الثورة الشعبية المسلحة
الوان الحياة
صلاح عمر الشيخ
أبيض :
*المراقب لتاريخ السودان وثوراته سيلاحظ أن معظم الثورات الشعبية التي إندلعت فيه كانت شعبية مدعومة بقوة مسلحة أو تسلح فيها الشعب لمقاومة المستعمرأو تغيير حاكم حاد عن الطريق السليم, ولو أخذنا نماذج من التاريخ الحديث بدءً بالمهدية فهي ثورة شعبية مسلحة انتفضت ضد المستعمر الأجنبي وحاربته حتى إنتصرت عليه وطردته من البلاد . وفي1924 إندلعت ثورة اللواء الأبيض تعبيرا عن الرفض الشعبي للمستعمر ووضعت اللبنة الأولى للكفاح الشعبي الذي انتصر أخيرا بالاستقلال,وفي العهد الوطني حينما تسلم الفريق عبود الحكم كان بدعم وتحريض من احزاب سياسية ولذلك سميت ثورة 17 نوفمبر واستمرت حتى 21 أكتوبر 1964 بدعم من أحزاب سياسية أيضا حتى ثارعليها الشعب ثورة عارمة إنحاز على إثرها الجيش و تم تنحي الحكام العسكريين للمدنيين واستمر الحكم حتى 1969 جاءت ثورة 25 مايو المدعومة باليسار واستمرت حتى 1985 مدعومة ايضا بأحزاب سياسية وجمهور وتنظيم سياسي حتى أبريل 1985 وإنحازت أيضا القوات المسلحة لصالح الشعب وثورته واستمر الحكم المدني حتى 1989 لتأتى ثورة الإنقاذ مدعومة باليمين الاسلامي الذي استمر في الحكم حتى 2019 استمرت في الحكم ثلاثين عاما حكما مشتركا بين الجناح السياسي والعسكري دخلت في عدة مصالحات استقطبت أحزاب وجماعات إلى أن انقلب عليها الشعب في ثورة أبريل وانحازت القوات المسلحة مرة أخرى للشعب وتم التوافق بين المدنيين والعسكريين بوثيقة سميت دستورية للحكم. *ولكن لم يستمر شهر العسل كثيرا وفض العسكريون الاتفاق وازاحوا المدنيين الذين اقصوا عدد كبير من الأحزاب السياسية التي اختارت أن تؤيد القوات المسلحة في ازاحتها لبعض من جماعة الحرية والتغيير واستمر هذا الخلاف حتى جاء هؤلاء بما سمى الاتفاق الاطاري الذي استبدلوا فيه القوات المسلحة بالمليشيا الطامحة للحكم والتي تعجلته وسعت إليه بمحاولة انقلاب في15 أبريل 2023 لتندلع حرب تحولت إلى حرب ضد الشعب السوداني مورست فيها انتهاكات لم تحدث في التاريخ القريب شرد فيها أبناء السودان ونزحوا إلى خارج مدنهم وقراهم, مورست فيها إبادة جماعية لم تسبق من قبل سبيت فيها النساء وانتهكت أعراضهن, نهبت الممتلكات ودمرت المؤسسات والبنيات التحتية, حرب تاثر بها أبناء السودان فب جميع ارجائه.
* ولهذا اندلعت الثورة الشعبية العسكرية والتي بدأت بتاييد القوات المسلحة أولا بالنزوح إلى مواقع سيطرتها بحثا عن الأمان ثم بدأ الاستنفار منذ بداية الحرب وتدافع شباب السودان وكل القادرين على حمل السلاح للقضاء على المليشيا المتمردة وأعوانها, ثورة شعبية عسكرية تعاهدوا فيها على القضاء على هذا النبت الشيطاني ومن يعاونه هدف واحد هو النصر أو الشهادة لبناء سودان جديد خال من الخونة والعملاء.