المسرح بعد الحرب أوضاع وأحوال

الأستاذة هبة حسن : الوحدة الوطنية والحرب والسلام موضوعات المسرح الحالي
بروف سعد يوسف : لابد من التفكير فيما نقدم بعد الحرب
قدمت الأستاذة هبة حسن صالح ورقة تحت عنوان المسرح السوداني بعد الحرب أوضاع وأحوال في دراسة لوضع المسرح السوداني و ما يقدمه حالياً وما عليه أن يقدمه بعد الحرب في السودان، وناقشت الورقة الأستاذة إيمان إبراهيم، وكان ذلك ضمن برامج تجمع اتحاد الفنانين السودانيين بمصر.
+ النشاطات في زمن الحرب
تحدثت في البداية عن وضع المسرحيين بعد أن نشبت الحرب والنزوح و اللجوء، أحوالهم العامة كغيرهم من السودانيين، ثم فصلت بعد ذلك أوضاع الذين سافروا إلى دول أخرى فقالت: مثلاً في قطر يوجد عدد كبير من المسرحيين وتم تكوين اتحاد هناك من المقيمين منذ زمن والذين وفدوا بعد الحرب بمساعدة الأستاذ محمد السني دفع الله وآخرين، ولديهم بعض النشاط، أما الذين ذهبوا إلى عمان فلديهم بعض المشاركات بمساندة الأستاذة نادية أحمد بابكر وحنان الجاك . هنا في القاهره تكون التجمع ولديهم نشاطات ملموسة وكذلك في الإمارات بوجود الأستاذ جمال حسن سعيد وقد وجدوا بعض التسهيلات من تلك الدول بتوفير مقار لهم على أقل تقدير.
ومن جهة أخرى نجد الذين نزحوا إلى الولايات يمارسون مسرح الشارع وهناك ندوات و ورش عمل تعقد وهكذا، ولكن واجهت الجميع تحديات باختلاف الامكنة.
+ أساليب واشكال
عن الأساليب وأشكال المسرح بعد التحديات تقول : اشتغل مسرحيو الولايات على المسرح التفاعلي والاختلاط بالجمهور فهناك جمهور الولاية الموجودون اصلاً بالإضافة إلى جمهور النازحين فاختلطت الثقافات، والمسرح التفاعلي هو الأكثر انتشاراً بدعم من المؤسسات أو الحكومات التي يوجد بها المسرح.
+ المسرح في مواقع التواصل الاجتماعي
وتواصل أستاذة هبة حديثها : هناك عدد من نجوم المسرح مارس الفعل المسرحي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وهي تبث عدد مقدر في شكل كبسولات لكنها غير مشبعه سوى انها افضل من العدم.
+ المواضيع المطروحه
وعن المواضيع التي يتطرق لها المسرح في هذا الوقت تقول : هناك عدد من الموضوعات يتم تناولها حالياً وهي الوحدة الوطنية (تعزيز الوحدة الوطنية)، الحرب والسلام (مآلاتها وسبل التنمية)، حقوق الإنسان في عدد من الورش التي عقدت في أماكن تواجد المنظمات الإنسانية وبدعم منها.
+ دور المسرحي خارج السودان
أشارت إلى أهمية دور المسرحي عموماً وقالت : أن الانسان المسرحي يعيش أوضاعاً صعبة مع فقده لعمله والراتب الشهري وعدم الاستقرار المادي والمعنوي وتعاظم احساسه بالمسؤولية أمام الوطن ودوره الرسالي تجاه الجمهور إلا أنه لم يستسلم، بل ابتكر أساليب وآليات عزز بها من إمكانياته لرسم واقع تفاعلي مع الجمهور، وتغيرت نظرة الجمهور للمسرح كذلك.


+ إيجابيات وسلبيات
هناك جوانب إيجابية كما تقول استاذة هبة منها انتشار المسرح في أماكن بعيدة لم يصلها المسرح منذ فترة طويلة تحديداً منذ أن كان الأستاذ الراحل الفاضل سعيد يقدم عروضه فيها، فقد وصل إلى قرى لم يصلها المسرح من قبل، وقد ساهمت المنظمات الإنسانية في تمويل هذه العروض مثلاً في ولاية نهر النيل وصل عدد العروض إلى (٦٦) عرض في بعض القرى، كذلك هناك حراك في ولاية النيل الأبيض كوستي و الدويم. هذا بالإضافة إلى تعزيز الوعي حول تأثير الحرب وتعزيز الحوار حول السلام ومخاطبة الوجدان السوداني.
أما السلبيات منها الانتهاكات التي تعرض لها بعض المسرحيون في بعض الأماكن رغم قلتها، التهجير القسري، التهديد، إغلاق المسارح بالإضافة إلى الخوف والقلق و الفقدان.
+ ماهي التحديات التي تواجهنا
تقول :التحديات هي فقدان البنية التحتية للمسارح، الإنتاج، دعم المبدعين في هذه الفترة، الدعم النفسي بالإضافة إلى إيجاد فرص لشراكات وفرص عمل في مؤسسات مسرحية خاصة أن هناك مسارح تم تدميرها منها المسرح القومي بأم درمان و مسرح ودمدني و مسارح دارفور، رغم وجود بعض المسارح في الولايات الآمنة إلا أنها قليلة.
وعقبت على الورقة الأستاذة المخرجة إيمان إبراهيم فقالت: للمسرح دور كبير في معالجة ما تركته الحرب (من زواج القاصرات وغيره) فالفن وحده هو الذي يستطيع أن يبني ما دمرته الحرب بتغيير عدد من المفاهيم والمسرح هو الأساس في ذلك.
+ تجارب عالمية
وتقول الأستاذة إيمان : التجارب العالمية أثبتت أن فترات الحروب هي الأكثر إنتاجاً خاصة الإنتاج المسرحي، ومعروف أن إحدى أهداف هذه الحرب محو الذاكرة السودانية، لذلك لابد أن نعمل من أجل العكس.
+ إعادة ترتيب
في مداخلة للمخرج زهير عبدالكريم قال : لابد أن نعيد ترتيبنا كمسرحيين أولاً ليس لدينا إحصائيات لكل ما تم تقديمه في دور الإيواء بكسلا أو بورتسودان أو غيرها، الرهان كبير على المسرحيين تحديداً و لاتوجد دراما في الأجهزة الرسمية وهذه مسئوليتنا، فنحن نمتلك الأدوات التي يمكن أن نوصل بها الرسالة، وكلما كنا كتلة واحدة يمكن أن نقدم أكثر.
+ مسرح ضرورة
البروفيسور سعد يوسف تحدث عن وجود مسرح في كل الأماكن وكل الأوقات وذكر أن المسرح في مراكز الإيواء معرف بأنه مسرح شارع، مسرح الشارع في السودان دائماً هو مسرح ضرورة، وسيكون هناك مسرح جديد بعد الحرب ويتوقف كل مايعرف الآن بمسرح دور الإيواء ولابد من التفكير فيما نقدم بعد الحرب.