
توكأْ علينا يا طلال
خلف الأسوار
سهير عبدالرحيم
*سألني الكثيرون: لماذا توقفتِ عن الكتابة مؤخرًا، واكتفيتِ بالمشاهدة فقط، وانكفأتِ على إطلاق مبادرات اجتماعية دون الخوض في الراهن السوداني؟.
*أخبرتهم أنها حالة أقرب إلى (الطمام)، بسبب ما يجري في الساحة من سيرك سياسي اختلط فيه الغثُّ بالسمين، وتحولت معركة الكرامة إلى ملعبٍ للسباب والتهاتر، فنشِط سوق الانتهازيين والرماديين, أصحاب اليد السفلى، وراجت بضاعة المواقف في مزادات محْدثي النعمة.
*أضحى الوطن قماشًا في متجر السفارات، كلٌّ يفصِّل حسب مقاسه، ويقتطع ما يُناسب تطاولَ قامته، كما تطاول الحفاةُ الرعاةُ في البنيان.
*تسريبات (لله يا محسنين)، وعدسات لاصقة لتغبيش الرؤية، فأضحى الدعم السريع ليس مجرد ميليشيا فقط، والجنجويد ليسوا قومًا، بل سلوكًا
*سياسيون جنجويديو الفكر، ونظاميون جنجويديُّو السلوك، وإعلاميون جنجويديُّو الرأي، ومواطنون جنجويديُّو التجارة.
*أصْدُقكم القول: لم يُخرجني من حالة الاشمئزاز تلك إلا فيديو المقاتل الصنديد الجسور طلال الركابي، الذي يهزُّ طربًا بنصف رِجْل، وكاملِ رجولة، وتمامِ بأس، وعظيمِ جانب.
*فيديو تُحنَى له الهامات، وتُدْمى الأكفُّ هتافًا وتصفيقًا وتحيةً عسكرية: نحن جند الله، جند الوطن, فيديو اسمه: لا للإحباط ما دام فينا طلال، لا لليأس، وطلال ورفاقُه حماةُ الأرض والعِرض.
*يا طلال، حقٌّ لوالدتك أنْ تفخر، ولأخَواتك أن يُباهِين، ولنا نحن نساء السودان، أن نرفع رؤوسنا.
*طلال.. أنت عنوانٌ للطمأنينة لكل سودانية، أنَّ رجال وطني قادرون على حفظ الوطن، وصوْن العِرض والتراب، ودحر الأعداء.
*مبادرةٌ أطلقتُها بلفتةٍ ذكية من إحدى متابِعات صفحتي على فيسبوك: (لنشتري ساقًا لطلال)، لنشتري طرفاً صناعياً لنكون نحن عكازته، وعصا يتوكأ عليها ويهش بها، على أمل أن يعود السودان آمنًا، معافًى، مستقرًا، موحدًا.
خارج السور:
من لها من رجال وطني؟
من يتبرع؟
من لساقِ طلال؟.