مجلس رعاية الطفولة بالخرطوم :تعرض 30 طفل لبتر في الاطراف بسبب قصف المليشيا

أصداء سودانية – تمثل شريحة الاطفال اكثر شرائح المجتمع تأثرا بالحرب وويلاتها، وهو ما يضع على عاتق مؤسسات الدولة المعنية بالطفولة مسؤوليات متعاظمة، ولاسيما فيما يتصل بتوفير الدعم النفسي للاطفال. ورغم الصعوبات التي اوجدتها الحرب الراهنة، فان المؤسسات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني تبذل جهودا كبيرة لتوفير الاستجابة المطلوبة لقطاع الاطفال.

واكدت امين مجلس رعاية الطفولة ولاية الخرطوم مها أبكر محمد عبد الهادي على اهمية توفير الدعم النفسي لالاف الاطفال بمحلية كرري الذين يعانون تأثيرات الحرب. وكشفت عن وجود ١٢٢١٣ طفلا في ١٦٧ مركزا للايواء داخل محلية كرري.

وقالت لـ(سونا) اليوم ” هؤلاء الاطفال يحتاجون للدعم النفسي لمعالجة مشكلات مثل (التعنيف)، كما يحتاجون للأنشطة التعليمية لتنشيط ذاكرتهم” واضافت ” كما يحتاج هؤلاء الأطفال لمواد غذائية ومكملات غذائية (فيتامينات)”.وابانت ان الأطفال في الشارع يواجهون مخاطر عدة اذ انهم عرضة للتدوين العشوائي والعنف والانتهاكات وسوء الاستغلال وخطر ملامسة الأجسام الغريبة، دون ان تتوفر لهم الحماية أو التوعية.وابانت ان نحو ٣٠ طفلا تعرضوا لاصابات ادت الى بتر في الاطراف فيما يحتاج بعضهم الى عمليات جراحية بالمستشفيات.

واشارت الى ان نحو ١٢ طفلا مصاب بالفشل الكلوي ويحتاجون الى مساعدة اثناء فترة الغسيل ، وقالت ” عملية الغسيل لهؤلاء الاطفال تتم مرتين بالاسبوع(الاثنين والخميس) وتكلف الغسلة الواحدة نحو ٦٠ الفا، وهذه تكاليف عالية لا تستطع الاسر الايفاء بها”.وشددت على ضرورة توفير دور او استراحة لعدد نحو ١٢ طفلا من فاقدي السند، مشيرة الى ان هؤلاء حصلوا على كفالة اولية، وابانت ان نحو ٥٥ طفلا مازالوا في برنامج الأسر البديلة، واكدت على اهمية توفير الدعم المالي للاسر البديلة بعد توقف نظام الإعانة المالية التي كانت تقدم لتلك الاسر.

وقال الامين العام للمجلس القومى لرعاية الطفولة دكتور عبد القادر عبد الله ابوه عن وضع الأطفال في باقي محليات الخرطوم ،قال ان الاطفال فى الخرطوم وبحري عانوا كثيرا بسبب دخول الميليشيا المتمردة للمنازل وغادرت بعض الأسر فيما بعض الأسر لازالت باقية والاطفال تأثروا بسبب انه لا يوجد تعليم ولا صحة ولا مأوي آمن ، والوضع متدهور جدا والأطفال في بحري والخرطوم في اسوأ حال نتيجة الممارسات والسلوك الوحشي من جيوب ميليشيا الدعم السريع في عدد كبير جدا من الوحدات الإدارية في الخرطوم والخرطوم بحري وفي الامتدادات الاخرى.اما الأطفال في محلية كرري فهم اكثر امنا بالرغم من انهم يعانون ايضا من قلة الدواء وقلة الغذاء والوضع المعيشي المتدهور بسبب عدم انسياب السلع وغياب الدعم المستمرولذلك نحن نطلب من شركائنا ان يتجهوا الى ولاية الخرطوم لتقديم الدعم للأطفال لانهم بصورة عامة يعانوا حتى في محلية كرري.

وابان ابو ان الأطفال يحتاجون للغذاء والدواء ، ولابد ان نلتفت لردم هذه الهوة ، لان الحكومة منشغلة بالحرب ، ولابد ان نعمل بشكل دوائر هنا وهناك مع شركائنا ومؤسساتنا لتحقيق جزء من المطلوب.وبخصوص توفير دعم الاثر النفسي للأطفال بسبب الحرب اوضح دكتور ابو ان الأطفال يحتاجون كذلك لدعم نفسي ودعم اجتماعي وايضاً مع الشركاء نحتاج الي تقوية هذا الجانب واضاف قائلا الجانب النفسي نحتاجه فعلا لان الاطفال تعرضوا لحرب ضروس وهي فتاكة جدا أثرت في وجدانهم وفي مشاعرهم وخلقت جوانب نفسية سالبة جدا ، منذ 15 2023 الأطفال في حالة فوبيا مستمرة ، ونحتاج للدعم النفسي أثناء الحرب وبعد الحرب.

وحول هل الدولة تفكر في مراكز إعادة تأهيل وعلاج للصدمات وبان هناك مخطط الاستجابة للتوجيه ، قال ابو نعم هناك توجيه من رئيس مجلس السيادة ، ونضع هذا التوجيه محل التنفيذ ، وستكون هناك استجابة من خلال توفير مراكز للدعم النفسي وايضاً هذا من صميم عملنا في المركز القومي الذي يعتبر منسق ما بين الجهات ذات الصلة، سنوفر العلاج النفسي والاجتماعي للفتيات اللاتي أصبن بهزات وصدمات نفسية عالية جدا من جراء الأساليب النفسية التي مارستها ميليشيا الدعم السريع المتمردة.

ايضا بالنسبة للشراكات مع منظمات المجتمع المدني هم شاركوا وهم كثيرون على رأسهم الان منظمة اعلامية يقودها نفر كريم من الاعلاميين يعملوا في مجال الإغاثة وفي مجال رفع الروح المعنوية للمواطنين ، ومشتركين مع الإعلام التنموي للمجلس القومي لرعاية الطفولة ، وايضاً هناك منظمة حنين ومنظمات كثيرة مثل كلنا قيم وتعمل ايضا ، منظمات المجتمع المدني تعمل الان ونحن ندعم هذا المسار ، والان نعد العدة لعقد ملتقى يجمع كل هذه الجهود من اجل تقوية هذه الجهود حتى تقدم شركات قوية وملموسة.

وحول دور الشراكات مع منظمات المجتمع المدني الموجودة الآن بولاية الخرطوم وما تقدمه من سند ودعم للأطفال ذكر ابو بأن منظمات المجتمع تعرضت لهزة بسبب الهجمة الشرسة للميليشيا المتمردة والشراكات اصبحت قليلة لانها تحتاج لعمل وتنسيق ، ونحن في المجلس نتناصر معهم وننسق من اجل تقديم العون المستمر وفقا للمسؤولية الاجتماعية والمجتمعية التي يمارسها المجلس مع الشركاء ايضا توجد شراكات مع المجتمع الدولي ، وهم ايضا يعملون ولكن بصورة محدودة وفقا للأوضاع الامنية ، ويتركز عملهم في الشمالية ومناطق نهر النيل ، ولكن في الخرطوم يحتاجون لبعض الوقت ولدينا خطة الان مع الشركاء لإنجاز هذه المهمة وتنشيط دور منظمات المجتمع المدني لان لها دور ومن ضمن الموجهات في قرار الاستراتيجية رقم 92 لمجلس الوزراء ان نفعل العلاقة ما بين منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية اي الشركاء حتى نحقق نوع من التنسيق والتكامل وتقوية الجهود لدعم الاطفال.

وفي الختام قال الأمين العام للمجلس القومي لرعاية للطفولة أن مركز الدعم النفسي والاجتماعي مهم جدا لعلاج الصدمات وان نفكر أثناء الحرب وبعد الحرب ، وكيف يمكننا تجاوز هذا الابتلاء ، هذا هو السؤال ، وهذه هي المحطة الاساسية التي نعمل من خلالها لتحقيق دورنا وخاصة في ولاية الخرطوم باعتبارها اكثر الولايات تأثرا بالحرب ،و نحن في المجلس نحتاج لمزيد من الصبر ومزيد من التخطيط لتحقيق استراتيجيتنا الوطنية لرعاية الطفولة ، ونحتاج لخطط على المستوى القريب والمستوى الاستراتيجي، وتحقيق مطلوبات التنمية والرعاية والحماية للأطفال.