مسلسل أقنعة الموت ونجومية قناة الزرقاء

 

عماد البشرى 

من الفنانين الحقيقيين في بلادي المخرج والسيناريست والفنان الشامل دكتور أبوبكر الشيخ ، هذا الفتى اللماح والذكي في توظيف الكاميرا لصالح اللحظة وتوثيقها للتاريخ الإنساني من خلال أعمال درامية حية تمشي بين الناس ، ولا أود الحديث عن ماقدمه للذاكرة السودانية من أعمال رسخت في الوجدان وستظل.

لكن مايميز ودالشيخ سرعة اقتطافه لثمار حركة التاريخ وتحولاتها وهاهو يلتهم الآن ثمرة التوثيق الدرامي لحرب الكرامة في السودان متخذا موقفا مقاتلا لايقل أهمية عن الرصاصة فهو وإن لم يحمل السلاح علنا فهناك رصاصة أقوى في إبداعه وهي كشف المستور والواضح من دمامة مافعله الجنجويد من فظائع وماتعرض له ملايين السودانيين من مرارات وآلام وأوجاع عبر عمل درامي كبير يبث على شاشة قناة الزرقاء في رمضان هذا العام.

تذكرون الفيلم الشهير والذي يعتبر مرجعية لحرب أكتوبر وهو (الرصاصة لاتزال في جيبي) رائعة يوسف شاهين، والذي ذكر مرة أنه تم تصويره بعد أربعة أشهر فقط من عبور خط بارليف ويعتبر حتى الآن المرجع الأول لكثير من مشاهد حرب أكتوبر المجيدة .

هاهنا يعود شاهين سوداني قح وهو أبوبكر الشيخ ليرسم مشهد الحرب وويلاتها وقسوتها للناس مع كوكبة من المبدعين الوطنيين الخلص الذين قدموا دورا رساليا ووطنيا حقيقيا من خلال العمل الضخم والذي يتضح فيه الاستفادة من مشاهد حقيقية وأحداث لا مزايدة فيها ولاحتى اضافة بل واقع معيش بين جنبات أيام الحرب الكالحة.

ولعل اسم العمل أقنعة الموت فيه اشارة ذكية لكل العملاء الذين اسهموا في بيع الوطن ظانين بذلك أنه وطن سهل التناول لكن هزموا شر هزيمة وهاهو المسلسل يكشف هذا الانتصار.

إن تجربة عمل مثل أقنعة الموت هي بداية تاريخ جديد في الدراما السودانية التي توثق للحرب ومن داخلها وبرؤية وطنية حقيقية ونجوم حقيقين ، نحتاج بعد هذا العمل واستقرار البلد الى إنشاء مدينة انتاج اعلامي سودانية كبرى لتصنع الاف الاعمال التي تعيد بناء الشخصية السودانية بعد الحرب، ونحتاج منها أن نعود الى الدراما وهي أكبر مصدر للمعرفة واكبر مغير لحركة وعي الشعوب والامم..

احسنت قناة الزرقاء ببثها لهذا العمل وانتزعت نجومية رمضان بلامنازع فهي منذ وطأت اقدامها أرض الفضاء الاسفيري تعرف ماذا تعمل .

شكرا المبدع أبوبكر وشكرا كل النجوم وشكرا الزرقاء وحقا وبرغم المسافة لاتزال الرصاصة على شاشة الزرقاء وإبداع الدراما السودانية.