خَــْوف

شــعـر : محمـد الجـلواح
غاب صوتها فتداعت جبال الخوف والحزن ، وانهمرت هذه البكائية :
كلما صوتكِ في الغيب تناءى
خـُفـْـتُ منكِ الابتعاد
كلما لم يأتنى الموج قريبا
خـُفـْـتُ أن الشوقَ
من عينيكِ قد سافر
حتما ً..أو يكاد ..
آه يا وردية الهمسِ التي
تختصرُ الهمسَ
بـِـدَ لّ، ووِداد
آه يا عزفا إليه الأذْنُ
تـُـصـغــِـي كلما اللحن
الى الشريان قد حــن ّ وعاد
يا انصياعَ العشب للماء
وترتيلَ الخُـزامى
وانثيالَ المطر ِ الراقـصِ
للأرض الجماد
كلما جفت عروقي
من غياب المزن
في همستك البكر التي
أصبو إليها..:
سـَقـَـطـَـتْ روح الفـؤاد
يا التي أنت انكساراتي ،
وأحلامي، وأشعاري،
وأسفاري، و (ليلى) و(سعاد)
إعذريني إن سرى الخوف
لأعضائي بعنف وازدياد
إنني أخشى من النزوة كالبرق
أتـَـتْ مجنونة ً
فإذا القلبُ مـُـعَـنـّى
وإذا العينُ سـُـهاد
إنني أخشى المسافات
وما تأتي به من نُـوَب البـُـعد،
وكهف الإمتداد
أنقـِـذِ يني من رُكام الإحتشاد
وارفعي عني الرماد
آمـِـنـِـيـنـِي
فلقد بدّدني الخوفُ،
وآلامُ البـُعـاد
إضمني لي عندك الآنَ
ــ على بُـعدِكِ ــ دفـئا..
ضاربا في الروح
لا تـَـقـلـَعُـهُ الريحُ،
ولا يعرف دربا للـنـّـفـاد
أنتِ مينائي، وعيني
واليدُ الحلمُ التي أ َنـشـُدُها
والهوى المعشوقُ
والحضنُ المـُراد
لا تغيبي
فلقد عـُدتُ
وما في الأفق إلاّكِ،
وأنت الغرسُ والزرع
وغـَلاّتُ الحَصــاد
* شاعر وأديب سعودي