
رئيس وزراء وليس كوموفلاج
موقف
د. حسن محمد صالح
*التطرق لتجربة كنت شاهد عليها جمعت بين الدكتور كامل الطيب إدريس رئيس وزراء السودان الجديد مع جامعة الخرطوم امرا مهما لعلها تساهم في ازالة الغموض الذي تتصف به شخصية رئيس وزرائنا القادم, ونرجوأن يكون قادما بقوة وليس كقدوم سلفه الدكتور عبد الله حمدوك الذي كان فاشلا حد الثمالة.
*كان الدكتور كامل الطيب إدريس مديرا لمنظمة الوايبو وهي اختصار للملكية الفكرية العالمية وهي تجربة في رأي فاشلة على الرغم من الجهد الذي بذلته إدارة الجامعة يومها بتخصيص قطعة أرض مميزة بالقرب من مسجد الجامعة لكي يتم تشييدها مقرا لأكاديمية للملكية الفكرية بالجامعة ومركزا للتدريب وتأهيل الدارسين والمهتمين في مجال الوايبو من السودانيين وغيرالسودانيين, ولكن ما حدث أن الوايبو لم يغادربرنامجها محطات الزيارات والاجتماعات ثم الغياب لرجل الملكية الفكرية الذي فقد وظيفته في المنظمة الأممية وعاد للبحث عن السلطة وترشح لرئاسة الجمهورية.
*ورغم أن كامل إدريس مولع بالسيرة الذاتية إلا أنه لم يذكرحقيقة أنه ترشح لرئاسة الجمهورية منافسا للرئيس السابق عمر حسن أحمد البشير,على عكس السلطان كيجاب رحمه الله الذي كان يذكر باستمرار إنه قد ترشح للرئاسة وأن الانتخابات قد تم تزويرها لصالح منافسه البشير, حتى مشكلة تزوير شهادة الميلاد التي أتهم بها الدكتور كامل إدريس وتم عدم التجديد له في إدارة المنظمة بسببها لم يتحدث عنها لشعبه أوالإعلام الوطني حديث الرائد الذي لا يكذب أهله.
*وما أن أصدر السيد رئيس المجلس السيادي القائد العام للقوات المسلحة قرار تعيين الدكتور كامل إدريس رئيسا للوزارء حتى إنبرى إعلام التجهيل من شاكلة أحمد طه والجزيرة مباشر للحديث عن صلاحية رئيس الوزراء, وما إن كان البرهان سيتدخل أم إنه سوف يترك لرئيس الوزراء الحبل على الغارب ؟ وهل جاء تعيين الدكتور كامل إدريس بناءً على ضغوط خارجية من مصر التي زارها البرهان والسعودية التي التقى بولي عهدها ؟ تقول هذه المنصات إن العدول عن تعيين السفير دفع الله الحاج أو تكليفه برئاسة الوزارة جاء نتيجة لضغوط خارجية لأن سعادة السفير ينتمي للإسلاميين وكذلك وزير الخارجية الدكتور عمر صديق.
*نقول إن الشعب السوداني قد رفض التدخل الخارجي في معركة الكرامة ووقف في وجه دولة الإمارات وكل الدول والمنظمات الداعمة لمليشيا ال دقلو الإرهابية وهي تقتل ابناء الشعب السوداني في مجازر بشرية مروعة, وإذا كان الشعب السوداني يرفض التدخل العنيف في الحرب من البديهي أن يرفض التدخل الناعم في من يحكم السودان أو يكون رئيسا للوزراء أو وزيرا للخارجية, ألم يقولوا أن الجيش جيش كيزان وأن القائد العام الفعلي للجيش هو علي كرتي وليس البرهان.
*هل التفت الشعب السوداني لهذه الترهات,الشعب السوداني ظل داعما لجيشه ولم يلتفت لمن يتحدثون عن المشتركة ودرع السودان وكتائب البراء وعن الكيزان والفلول ولهذا فاتت الفرصة على أعداء السودان.
*حتى ما يقال من حديث عن الاتحاد الافريقي ومطالبته بتعيين رئيس وزراء كشرط لإعادة عضوية السودان في المنظمة لا يعني الشعب السوداني في شئ لأن الدكتور كامل إدريس أو السفير دفع الله الحاج أو السيد عثمان حسين جميعهم رؤساء وزراء للسودان وليس للاتحاد الافريقي أو الايغاد وغيرها من المطالبين بالحكم المدني وغير المدني, ولو لم يكن الرئيس البرهان يستجب لمثل هذه الضغوط فإن الرأي العام السوداني متمسك بخارطة الطريق التي قام رئيس المجلس السيادي بتسليمها للأمين العام للأمم المتحدة والتي تنص على تشكيل حكومة تكنقراط لإدارة الفترة الانتقالية بعد انتصار القوات المسلحة على المليشيا في ميدان المعركة وإجراء انتخابات عامة في البلاد,وإذا كانت الحجة هي تعيين رئيس وزراء فإننا نطالب بحق الشعب السوداني في عضوية الاتحاد الافريقي والايقاد والأهم من ذلك هو التعاطي مع الواقع السوداني وهو واقع حساس تحكمه ظروف لا يمكن تجاوزها حتى من قيادة الجيش ناهيك عن رئيس الوزراء الذي عليه أن يدرك أن الحكومة الحالية هي حكومة ائتلاف يضم حركات دارفور في العدل والمساواة وتحرير السودان مع غيرهم من الوطنيين الداعمين للقوات المسلحة. *وتمضي الحكومة الحالية التي يسميها البعض حكومة بورتسودان بانسجام تام مكمل لما يحدث في الميدان بين القوات المسلحة والمشتركة وغيرها و المطلوب من رئيس الوزراء الجديد ان يكون إضافة حقيقية لحالة الانسجام وليس خصما عليها او تعكيرها حفاظا علي الجبهة السودانية الداخلية.
*وينبغي ان تكون العلاقة بين الدكتور كامل إدريس رئيس الوزراء والفريق البرهان القائد العام للقوات المسلحة ورئيس المجلس السيادي هي علاقة تكامل وتعاون ما بين رأس الدولة ورئيس الجهاز التنفيذي ولسنا في حاجة للوثيقة الدستورية حتي تكون هي الحكم بين قيادات البلاد كما ذكر الاستاذ الصحفي عثمان ميرغني في مداخلة له بقناة الجزيرة مباشر,ونعلم أن البعض مولع بالدستور الامريكي وما نص عليه من حديث عن الفصل بين السلطات ولكن هذا أمر تجاوزه الزمن وتخلي عنه أهله منذ عقود. *فلماذا نقلدهم فيما تجاوزوه بالتجريب والاقلاع تماهيا مع تطورهم السياسي
الذي توصل الي انه بعد أن تم تبديل الفصل بين السلطة التنفيذية والقضائية والتشريعية بما يعرف بتكامل السلطات وتعاونها وتلاشي الحرب الباردة داخل أجهزة الدولة كما كان يحدث في السودان بين السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء في الديمقراطية الثالثة والسيد احمد الميرغني رئيس مجلس رأس الدولة من نزاعات وخلافات في من يمثل السودان في اجتماعات الجامعة العربية وغيرها من التفاصيل وحظوظ السفر والتمثيل وقد دفعت تلك الصراعات نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية السيد زين العابدين الهندي إلى أن يفضل الجلوس مع اصدقائه في صوالين بري على الذهاب لرئاسة الوزارة ووزارة الخارجية.
*وبناءً علي ما تقدم فإن رئيس الوزراء ليس بترينة أو كوموفلاج للعالم الخارجي لكي يرضي عنا وهو عالم ليس فيه تعددية سياسية ولا حكم ديمقراطي ولا حتى حرية اجتماعية كالتي تتوافر في بلادنا (زامننا ) فوق كم كما يقول السودانيون, نحن نتعامل باخلاقنا ومثلنا وقناعاتنا وليس ارضاء لزيد أو عبيد وأمامنا تحديات تنموية وأمنية وإعادة إعمار ما دمرته للحرب وإعادة استقرار النازحين الي مناطقهم من داخل السودان وخارجه وهذا ما يجب أن يوليه رئيس الوزراء اهتمامه معتمدا على الشعب السوداني بتفجير طاقاته الانتاجية وليس على الآخرين من الأصدقاء وغيرهم.
*وختاما فإن ما نسمعه ونقراه من حديث من قبل المستقبلين اعلاميا السيد رئيس الوزراء الجديد بان الفريق البرهان عليه أن يتفرغ لقيادة العمل العسكري ويترك العمل السياسي والتنفيذي لرئيس الوزراء,هذه اول ضربة للشعار الذي برفعه الشعب السوداني وهو شعار جيش واحد شعب واحد وما تجسده معركة الكرامة من وحدة بين الشعب السوداني وقواته المسلحة وصدق من طالب بأن ياتي رئيس الوزراء من صفوف المقاتلين ومن يدري لعل الدكتور كامل إدريس نفسه من هذه الفئة وسوف يثبت ذلك بالدليل القاطع عندما يقود معركة البناء والتعمير والسياسة الخارجية في تناغم وتعاون مع قيادة القوات المسلحة كما يفعل سفير السودان بالأمم المتحدة الحارث ادريس الحارث.
*سألني أحد الأخوة هل يريد السودانيون رئيس الوزراء الجديد أن يكون كوزا قلت له لا يريدونه كوزا ولكنهم يطلبون منه أن ينظف الخدمة المدنية ومفاصل الدولة من للقحاطة والخونة والجنجويد وان يستعين بالخلص من أبناء الوطن وما اكثرهم في الزحام.