ليلة ثقافية سودانية بالقاهرة (وحدتنا في تنوعنا)
إعداد / حنان الطيب
-
الكتيابي:التنوع الفسيفسائي في الثقافة و الألسن يفرز الكثير
-
اسماء الحسيني : لابد أن نصنع من المحنة منحة لتمتين العلاقات
نظم صالون الإبداع بالقاهرة ليلة ثقافية متنوعة (وحدتنا في تنوعنا) ، وقد استطلعنا بعض المشاركين في الليلة وهم الشاعر الكبير عبدالقادر الكتيابي والأستاذة أسماء الحسيني والمسرحي سيد صوصل،فكان حديثهم ..
اساليب جديدة :
دعا الشاعر الكتيابي الى ضرورة ابتكار أساليب جديدة لهذا الطرح بتمويل ، بشرط توفر تمويل جيد لإنشاء قصور للثقافة في كآفة الأقاليم و تنشيطها بالقوافل الثقافية المتبادلة تسعی بشتی ضروب الآداب و الفنون و فصول محو الأمية و التعليم الديني و الرعاية الاجتماعية و إنشاء و تطوير المؤسسات التعليمية النظامية و الإعلامية و ليس بمجرد تشكيل فرقة للفنون الشعبية أو إطلاق قنوات فضائية إقليمية منكفئة علی إقليمها وحده برامجياً .
وعزا الكتيابي ذلك إلى أن الفتنة الكارثية لم تندلع فجأة دون توقع و لا مسببات – و لكنها وقعت بغتةً ، مفصلا ذلك أن البغتة هي ما نتوقعه و لا ندري متی سيقع – عليه فقد كان لابد لها أن تشتعل خاصة و أن وتيرة إرهاصاتها تسارعت كما هو معروف منذ انتصار ثورة ديسمبر ، و كما شهدنا و شهد معنا العالم بأسره أن هذا الانفجار المباغت و الدامي لتلك الجروح ( الدافنة ) عبر التاريخ أحدث دويَّا هائلاً نظراً لغرابة وقائعه فالذي حدث و يحدث في تفاصيله ليس مجرد حرب بمعناها المتعارف في اللغة و القانون الدولي ، فهي ليست بين طرفين مسلحين كما يحاول بعضهم وصفه ، و لكن في الحقيقة الواقعة أنها خنجر ذو سنانين يتمثل أحدهما في هذه الغارات البدوية المتطورة التي تستهدف عامة الشعب و تعمل علی التهجير و الإحلال و النهب و السبي و الآخر يستهدف تدمير البنية التحية و طمس هوية القومية من خلال إنهاك المؤسسة العسكرية ، و هذا في الحقيقة دليل دامغ علی أن هناك أطرافاً دولية وضعت هذه الاستراتيجية مستخدمة مجموعات أعراب الشتات مخالب لخدمة أجندتها مستفيدة من تلك الجروح ( الدافنة ) منذ اتفاقية سايكس بيكو التي لم تأبه بالمجموعات الإثنية في تخطيط الحدود حيث كانت قسمة القبيلة الواحدة بين قطرين قنابل موقوتة بين الحدوديات يستحيل معها ضبط سجل مدني يؤسس لانصهار شعبوي يمكن من بسط الأمن و يكرس سيادة القانون و حصر الثروات و تعميم التنمية و هذا ما أهملته الأنظمة المتعاقبة منذ الاستقلال .
وأضاف الكتيابي إشكالية الحدود المفتوحة و المشتركات بين قبائل حدودية مع شعوب الجوار الإفريقي التسعة ما قبل الانفصال و قال إن أكثرها فقيرة لاشك لم يكن من السهل الحدّ من هجراتها خاصة إبان فترات الأحزاب الطائفية التي لم تخل تجربتها الانتخابية من خطأ التجنيس و لا مجال لإنكار ما وقع بعدها من اتجار في التجنيس خلال العقود القليلة الماضية ، وأشار إلى أن كل ذلك مجتمعا شكل هلاماً سميكاً لزجاً أعاق إلی حد كبير إمكانية التماهي الاجتماعي و الثقافي عامة بين المراكز ( كبريات المدن السودانية ) و الهوامش النائية عنها .
وختم الشاعر الكتيابي قوله “هذا التنوع الفسيفسائي في السمات و الألسن و الثقافات من الطبيعي أن يفرز الكثير من السلبيات التي تتطلب من الساسة و المثقفين و المتدينين و مناهج التعليم جهداً كبيراً لتخفيف كثافة ذلك الهلام و التأليف بين هذا التنوع و تحويله من سبب سلبي إلی الإيجابية الواسعة التي تجعل وحدتنا في تنوعنا .”
*الأستاذة أسماء الحسيني قالت :
وحدتنا في تنوعنا رسالة وحدة في ظل الأجواء الحالية وكل العوامل التي تعمل على تمزيق الشعب السوداني.
هذا بالإضافة إلى أن التنوع مصدر قوة وثراء وليس ضعف، ومثل هذه الفعاليات لإعلاء القيم المشتركة وكان الهدف منها تجميع السودانيين الموجودين في القاهرة على اختلاف انتماءاتهم في مكان واحد وتوصيل رسالة ان الشعب السوداني لابد أن يتوحد ، مشيرة إلى مخاوف من تمزيق السودان وقالت أننا نرسل رسالة امل من هكذا برامج لوجود إحباط عام معروف في ظروف الحرب .
وقالت إن هذه البرامج تجمع وتعلي القيم السودانية وتضع الايادي مع بعض ليحدث التغيير من المحنة الحالية الى منحة بتكوين علاقات
متينة بين الشعبين، ولفتت إلى دعوة الأخوة اليمنيين والسوريين والذين كانوا حضورا في الأمسية لتقرب بين جميع الشعوب.
*سيد عبدالله صوصل .. رمز توحيد :
قال إنهم شاركوا بمسرحية أحلام الدرويش وهي محاولة ميلودراما كرمز لتوحيد اقطاب السودان المختلفة التي حاولت الثورة المهدية جمعهم في كيان واحد للدفاع عن الوطن والحق.
وعبر عن اعتزازه بكل الثورات السودانية التي قال إن الوطن أولا
وستكون هناك عروض أخرى المسرحية في أماكن مختلفة حتى يتمكن الجميع من مشاهدتها.