
أدباء لجأوا للإنتحار لإنهاء حياتهم (١-٢)
في دائرة الضوء
__________________
كتبت / فائزة إدريس
_____________________
دلالات الإنتحار تظهر مابين سطور رواياتهم
_________________________
همنغواي صاحب نوبل ينهي حياته ببندقية صيده المحببه لديه
_________________________
كان لأسرة همنغواي تاريخ طويل مع الانتحار
_______________________
أحب همنغواي الكتابة في الصباح الباكر
________________________
يرى الكثير من المؤرخين وخلصت العديد من البحوث والدراسات إلى أن الانتحار لدى الأديب له صلة وثيقة بالإبداع وإلى إحساسه المرهف وعواطفه الجياشة وعدم مقدرته على تحمل ضغوط الحياة ومايكتنفها من مآسى وصعاب تمر به خلال حياته، فقد يمثل الإنتحار لدى البعض منهم الملاذ والسلوى و كان بمثابة إعادة إحياء لشخصهم وفكرهم. وبالطبع فإن الإنتحار منافى للدين والقيم ولكن للأسف كان ذلك ماإختاره البعض منهم.
وتطول القائمة للمنتحرين من الأدباء والأديبات على مر العصور والأزمان وتتعدد الأسماء والجنسيات، لمن دمروا حياتهم بالإنتحار، فلنلقي الضوء على إثنين ممن أقدما على ذلك وهما الاديب الامريكى ارنست هيمنجواي والأديبة الانجليزية فرجينيا وولف.
فإرنست ميلر همينغوي ( Ernest Miller Hemingway) والشهير باسم إرنست همينغوي والمُلقب بـ«البابا» ( 1899- 1961)؛ روائي وكاتب قصة قصيرة وصحفي ورياضي أمريكي. كان لأسلوبه البليغ والبسيط، الذي سمّاه نظرية الجبل الجليدي، تأثير قوي على الأدب في القرن العشرين، وحصل على جائزة نوبل للآداب في عام 1954. نشر سبع روايات وست مجموعات قصصية وعملين غير خياليين. نُشرت بعد وفاته ثلاث من رواياته وأربع مجموعات قصصية وثلاثة أعمال غير خيالية. تُعد العديد من أعماله ضمن كلاسيكيات الأدب الأمريكي. ومن أعماله الشمس تشرق أيضاً، وداعاً للسلاح، الموت في فترة مابعد الظهيرة، التلال الخضراء في أفريقيا، لمن تقرع الأجراس، العجوز والبحر، جنة عدن، إمتلك وأنت لاتملك، عبر النهر وفي الأشجار، جزر في التيار. وغيرها.
تركت الحربُ آثارها على مجمل كتاباته التي تتسم بلمسات من الكآبة والسواد الطاغي وكان شبح الموت يلازمه فإنقاد له بأن وضع نهاية لحياته بطلقة رصاص في فمه، فقد حاول همنغواي الانتحار ربيع العام 1961، وتلقى العلاج بالصدمات الكهربائية، وبعد حوالي 3 أسابيع من إكماله الثانية والستين من العمر، وضع حداً لحياته بإطلاق الرصاص على نفسه من بندقية الصيد التي كانت أثيرة لديه.
وذكر مؤرخو الأدب من أن همنغواي في آخر حياته بدأ يعاني اضطرابات عقلية، بسبب وجود مرض وراثي في عائلته سببه زيادة تركيز الحديد في الدم، ما يؤدي إلى تلف البنكرياس والاكتئاب وعدم الاستقرار في المخ، ما دفعه للانتحار في النهاية خوفاً من الجنون.
وهناك أيضاً تاريخ أسرة همنغواي الطويل مع الانتحار، مما يثير الشكوك حول أن يكون الأمر وراثياً وعلى علاقة وثيقة بأمراض الاكتئاب الحادَّة، فقد انتحر والده كلارنس همنغواي أيضاً، وكذلك أختاه غير الشقيقتين أورسولا وليستر، ثم حفيدته مارغاوك.
تعلم همنغواي الموسيقي والصيد عندما كان طفلًا، وهي أشياء ظلّ يحب ممارستها مدى الحياة وسكن الكاتب همينغوي في جزيرة كي وست بولاية فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية، وأعتبر هذا المنزل واحداً من المعالم التاريخية الوطنية للولايات المتحدة في 24 نوفمبر عام 1968 .
وفي هذا المنزل كتب إرنست همينغوي مجموعة من أروع أعماله الأدبية والتي تشمل المسودات النهائية لرواية وداعا للسلاح والقصص القصيرة التقليدية ثلوج كليمنجارو وحياة فرنسيس ماكومبر القصيرة السعيدة.
كان يضع الآلة الكاتبة بشكل دائم على خزانة الكتب الفوضوية، و أسماها (طاولة العمل).
أحب همنغواي الكتابة في الصباح الباكر، فكان يقول: “الكتابة في الصباحات الباكرة تجعلك واثقا من إتمامك للكتابة. لا أحد يزعجك، أكان الجو حاراً أو باردًا، فأنتَ تُقبل على عملك وتستدفئ بالكتابة. تقرأ ما كتبته، وبما أنك تتوقف دائمًا حيثُ تعرف ما سيحدث لاحقًا، فإنك تستكملُ الكتابة من هناك. تواصل الكتابة حتى تصل إلى المكان الذي تشعر فيه بأن ممتلئ بعصير الكتابة، وتعرفُ فيه ما سيحدث لاحقًا”.
وكان يكتب مسوداته الأولى عادة بالقلم الرصاص، ثم يطبعها بواسطة الآلة الكاتبة على ورق مصقول، و يحتفظ بها في المشبك اللوحي جهة اليسار للآلة الكاتبة.