سلسلة كتابات غسان كنفاني إلى غادة السمان (٢٥)

مكاتيب
___________
_________________________
عزيزتي غادة
ماالذي يبقى؟ ماقيمتي الآن دونك ومانفع هذا الضياع ونفع هذه الغربة؟ لم يكن أمامنا منذ البدء إلا أن نستسلم للعلاقة أو للبشر، ولكننا إخترنا العلاقة بإصرار إنساني يعرفان مايريدانه. لقد إستسلمنا للعلاقة بصورتها الفجعة والحلوة ومصيرها المعتم المضئ تبادلنا خطأ الجبن، أما أنا فقد كنت جباناً في سبيل غيري. لم أكن أريد أن أطوح بالفضاء بطفلين وإمرأة لم يسيئوا لي قط مثلما طوح بي العالم القاسي قبل عشرين عاماً، أما أنت فقد كان مايهمك هو نفسك فقط.. كنت خائفة على مصيرك وكنت خائفاً على مصير غيري، وقد أدى الإرتطام إلى فجيعة لاهي علاقة ولاهي بتر، أتعتقدين أننا كنا أكثر عذاباً لو إستسلمنا للقطيعة؟ لا! .
(غسان كنفاني)