الصمغ العربي .. سلاح السودان الناعم لإيقاف الحرب

همس وجهر

ناهد أوشي 

*خط يراع  الباحث في التاريخ والدراسات الاستراتيجية د. نادر آدم قرشي مقالا حول الصمغ العربي , نفرد له المساحة اليوم وقد جاء كما يلي:

      *في خضم أتون الحرب التي تمزق السودان، تتصاعد في الأفق مبادرات نوعية تسعى لتثبيت الأمل وتجديد جذور الحياة، منها إعلان معهد بحوث الصمغ العربي ودراسات التصحر بجامعة كردفان عن خطة لزراعة 20 ألف شتلة من أشجار الهشاب، في محاولة لإحياء حزام الصمغ العربي، أحد أهم الموارد الاقتصادية والاستراتيجية في البلاد.

   * أهمية هذه الخطوة تتجاوز الزراعة إلى ما هو أعمق وأخطر.

*الصمغ العربي لم يعد مجرد منتج زراعي  بل أصبح ورقة استراتيجية رابحة يمكن للسودان أن يستخدمها لفرض واقع جديد ينهي الحرب ويفرض احترام سيادته.

*السودان ينتج أكثر من 80% من الصمغ العربي عالميًا، وهو مادة أساسية في صناعة الأغذية والمشروبات والأدوية ومستحضرات التجميل, شركات أمريكية عملاقة مثل كوكاكولا، بيبسي، وفايزر تعتمد عليه بشكل حيوي ومع ذلك، فإن استمرار الحرب يهدد هذه الإمدادات، خاصة بعد النزوح الجماعي لصغار المنتجين، وانهيار البنية التحتية، وتزايد القطع الجائر للأشجار.

   *تاريخيًا، اعترفت الولايات المتحدة بأن الصمغ العربي مادة استراتيجية لا يمكن الاستغناء عنها، خاصة منذ أزمة الخليج الأولى حين قامت الحكومة الأمريكية بالتنسيق مع السودان لضمان استقرار الإمدادات.

  *واليوم، يجب أن يدرك صانعو القرار السودانيون أن هذه الورقة يمكن أن تُستخدم للضغط السياسي والاقتصادي في اتجاه دعم السلام والاستقرار.

 *كيف يكون الصمغ سلاحًا ناعمًا؟

 اولا : تدويل الملف:

  *يجب تقديم الصمغ العربي كـ”مورد استراتيجي عالمي” مهدد بالحرب، من خلال الأمم المتحدة ومنظمة الأغذية والزراعة (FAO) ومنظمة التجارة العالمية.

 *ثانيا: مخاطبة الشركات الأمريكية مباشرة: من خلال حملات دبلوماسية واقتصادية تكشف لها أن استمرار الحرب يهدد مصالحها الإنتاجية.

 *ثالثا: الربط بين السلام واستدامة المنتج: بحيث يصبح واضحًا للمجتمع الدولي أن أي دعم لوقف الحرب هو دعم مباشر لسلاسل الإمداد العالمية.

 *رابعا: تكوين تحالف وطني للصمغ العربي يشمل الجامعات، المنتجين، منظمات المجتمع المدني، والقطاع الخاص لإدارة هذا المورد بقوة ومهنية.

    *إن زراعة 100 هكتار من أشجار الهشاب ليست مجرد مشروع بيئي أو زراعي، بل إعلان بأن السودان ما زال قادرًا على الحياة، وأن لديه من الموارد ما يكفي ليكون مؤثرًا على الساحة الدولية إن أحسن استثماره.

 *الصمغ العربي يمكن أن يكون مفتاح الخروج من دوامة الحرب إلى فضاء السيادة والسلام والتنمية. على صناع القرار أن يدركوا قيمة هذه الثروة، وعلى المجتمع الدولي أن يسمع جيدًا: أمن السودان ليس قضية محلية، بل مصلحة عالمية.