الأجانب الخمسة

خارطة الطريق
ناصر بابكر

. خاض الصربي ميشو مباراته الأولى مع المريخ أمام نواذيبو بتنظيم “4_2_3_1″، ثم لعب المباراة الثانية أمام الأمن المدني بتنظيم 3_5_2، في وقت أشارت فيه بعض الأخبار الواردة من نواكشوط، لرغبة الصربي خوض جولة السبت بتنظيم 4_4_2.

. الوضع أعلاه، يشير لأن الطاقم الفني ما زال في مرحلة اختبار طرق اللعب، وقدرات العناصر، بحثاً عن الطريقة الأنسب، والعناصر الأكثر قدرة على تمثيل الفريق بشكل جيد.

. وكما أشرت من قبل، فإن تواجد عدد كبير من اللاعبين بمقر إقامة الفريق، يصعب أكثر من مهمة ميشو وطاقمه في الوصول إلى توليفة مثالية، وفي تطبيق أفكارهم وتلقينها للعناصر، وصناعة انسجام وتناغم، لأن العدد الكبير من اللاعبين يقلل من التركيز، ومن الوقت الذي يمكن أن يخصص لعدد محدد بصورة تسهل على الطاقم الفني عمله، وتقلل من الوقت المطلوب لظهور بصماته.

. بعيداً عن تنظيم اللعب، أو التوليفة، أو حتى الأفكار الخاصة بالصربي ميشو، وفلسفة اللعب التي يرغب في تطبيقها، فإن ما يهمني بشكل خاص ومن خلال الجولات المقبلة، اعتباراً من جولة السبت أمام كيهيدي، هو ظهور تحسن على صعيد بعض الجوانب التي ظهرت فيها سلبيات كبيرة خلال أول جولتين.

. على رأس تلك الجوانب، مسألة ترابط خطوط الفريق، وتقليل المساحات بينها خاصة في الحالة الدفاعية، حيث استمر تباعد الخطوط، والمساحات الشاسعة في جولة الأمن المدني، مع غياب لأي أفكار دفاعية واضحة، توضح النمط الدفاعي الذي يتبعه الفريق، ونوع الضغط الذي يريده الطاقم الفني، سواء العالي، أو الكتلة المتوسطة، أو المتأخرة.

. كما أن مسألة الإنتشار وتوزيع العناصر في الحالة الدفاعية أيضا بها خلل، وهي تفاصيل تزيد من متاعب الفريق الدفاعية، لأن أي فريق يحتاج لمنظومة جماعية ليظهر بشكل صلب ومتماسك دفاعياً، ناهيك من المريخ الذي يعاني من نقص جودة على مستوى القدرات الفردية لعناصر الخط الخلفي، بشكل يفرض زيادة الإهتمام بالمنظومة الجماعية، ويفرض كذلك تكثيف العمل على تطوير الأفكار الدفاعية للفريق كمجموعة.

. الدفع بالثنائي الأجنبي قباني وباندا معاً في الهجوم، يقلل بلا شك من فرص الأجانب في الوسط والدفاع، ويوضح تفكير الطاقم الفني أكثر في الشق الهجومي، لكن لا بد من الإشارة لأن الهجوم في كرة القدم الحديثة يبدأ من الدفاع بكيفية خروج الكرة بشكل صحيح من الخط الخلفي، ثم الكيفية التي تتدرج بها من وسط الملعب حتى تصل للمقدمة سواء كانت الأفكار تقوم على الاستحواذ أو على اللعب المباشر، فإن الإنتقال من الدفاع للهجوم، في كل الأحوال، يتطلب بناء صحيح للعب من الخلف، وقدرات جيدة في الوسط.

. لذا، وفي تقديري الشخصي، فإن تواجد مبيمبا في الدفاع في كل المباريات يبقى أمرا في غاية الأهمية، وكذلك ثلاثي الوسط كوليبالي وشيسالا وفاتوكون، لأن قوة وسط الملعب بلا شك تنعكس على مختلف الخطوط، كما أن تواجد محورين بقدرات عالية، يساعد من الناحية الدفاعية على بناء ساتر قوي يقلل من الضغط على الخط الخلفي، ويسهم في الجانب الهجومي بالمساعدة في بناء اللعب من الخلف ونقل الهجمة من الدفاع للوسط ثم من الوسط للهجوم.

. ومع ما سبق، فإن المريخ يملك عناصر وطنية عديدة في الجانب الهجومي يمكن أن تظهر بشكل جيد رفقة مهاجم أجنبي واحد، مع إمكانية تبادل قباني وباندا للمشاركة في المباريات، وتقسيم المباراة الواحدة نفسها بينهما.

. إذ أن مبارك عبدالله ومجتبى فيصل وموسى كانتي وعلي محمد علي ويوسف علي والسماني وفداسي إلى جانب القادم الجديد أسد، يمكن للطاقم الفني أن يصل لخيارين منهم للعب مع مهاجم أجنبي، بما يوفر أربعة خيارات في مراكز أخرى لبقية الأجانب، بالشكل الذي يسهم في تقوية وسط الملعب وتحسين المردود الدفاعي للفريق.

. النيجيري جيدي فاتوكون، لاعب صاحب قدرات كبيرة، ويمكن أن يسهم بشكل كبير في رفع جودة الفريق في الوسط، كما يمكن أن يساعد بجانب كوليبالي في بناء ساتر دفاعي قوي، ويرفع قدرة الفريق على التدرج بالكرة وترابط الخطوط، ونأمل أن يكون اللاعب وصل للجاهزية المثالية التي تقوده للمشاركة في لقاء السبت بعد أن غاب عن مباراة نواذيبو، ثم تواجد على الدكة دون مشاركة أمام الأمن المدني.