
شِيلْ همومي لو بتقدر
واحة المنصة
يكتبها اليوم :
الزبير نايل
*يا فتاح يا عليم دخلت كعادتي كل صباح على قروب العائلة للسلام والاطمئنان على الأهل.. طالعت أول رسالة بدهشة حيث كانت(جمعة مباركة ويوم سعيد), حدقت في تاريخ الرسالة فإذا هي وليدة ذاك الصباح، لكن أحد أشقائي تدارك الأمر مصححا كما يعتقد وقال ( إن اليوم الاثنين وليس الجمعة).
*اعتدلت في جلستي مع نصف ابتسامة كستها مسحة حزن دون أن أكتب تحيتي الصباحية، أطرقت وغرست أصابعي في جبيني وانتابتني حالة قلق من أن الظروف التي يعيشها أهلنا في السودان ربما زحفت لتعبث في الإعدادات ورزنامة الأيام في الأذهان، ذلك أن يومنا موضع الجدال لم يكن يوم جمعة ولا الاثنين وإنما كان يوم الأحد.
*ضحكنا من هذه المفارقة التي كانت مثار نقاش حول أن الأيام أصبحت متشابهة وبدون فواصل وأن تصاعد دخان الهموم غطى أفق المستقبل عند الكثيرين وهي حالة يتصيد فيها الاكتئاب الناس ليحطم وجدانهم ويفرض عليهم كدرا, حاولت أن أبذل لهم نصحا بأن يتذرعوا بالصبر واليقين فهذه الظروف إلى زوال بعون الله لأن حِلكةَ الظلام إيذانٌ بانبلاج الفجر, لكن أحد أخوتي وهو كثير الشكوى والتذمر باغتني بالقول (دعك من تداخل الأيام الله يستر علينا من تداخل الشهور).
*صحيح أن الهموم تحدث فجوات وتشققات في النفس يتسرب منها اليأس وهي نقطة ينطفئ عندها بريق الحياة وتفقد شغفها وتورث الوهن وشحوب الجسم لذلك استعاذ رسولنا الكريم من ذلك.
*علينا التغلب على هموم الحياة ليس بحيلتنا العاجزة في مثلنا الشعبي (كان كترت عليك الهموم أدمدم ونوم) ولا بعدم المبالاة كما نقول (اضرب الهم بالفرح) وإنما بالثقة في الله والصبر، لأن الدنيا لو كانت سهلة وميسرة لما كان الصبر أحد أبواب الجنة.
*وأنا استأذنُهم للخروج لأمر طارئ بعد أن تيقنت أني شددتُ أزرهم وشاركتهم همهم، وضع شقيقي المشاغب ومعه مقطع غنائي شهير,
(شيل همومي لو بتقدر, بس يا جميل سيب التأني)
وقد كان ذلك الرقم
(بنكك)