آخر مناورات بايدن بن زايد
فكرة
د.عبدالعظيم عوض
*إدارة الرئيس الأمريكي بايدن وهي تعد حقائبها لمغادرة البيت الأبيض بعد أيام قلائل ، تذكرت فجأة المسألة السودانية وما تقوم به حليفتها الإمارات بحق السودان والسودانيين وسط صمت أمريكي مريب وعجيب في ذات الوقت.
*ووفقا ل (رويترز) يتوقع أن يقدم بايدن في السابع عشر من يناير القادم تقريرا أمام الكونجرس بشأن مصداقية تاكيدات دولة الإمارات بأنها لاتزوّد مليشيا الدعم السريع بالسلاح, يأتي ذلك على خلفية مطالب قادة الجهاز التشريعي من حزبه الديمقراطي نفسه لوقف مبيعات الأسلحة الأمريكية للإمارات التي تسببت – حسب رويترز- في مقتل عشرات الآلاف من السودانيين.
*لكن من ناحية ثانية يتردد في دوائر الكونجرس أن ماورد بشأن تأكيدات الإمارات هذه ليست سوى مجرد حيلة ليتم علي اثرها تمرير صفقة سلاح للامارات تتجاوز المليار دولار بدأت إجراءات شرائها منذ سبتمبر الماضي بعد أن لوّح الجمهوريون بإيقافها.
*ويبدو فعلا من خلال العديد من المواقف التي جمعت بين الحليفين الأمريكي والإماراتي أن الصفقة التسليحية ماضية إلى التنفيذ كغيرها من صفقات مماثلة ، وأن إدارة بايدن تسعي فقط للقيام بآخر مناورة استرضاء لصالح حليفها المدلل محمد بن زايد.
*لقد بات من الواضح أن مصالح الولايات المتحدة مع شريكتها في الشرق الأوسط دولة الإمارات لامكان فيها للمساومة أو التراجع وسط التحولات الواسعة التي تنتظر المنطقة بمافي ذلك السودان الذي يعتبر بالمنظور الأمني مشمولا بالشرق الأوسط بامتداده شمالا متداخلا مع الأمن القومي لكل وادي النيل.
*والمتأمل في الحلف الأمريكي الإماراتي قد تستوقفة المفارقة بين الدولتين، باعتبار أن التحالف بين دولتين أو اكثر يقوم عادةً على رابط يجمع الحلفاء خاصة في موازين القوى ، فكيف لدولة مثل أمريكا يبلغ عدد سكانها نحو 300 مليون نسمة ومساحتها أكثر من 10 مليون كلم2 ، تعقد حلفا مع أخرى لايبلغ عدد مواطنيها المليون نسمة ومساحة رقعتها الجغرافية تزيد قليلا عن 800 كلم2 ؟
*تبقى العلاقة إذن مجرد وكالة لتحريك الأحداث في المنطقة لصالح ضمان أمن إسرائيل والنفوذ الأمريكي في المنطقة.
*وهي وكالة تصل أحيانا مرحلة الدلال ، ويحضرني في هذا الصدد أنه على أيام حرب التقراي على نظام أبي أحمد أن طلب المبعوث الأمريكي للقرن الافريقي آنئذٍ جيفري فلتمان من طحنون بن زايد مسؤول الأمن بالإمارات أن يستغل علاقته بالنظام الأثيوبي الذي كان يترنح تحت ضربات التاقراي بأن يتم فتح ممرات الإغاثة لإنقاذ المنكوبين ، فإذا به يرسل في أليوم التالي سربا من طائرات الدرونز التي قلبت موازين الحرب لصالح أبي أحمد ، ورسمت بالتالي واقعا جديدا أرادته الإمارات وفقا لرؤيتها وقطعا رغبة الحليف من خلف الكواليس