آخر الأخبار

فضيحة نتائج صغار صقور الجديان تفتح التساؤلات… وأين أموال “الشان”؟

 

تقرير: ابراهيم عبدالحفيظ

أعاد السقوط المدوّي لمنتخب السودان للناشئين، وخسارته الثقيلة أمام منتخب أوغندا بنتيجة 9–0 في تصفيات زون سيكافا المؤهلة لبطولة أمم إفريقيا للناشئين 2026، فتح واحد من أكبر الملفات غموضاً في الرياضة السودانية خلال السنوات الأخيرة هي ملفات الأموال التي يتلقاها الاتحاد السوداني من مشاركات المنتخب الوطني والأندية في البطولات الافريقية.

الهزيمة المذلة جاءت بعد أيام قليلة من خسارة قاسية أخرى أمام تنزانيا 6–0، لتتحول مشاركة “صغار صقور الجديان” إلى فضيحة رياضية شاملة أثارت غضباً عارماً في الشارع الرياضي السوداني.

معسكر بلا مقومات… ولاعبون يفترشون الأرض

كشف تحقيقات ومصادر مقربة من المنتخب أن معسكر الإعداد الذي أقيم في مدينة القضارف لم يكن لائقاً بمنتخب يمثل السودان في بطولة قارية؛ حيث سكن اللاعبون في “لوكوندات” متواضعة، وناموا على الأرض لعدم توفر مراتب كافية، بينما غابت الوجبات الغذائية المناسبة تماماً، إضافة إلى الفضيحة الأكبر: عدم وجود طبيب مرافق سواء في فترة الإعداد أو أثناء وجود المنتخب في البطولة.

أوضاع صادمة جعلت اللاعبين في حالة خطر دائم، وطرحت أسئلة أكبر حول المعايير التي تعتمدها لجنة المنتخبات في تجهيز فرقها الوطنية، وكيف يُسمح بخوض بطولة قارية بهذه الطريقة.

غضب كبير وجماهير تتسائل: “أين أموال الشان؟”

تزامنت الكارثة الرياضية مع غضب جماهيري غير مسبوق، دفع الكثيرين لطرح سؤال واحد يتكرر في كل الوسائط والمنصات الجماهيرية:
أين ذهبت أموال الشان؟

فقد حصل الاتحاد السوداني لكرة القدم على 600 ألف دولار مكافأة وصول المنتخب المحلي إلى نصف نهائي بطولة “الشان”. ورغم هذا المبلغ الكبير، يعيش المنتخب الأول أزمة حوافز، والمنتخب الأولمبي يتذمر من الإهمال، والمنتخب الناشئ يفترش الأرض بلا دعم ولا تجهيزات.
حتى المدرب كواسي أبياه ظهر في وسائل الإعلام متذمراً من عدم حصوله على مستحقاته حتى الآن، ما يعكس فوضى مالية حقيقية داخل المنظومة.

منتخبات بلا نتائج… واتحاد يلوّح بالذرائع

لم تتوقف الكوارث عند الناشئين. فالمنتخب الأول خسر واحدة من أكبر فرصه التاريخية للتأهل إلى كأس العالم بسبب سوء الإعداد، وغياب الاستقرار الإداري، وتخبط لجنة المنتخبات التي تُتهم بأنها تعمل وفق سياسة تعتمد على الولاءات أكثر من الكفاءة، وسط غياب شبه كامل للرقابة والمحاسبة.

الاتحاد نفسه يبرر تراجع النتائج بـ“الظروف الحالية في البلاد”، لكن الشارع الرياضي يرى في ذلك مجرد محاولة لإخفاء الفشل وسوء الإدارة، خصوصاً في ظل الحديث عن مبالغ هائلة لا تُعرف مساراتها.

وزارة الشباب الرياضة… صمت لا يليق بحجم الأزمة

اللافت في المشهد كله هو الصمت المريب من وزارة الشباب والرياضة، رغم سقوط المنتخبات في كل المستويات، والتدهور الذي وصل إلى حد الإهانة الدولية.
وعلى الرغم من الآمال التي عُقدت عند تولي البروفيسور محمد آدم منصب الوزير، فإن الوزارة لم تتخذ حتى الآن أي خطوة لمساءلة الاتحاد رغم الدعم المادي والمعنوي الكبير الذي تقدمه الحكومة للمنتخبات الوطنية.
هذا الصمت جعل كثيرين يتهمون الوزارة بأنها جزء من الأزمة، أو على الأقل شريك في السماح بتمدد الفشل دون رقابة.