أدخل الرعب في صفوف التمرد(متحرك الصياد)مارد يتجول في الفيافي

تقرير- الطيب عباس
لا تزال المعلومات شحيحة للغاية حول متحرك الصياد، الذي توجه لتحرير دارفور، منطلقا من مدينة الأبيض، دون أن يتمكن المراقبين من تحديد وجهته، هل هى لفك الحصار عن الفاشر أم لتحرير الفرقة 20 بالضعين أم الفرقة 16 نيالا، وأين هو بالضبط بعد ظهوره الأخير قرب الدبيبات.
المعلومات حول هذا المتحرك يلفها الغموض، وهو أمر مقصود، لكن المؤكد أنه يضم فرقا عسكرية كاملة بداخله، من ضمنها الفرقة 16 والفرقة 20 والفرقة الخامسة “الهجانة” والقوات المشتركة بجانب المقاومة الشعبية.
المارد الذي نجح في فك الحصار عن الأبيض وانطلق نحو أراضي دارفور، أحدث رعبا كبيرا وسط قيادات وعناصر المليشيا، ففي الضعين على سبيل المثال وبحسب مصادر واسعة الإطلاع فإن قيادات مليشيا الدعم السريع أجلت أسرها إلى دولة جنوب السودان، بجانب هروب إدارات أهلية وقيادات عسكرية نحو ذات الدولة، بينما لجأت قيادات أخرى لحفر خندق حول مدينة الضعين، بالتركيز على الجهة المفترض أن يهاجم منها متحرك الصياد المدينة.
مراقبون يرجون أن يدخل متحرك الصياد مدينة الضعين دون قتال، حيث ستلجأ قيادات الإدارة الأهلية إلى تسليم المدينة للجيش، سيما بعد فشل الدعم السريع في ضبط الأمن داخل الضعين، التي تشهد انفلاتا أمنيا غير مسبوقا، مشيرين إلى أن القيادات الأهلية الخانقة على الدعم السريع سيرتفع صوتها مع اقتراب الجيش وسيكون لها دور في إنهاء الوضع الشاذ في المدينة وتسليمها للجيش، سيما وأن إدارات أهلية كانت موالية للمليشيا بحكم الأمر الواقع وفقا لمصادر داخل الضعين.
ترتيبات في نيالا:
ولأن وجهة متحرك الصياد باتت مجهولة حتى لاستخبارات المليشيا، فإنها لجأت لترتيبات أخرى في مدينة نيالا على غرار ما فعلته في الضعين، مع زيادة في عمليات التأمين، حيث لجأت المليشيا لحفر خندق حول مطار نيالا، ووفق موقع دارفور الآن فإن قيادات المليشيا حفرت خنادق وزرعت ألغاما حول مدينة نيالا، ثم نفذت حملة اعتقالات طالت حتى جنودها، سيما من تشك في ولائهم أو من لا ينتمون لإثنية الرزيقات خوفا من تحولهم لسكاكين تطعنهم في ظهورهم عند وصول الجيش.
هذه الترتيبات الأمنية المشددة داخل نيالا والضعين، بحسب مراقبين تكشف عن حالة رعب داخل المليشيا من اقتراب الجيش، كما تشير إلى أن قيادات المليشيا لا تملك أي تصور لمواجهته عسكريا حتى اللحظة، ويقول مراقبون أن فشل ذلك يرجع لحالة التفكك التي تعيشها المليشيا التي فقدت أبرز قياداتها إما بالقتل أو الهروب، ولجأت أمس الاثنين، إلى محاولة لإقناع رئيس الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو بإستقدام قوة من جنوده لمدينة نيالا، لكن قيادات في الحركة أصدرت بيانا لاحقا أمس، أكدت رفضها الخطوة، واتهمت الحلو بتعريض قوات الحركة الشعبية لتهلكة والزج بهم في معركة لا تعنيهم.
الأوضاع الهشة في صفوف المليشيا، عبر عنها قائد ثاني التمرد عبد الرحيم دقلو، الذي جمع طلاب مدارس وألبسهم زيا عسكريا ووقف وسطهم مهددا باقتحام الشمالية ونهر النيل، وهو قول اعتبره مراقبون وقتها محاولة لإلهاء الجيش وإعاقة تقدمه نحو دارفور، بالإيحاء بفتح جبهة جديدة، معتبرين أن حديث المتمرد دقلو يوضح بجلاء هشاشة الأوضاع وتدهورها داخل صفوف المليشيا.
معركة تحرير دارفور:
بالنظر لكل هذه الأوضاع، فإن معركة تحرير دارفور لن تكن صعبة، ويتوقع الخبير الأمني المصري اللواء محمد عبد الواحد خلال حديثه في تصريحات تلفزيونية، أن الحرب في السودان ستنتهي في غضون ستة أشهر بما فيها معركة دارفور، وهى مدة زمنية يراها أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية، دكتور محمد عمر، مبالغ فيها، واعتبر عمر، أن الدعم السريعة كخطر عسكري في دارفور سينتهي في وقت أقل من ذلك، لكنه قد يتحول لمهدد أمني، في شكل عصابات تقاتل بعضها بعضا من أجل الحصول على الطعام والغنائم.
حدث كل ذلك الارتجاج والتوترات داخل صفوف المليشيا، بينما لا يزال متحرك الصياد بعيدا، ولم يدخل بعد أراضي دارفور، ويقول مراقبون، أنه مع اقتراب المتحرك، فإن تغييرات كثيرة ستحدث، سيكون من بينها عمليات استسلام لقيادات بالمليشيا مع توقعات بدخوله الضعين دون قتال..