نازحو الفاشر بمنطقة العفاض.. تفاصيل وحكايات مُبكية(2)
- المنظمات والمبادرات الوطنية تتسابق لإغاثة أهل الفاشر
- مبادرة ملك الإبتسامة تقدم 29 من الخراف وحاشي ومعينات للأطفال حديثي الولادة
- منظمة كلنا قيم.. مطبخ خيري يقدم 300 وجبة إفطار عصيدة بالتقلية و200 وجبة غذائية
- 5عجول من المؤسسة التعاونية التابعة للقوات المسلحة.. ووجبة إفطار من مواطني (جرا غرب)
العفاض ــ عادل الحاج:
قصص وحكايات مؤلمة لحد البكاء.. مجاذر مروعة لم تشهد مثلها الحروب في كل العالم من قبل.. فظائع لا يصدقها إلا من شاهدها مباشرة إرتكبتها مليشيا الدعم السريع المتمردة في حق سكان الفاشر الأبرياء أثناء رحلة نزوحهم من الفاشر بشمال دارفور إلى مدينة الدبة بالولاية الشمالية.. المأساة إرتسمت على كل وجوه سكان فاشر السلطان الذي نزحوا لمدينة الدبة بعد ان قطعوا مسافة 826 كيلو مترا وسط الصحراء الجرداء القاحلة والتي تشرفت بإحتوائها لقبور عدد من الشهداء الذين قضوا نحبهم نتيجة العطش والإصابات والمرض إلا أن حفاوة وإستقبال مواطني الدبة أزاحت عن كاهلهم أطنان من الحزن والآسى والرعب والإرهاق.. (أصداء سودانية) تنقل عبر هذا التحقيق الميداني من داخل مخيم (أزهري مبارك) لنازحي الفاشر بالعفاض شمال مدينة الدبة بنحو 30 كيلو مترا قصص وحكايات مؤلمة تجسد بطش وقهر وتوحش مليشيا الدعم السريع المتمردة تجاه المواطنين الأبرياء.
ملك الإبتسامة:

لاحظت وجود فاعل للمنظمات التطوعية الوطنية وهي تتسابق لتقديم الغوث بمختلف انواعه لنازحي الفاشر وبمنتهى الأريحية والإنسانية والتنظيم
محمد إسماعيل عبد الرحمن، أحد مسؤولي مبادرة (ملك الابتسامة رزقة) الوطنية تحدث للصحيفة قائلا: وصلنا منذ تسعة أيام إلي المخيم حيث وقفنا على احتياجات المخيم من الجوانب المختلفة، ومنذ اليوم الثاني بدأنا توزيع الأواني المنزلية للنازحين والتي شملت أدوات المطبخ بشتى انواعها وبفضل الله ومنته غطينا جزءاً كبيراً من المخيم الكبير الذي يضم أكثر من 3000 ألف نسمة.. وفي اليوم التالي ذبحنا 9 خراف وحاشي لتلبية جانباً كبيرا من احتياجات المعسكر من الوجبات الغذائية، وفي يومنا الثالث والرابع والخامس على التوالي غطينا احتياجات المعسكر من الاواني المنزلية، وفي اليوم الساس قدمنا للحوامل من سكان المخيم أدوات الأطفال حديثي الولادة من جوانبها المختلفة من الشهر الأول إلى لحظة الولادة وما بعدها.. وفي اليوم التالي لذلك ذبحنا 20 خروفا لتقديمها لسكان المخيم الذين عانوا كثيرا في رحلتهم من الفاشر إلى الولاية الشمالية حيث لم ينعموا بالراحة الا بعد وصولهم المخيم الذي قدم لهم جميع احتياجاتهم المختلفة.. وبحمد الله وتوفيقه وجدنا رضاً كاملاً من سكان المخيم والجهات المختلفة به.. وفي غضون ذلك قدمت لنا المؤسسة التعاونية للقوات المسلحة 5 عجول كبيرة لذبحها و توزيعها لسكان المخيم، ذبحناها على يومين وتم توزيع لحومها على سكان المخيم.. وكما ذكرت فإن العجول الخمسة مقدمة من المؤسسة التعاونية التابعة للقوات المسلحة.
وفي جانب آخر وفي ذات الإطار نجهز حاليا لجلب كمية كبيرة من الأدوات الصحية وأدوات النظافة من صابون بشتى أنواعة، كالصابون السائل وصابون الحمام.. والمطهرات كالديتول وغيره، بجانب فرش الأسنان والمعجون لتكتمل احتياجاتهم من جوانبها المتعددة.. وفي الختام نسأل الله تعالى ان يصلح حال العباد والبلاد، ويعود هؤلاء النازحون سالمين غانمين إلى ديارهم فاشر السلطان.. وعبركم نتقدم بالشكر للمؤسسة التعاونية التابعة للقوات المسلحة وكل الجهات الداعمة للنازحين.. كما نسجل صوت شكر وإعجاب لصحيفة (أصداء سودانية) ولك أستاذ، عادل الحاج لتكبكم المشاق والوصول للمعسكر رغم بعد المسافة وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على إحترافية الصحيفة وإهتمامها بالقضايا الإنسانية المُلحة.
كلنا قيم:

محمد ابراهيم محمد علي، المدير الإداري لمنظمة (كلنا قيم)، ومدير مسار العون الغذائي بالمنظمة، أكد في حديثه للصحيفة على أهمية تضافر الجهود وبذل الغالي والنفيس من أجل دعم نازحي الفاشر وقال:” جئنا لدعم أهلنا النازحين من مدينة الفاشر بمخيم او معسكر (أزهري المبارك) بالعفاض أثر خروجهم وهم مجبرين على ذلك حفاظا على أرواحهم بعد أن فقدوا كل ما يملكونه في هذه الدنيا من متاع وأثاث وغيره.
جئنا لنضمد الجراح ونصنع أملاّ عريضا لأهلنا الذين أجبرتهم ويلات الحرب النزوح الى الدبة، فهم بلا شك بين أهلهم وعشيرتهم الذين لا يألون جهداً في تقديم كل إحتياجاتهم المختلفة بصدر رحب ونفوس راضية.. ونحن في منظمة (كلنا قيم) سيكون عملنا من خلال الإستجابة السريعة عبر مطبخنا الخيري الذي قدم أمس أكثر من 200 وجبة غذائية داخل المعسكر، كانت عبارة عن كبسة ضأن حظيت باستقبال كبيرمن المستفيدين.. وفي اليوم التالي قدمنا 300 وجبة إفطار للمستفيدين داخل المعسكر كانت عبارة عن (عصيدة بالتقلية) وقد نالت استحسان جميع النازحين.
وفي منحنى أخر سنقدم دعما نفسيا من خلال مختصين للأطفال والأسر الذين تعرضوا لضغوط نفسية خلال تواجدهم في مدينة الفاشر التي تعرضت ولا زالت تتعرض لحرب وحشية أجهزت على كثير من أرواح الأبرياء من أطفال ونساء ورجال عزّل.. فالتحية لكل الداعمين لهذا المعسكر والتحية للشعب السوداني الأبي والتحية للإعلام ورجاله لما يقومون به من جهود كبيرة ومقدرة بكل محبة وانسانية كل في مجال عمله.. والشكر موصول للجميع، خاصة صحيفة (أصداء سودانية) التي نقدر ونحترم وصولها للنازحين بالمخيم وعكس معاناتهم للرأي العام المحلي والعالمي.. نسأل الله تعالى ان يجعل ذلك في ميزان حسناتكم جميعا.
كلنا الفاشر:

تحت شعار (كلنا الفاشر) قدم أهل جرا غرب، شرقي مدينة الدبة بحوالي 15 كيلو متر، قدموا دعماً مقدراً لمخيم أزهري المبارك بالعفاض تمثلت في وجبة إفطار لنازحي الفاشر وذلك بقيادة، الزعيم، محمد ميرغني محمد نور، وعدد من قيادات (جرا) من الشباب وقطاع المرأة والاطفال حيث كان في إستقبالهم مفوض العون الإنساني بالدبة الأستاذة، كوثر قيلي، وقيادات الدبة المجتمعية والشعبية والشبابية.
(نواصل)