة عشر من مرافقيه من ايقاع الانتفاضة لا سيما في مناطق غرب بارا وشمال غرب بارا حتى تخوم دار حامد ودار الريح حيث انتظمت بعض المجموعات من النفعيين المنتمين لقبيلة الكبابيش والمصنفين في الأصل بممارسة أعمال النهب والسلب و(الهمبتة) في تلك المناطق ولما دخل التمرد مناطقهم تماهوا معه بغرض أن يضفي الحماية لأعمالهم الإجرامية السابقة.
نهايات المليشيا في كردفان:
بقراءة فاحصة ومتانية لخارطة سيطرة قوات الدعم السريع بولايات كردفان الثلاث يلحظ المراقب عن كثب أنها في حالة انكماش نتيجة الضربات الموجعة التي وجهها إليها الجيش والقوات المساندة له خلال الأسابيع الماضية في أجزاء واسعة من كردفان آخرها قبل بضعة أسابيع بمنطقة (ام صميمة)الاستراتيجية التي اقتلعها الجيش من المليشيا المتمردة عنوة واقتدارا وفي ذات الوقت زادت رقعة الوعي المجتمعي والشبابي المساند للجيش والرافضة لمخطط المليشيا والتي تكشفت معالمه والذي يستهدف وجود الدولة السودانية نفسها بكل مكوناتها بمشروع اقصائي مدعوم من بعض القوى الإقليمية والدولية.. كل ذلك يمثل دلالات ومؤشرات تنبئ بنهائيات المليشيا بإقليم كردفان والتي لاحت ملامحها في الأفق.
ملامح نهايات المليشيا:


خلال الأشهر القليلة الماضية تعرضت مليشيا قوات الدعم السريع للكثير من الضربات والصدمات الموجعة من القوات المسلحة والقوات المساندة لها وقد تعرضت نتيجة لذلك ونتيجة لأسباب أخرى للكثير من التصدعات التي تنبئ بانهيارها الوشيك لاسيما في قطاع إقليم كردفان بولاياته الثلاث حيث توسعت خارطة سيطرة القوات المسلحة والقوات المساندة لها في معظم مناطق الإقليم كما حدثت أحداث لافتة تشير لقرب نهايات التمرد في كردفان وتتلخص أبرز ملامحها في الآتي:
– قبيلة الحوازمة في القطاع الشرقي لجبال النوبة (الجبال الشرقية)أعلنت منذ وقت مبكر من الحرب كلمتها الواضحة والرافضة لكل محاولات آل دقلو لاستمالتها لصفها بكل طرق الإغراء والتهديد (الجزرة والعصا) لكن كل المحاولات انتهت بالفشل وزادت على ذلك عندما أعلن المتمرد عبدالعزيز آدم الحلو تحالفه مع المليشيا المتمردة ..قالت له مجموعات الحوازمة بالجبال الشرقية (بيننا وبينك ثارات تاريخية ) لأنك موجود في مناطقنا وتجاوزات حركتك هتكت النسيج الاجتماعي وإصابته في مقتل وستنحصر مهمتنا في موازنة الجيش وسنكون مساندين له لدحرك ودحر حلفاءك الجدد.
– قبيلة الحوازمة في مناطق حواضنها المجتمعية في الحمادي والدبيبات والدلنج ضغطت على الهادي أسوسة ناظر عموم الحوازمة وحذرته من الزج بشباب القبيلة والمنطقة في حرب لاطائل منها سوى الدمار والقتل والتشريد للأهل الأمنيين ولما زادوا عليه الضغوط اضطر للفرار والهروب إلى دولة جنوب السودان ومن ثم إلى يوغندا كما ذاع في وسائل التواصل الاجتماعي وبذلك تكون قبيلة الحوازمة قد قالت لا للأمير الناظر وبالتالي تكون قد أعلنت عدم موالاتها للتمرد.
– قبيلة المسيرية الزرق (الفلايتة) وبرغم تماهيها مع التمرد إلا أن حادثة اغتيال الناظر عبدالمنعم موسى الشوين وما تبعها من اغتيال ابنه واغتيال مسئول الاستخبارات عثمان عجيل جودة الله ابن الناظر الراحل عجيل جودة الله وشقيق وكيل ناظر المسيرية الفلايتة الحالي بشير عجيل جودة قد رفعت سقف رفض التعامل مع المليشيا بل زادت على ذلك بإعادة حسابات الولاء للتمرد.
– قبيلة المسيرية في مناطق المجلد والميرم وأبيي رفضت بشكل قاطع بل خاطبت قيادة المليشيا بسبب اتجاه الدعم السريع بالاعتراف بأحقية دينكا نقوك في أبيي بل أشاروا لحكومة جنوب السودان بإمكانية التنازل من أبيي مقابل أن ترفدها جوبا بمجموعات من المرتزقة للمشاركة في صفها ضد الجيش السوداني وقد أشار خطاب ناظر عموم المسيرية مختار بابو نمر أن تمادي الدعم السريع في المضي في هذه الخطوة وما تعقبها من خطوات تصعيدية من المسيرية أدناها سحب المقاتلين الشباب من ميادين القتال وعلى سقفها محاربة المليشيا والانضمام مع الجيش لأن قضية أبيي من الخطوط الحمراء التي لا تقبل المسيرية أي مساومات فيها.
– تصاعد الرفض لهيمنة وتمييز آل دقلو وعشيرتهم الأقربين لخشم بيت واحد من الرزيقات (الماهرية) دون بقية القبائل بما فيها القبائل العربية الكردفانية ..زادت من المجموعات الرافضة لمسلك المليشيا للتعامل مع قبيلة المسيرية والقبائل الاخرى.
-عموما انتفاضة المجموعات العربية بكردفان بدأت وتنذر بالنهايات الوشيكة للتمرد بكردفان والذي لم تبق له سواء مجموعات من النفعيين والانتهازيين والتي ستنال من المليشيا المتمردة بعد القيام بأدوارها المرسومة لها (جزاء سنمار).