عثمان ميرغني في حديث خاص لـ(أصداء سودانية) “طلعت بنفسي من تنظيم الإسلاميين وما دقو لي تأشيرة”

الصحفي والمحلل السياسي عثمان ميرغني :

  • نعم كنت رئيسا للطلاب الإسلاميين في مصر ورئيسا لاتحاد الطلاب السودانيين
  • طلعت بنفسي من تنظيم الإسلاميين وما (دقو لي تاشيرة خروج)
  • بدأت رحلة الصحافة عبر كتابة مقال في صحيفة (ألوان ) مع حسين خوجلي
  • كتاباتي عن المفاصلة بين الإسلاميين كانت من منطلق مهني ولم تكن لي علاقة مع الطرفين
  • (دا فهم الإسلاميين) و (دا الجايب المصايب للبلد)
  • هذه هي قصة الهجوم على (التيار) وأسبابها 

 

 

ضمن سلسلة الحوارات التي ابتدرناها مع سعادة الفريق صلاح عبد الخالق، نلتقي اليوم في حلقة جديدة عبر منصة (أصداء سودانية)، المهندس والصحفي والمحلل السياسي عثمان ميرغني الخليفة، الذي درس الهندسة بجمهورية مصر وتخرج منها في العام 1983 ، ثم غادر إلى السعودية وعمل بها مهندس كمبيوتر لسنوات، ثم عاد للسودان وعمل في مجال الهندسة ومن ثم اتجه للعمل في مجال الصحافة كاتبا وصحفيا وناشرا، الحوار مع عثمان ميرغني تطرقنا فيه للعديد من جوانب حياته،، وفيما يلي الحلقة الأولى من الحوار…

حوار – مصعب محمود:

*هل صحيح أنك كنت رئيسا لاتحاد الطلاب الإسلاميين في الثمانينيات في مصر؟

-صحيح، وكانت فترة جميلة جدا وقضينا أيام الدراسة في مصر ، وكان هناك نحو 23 ألف طالب سوداني في كل مدن مصر ، وكانت لدينا العديد من الروابط والاتحادات والجمعيات، كانت هناك أيضا مجلة ثقافية تصدر من السفارة السودانية، وكان في نشاط كبير للطلاب السودانيين، وكانت هناك انتخابات فرعية وانتخابات عامة لاتحاد الطلاب السودانيين

*وكنت رئيسا للاتحاد العام للطلاب السودانيين في احدى الدورات ؟
-نعم كنت رئيس الاتحاد العام للطلاب السودانيين في مصر وكنت رئيس تحرير مجلة الثقافة التي أشرت إليها، لأربع سنوات

*هل كانت كل عضوية الاتحاد في ذلك الوقت من الإسلاميين ؟

-نعم وكان الطلاب الإسلاميين هم من يسيطرون على الاتحاد، حتى بعد تخرجنا نحن من الجامعات، كل الذين جاءوا من بعدنا كانوا أيضا من الإسلاميين.

*متي تخرجت من الجامعة ؟

-سنة 1983 ، من كلية الهندسة

*كنت إسلامي حينها ؟
-نعم

*من الذي قام (بتجنيدك) للانضمام للإسلاميين ؟
-نشأت في منزلنا ووجدت والدي إسلامي ، وانضميت للتنظيم الطلابي وكان اسمه حينها الاتجاه الإسلامي.

*هل كنتم اخوان مسلمين ؟
-لالا .. الاخوان المسلمين هم مجموعة تانية خالص، وحتى الآن تعرف بهذا الاسم وهي المجموعة التي كان يتزعمها الصادق عبدالله عبدالماجد.

*طيب لو ما كنتم اخوان مسلمين (شنو كنتم) ؟
-كان اسمنا الاتجاه الاسلامي و كان لدينا شعبية كبيرة، و اكتسحنا كل الانتخابات ، ثم تغير الاسم في مرحلة لاحقة إلى الحركة الإسلامية ، و بعد كل انتخابات نفوز فيها ، كان في فقرة حوارات يقدمها الدكتور كمال حنفي الله يرحمه في نادي الطلاب الوافدين، تلك الحوارات تكون مع قيادات الطلاب، وسألني وانا كنت وقتها رئيس تحرير مجلة الثقافي التي تصدرها السفارة السودانية، وقال لي لو كنت رئيس تحرير صحيفة سودانية وفزت بهذه الانتخابات ماذا ستكتب في المانشيت فقلت له ( وتبقى الدوري العام لكرة القدم)، دي كانت مرحلة معينة كان فيها الإسلاميين كتلة واحدة ، ما كان في أجنحة

*يعني ما كيزان ؟

-كلمة كيزان هذه تستخدم في السياق السياسي والقصد منها التقليل من الطرف الآخر، باستخدام هذه العبارة الشعبية ، وهي تدل على الشخص المتحدث، وهذا المصطلح يوضح درجة الاستنارة عند الشخص الذي يستخدمها ، إذا كان شخص بدرجة من الوعي والاستنارة يستخدم الاسم مثل (الحركة الإسلامية) أو (الحزب الشيوعي) والخطاب السياسي الشعبي للسياسة هو من يصف الناس (كيزان) و (قحاطة) وهؤلاء (ما عندهم استنارة).
وعبارة (الكيزان) لا تصف طرف بقدر ما هي كلمة شعبية .. وبعد المفاصلة أصبح الاخوان المسلمين يمثلون حاجتين مختلفتين تماما وبينهما تناقض وخلافات و تراشق إعلامي و خلافات وصلت حتى تحالفات مضادة لبعض داخل اتحادات الطلاب. َ
*وماذا بعد التخرج؟
-عملت مهندس في السعودية لمدة عشرة سنوات ، ثم عدت إلى السودان وعملت بشركة هندسية ثم بدأت في رحلة الصحافة عبر كتابة مقال في صحيفة الوان مع حسين خوجلي
*وماذا فعلت مع الاتجاه الإسلامي بعد التخرج ؟
-خليته .. بعد التخرج

*لماذا ؟
-بعد التخرج كان المعروض حينها (سياسية التفرق السياسي) وعرضت علي هذه الفكرة، إن اتفرغ للعمل السياسي، ولكنني فضلت العمل في مجالي الفني و الهندسي ، انا 12 سنة استثمار في الهندسة ما ممكن اضيعه في عمل سياسي

*هل عرضت عليك أي وظيفة في ذلك الوقت ؟

-نعم وكانت وظيفة في مكتب (كاتب) .. وما كان يمكن أن أترك الهندسة بعد تخرجي مهندس لاصبح كاتب في مكتب ، بل العكس واصلت العمل في الهندسة لعشر سنوات ثم عدت إلى الكتابة والصحافة ، كانت لدي شركة فازت ثلاث مرات أيام حكومة الصادق المهدي بجائزة أفضل شركة في معرض الخرطوم الدولي.

*قلت انك بعد العمل في الهندسة عدت إلى الكتابة والصحافة،، كيف كانت البداية؟

-كنت على ايام مجلة الثقافي في مصر بكتب عمود بعنوان (كلام بكاسي) ، و بكاسي دي كانت العربات المستخدمة في الترحال داخل المدينة ، ولما حضرت للعمل في صحيفة ألوان غيرت اسم العمود إلى (كلام المدينة) ، وقام الأخ حسين خوجلي بتغييره إلى (حديث المدينة، فأصبح العمود باسم حديث المدينة

*هل شاورك حسين في تغيير اسم عمودك ؟

-لا لم يشاورني

*ولكن أنت صعب في تغيير رأيك، كيف وافقت؟

– لأن العلاقة بيننا كانت تسمح بذلك ، وهذا تقديرلي

*هل علاقتك مع حسين خوجلي مستمرة الآن ؟

-نعم مستمرة حتى الآن، وهو صاحب خبرة كبيرة في مجال الصحافة والإعلام لأنه بالصحافة منذ أيام دراسته الجامعية

*كم سنة عملت في ألوان ؟

-سنة واحدة، ثم انتقلت إلى الرأي العام، وعملت بها 9 سنوات وثم صحيفة الصحافة وبعدها السوداني ، التي كنت شريك فيها مع محجوب عروة ، ثم قمت بتأسيس التيار

*متى تأسست صحيفة التيار ؟
في العام 2009

*لماذا تركت السوداني ؟
-تعرضت السوداني إلى مشاكل، وتعرض الأخ محجوب عروة كذلك لمشاكل ، جعلت هناك مشكلة في الاستمرار لذلك قررت أن أبدأ بصحيفة جديدة.

-وانت شريك لماذا لم تقف معه بعد المشاكل ؟

-لا أنا خرجت قبل المشاكل وحسيت أن التجربة وصلت نهايتها ، والدليل انه عمل مؤسسة جديدة

*مياه كثيرة عبرت تحت الجسر بعد عام 89 حتى تأسيس صحيفة التيار في 2009، أهمها المفاصلة بين الإسلاميين ؟

-انا كتبت عنها كمراقب صحفي ، وما كان عندي علاقة بيهم ، وهي خلاف في السلطة كل واحد (داير يستاثر بالسلطة) وفي النهاية كان الثمن غالي جدا للطرفين

*ما فكرت أنت أن تدخل وسيط بدل الانتقاد ؟

-لا هذا حدث سياسي، مثله مثل أي حدث مشابه، نقوم بالتعليق عليه ونقدم النصح ولم نتدخل في موضوع مصالحة

*هل فكرت ان تساهم بتقديم نصائح لهم ؟

-الاسلاميين تنظيمهم الفكري مدرسة واحدة وقابلية النصح فيه قليلة، وهناك نوع من الكبر والتضخم الذاتي الذي يجعل النصحية مرفوضة ، واي تقديم نصيحة لا يتم الأخذ بها لأنك شخص خارج عن الصياغ وهذا كان ديدن الإنقاذ وهو الرفض ، وما كانت تعطي فرصة لسماع النصح، وكانت هناك أسماء كبيرة جدا في الحركة الإسلامية، كانوا يقدمون النصح، وأي نصح تقدمه انت معناها اخدت تاشيرة خروج، لأن المطلوب ليس النصح بل المطلوب المناصرة لصاحب السلطة في الحق والباطل و العمل ضمن (الكورال بتاعه)

*هل يعني انك (دقو ليك تاشيرة خروج) ؟

-أنا طلعت بنفسي .

*متى طلعت ؟

-مجرد تخرجي من الجامعة وبدأت العمل في مجال الهندسة (بقيت عندي بعد نظر وتفكير بصورة أكثر وعيا) ، الموضوع ما مجرد فكرة سياسية ، وفكرة الإسلام السياسي فيها نوع من الانحراف على الدين ، والدين الإسلامي له مقومات معينة في الحرية و الاستقلالية

*هل بعد رجوعك من السعودية كنت تتوقع أن يتم استقبالك في المطار و(يعينك) وزير ؟

-لالا .. ليس هذا هو التصور الذي يجعل الواحد يخرج .. (دا فهم الإسلاميين) و (دا الجايب المصايب للبلد)

*نعود للمفاضلة مجددا .. كنت في كل مرة تقف مع طرف ؟

-لالا.. دي ما كرة قدم عشان كل مرة اقيف مع طرف.. الناس يعتقدون أن الرأي موقف وارتباط مع طرف ، انا بقول الموقف دا صح ودا غلط المسلك هو المتحرك .. مثلا (تقدم) لما عملت مؤتمر انا كتبت تغريدة انو دا موقف صح، الصراع بين الإسلاميين صراع سلطة وصل إلى مرحلة التصفية.

*تجربة صحيفة التيار هل كانت تجربة ناجحة؟

التيار حققت نجاح .. ونحنا عند بداية العمل قمنا بحملة واستبيا

ن وسط القراء حول ما يريده القارئ السوداني و بدأنا العمل على ضوء نتائج ذلك الاستبيان، وكانت لدينا مبادرات أخرى بجانب العمل الصحفي مثل (كباية شاي) و(المائدة المستديرة)

*هل كان لديك شركاء في صحيفة التيار ؟

-التيار شراكة عائلية انا وزوجتي

*حدثنا عن حادث الهجوم على التيار ؟

الحادث كان يوم 21 رمضان عام 2014 م قبل الإفطار بنصف ساعة، كنت موجود في المكتب، دخل علي 7 أشخاص في المكتب، وكان هناك مجموعة كانت خارج المكتب، ودخل عدد من الذين كانوا بالخارج وقفلوا الباب و(ضربوني و رموني في الأرض) واحدهم ضربني بالسلاح في عيني وبعد شاهدوا النزيف خرجوا.
*وأين بقية الزملاء بالصحيفة؟
-كانو موقوفين من قبل اشخاص مسلحين في أماكنهم داخل الصحيفة.

من الذين قاموا بالهجوم؟
-مجموعة بتكليف من رئيس الجمهورية
*لماذا ؟
-كنت قد شاركت في برنامج (مراجعات) الذي يقدمه الطاهر التوم والذي كان يبث في رمضان، وكانت الحلقة عن دارفور، وانا قلت في حديثي في الحلقة، إن حرب دارفور هي حرب الإسلاميين وبنادق العدل والمساواة و الحكومة كلها بنادق الإسلاميين، وليس لاسرائيل علاقة بها.

*عرفت كيف أن حديثك في الحلقة هو السبب في الهجوم على الصحيفة وضربك؟
-حدثني قبل الحادثة أحد الزملاء الصحفيين ينتمي لحزب المؤتمر الوطني، بأن الرئيس حضر شاهد التي تحدثت فيها، واغضبه كلامي، وقال لي انا اتوقع حاجة تحصل و كانت توقعاتي ان يتم اعتقالي.

* الشرطة قبضت على عدد من المتهمين هل تم فتح بلاغ؟
-نعم انا قمت بفتح بلاغ واتعمل تحقيق، وفي ضابط برتبة فريق شرطة بلغني أن المتهم الأول في القضية عمر البشير لأنه امر بهذه القصة ، ولكن اوراقنا و ملفاتنا هنا لما النظام يسقط تعال حرك بلاغك.

*النظام سقط هل حركت بلاغك ؟

-لا لسه ما سقطت

*هل هذا هو السبب الذي جعلك تأتي إلى القيادة وتقول أن البشير قال (يقتلو) تلت الشعب ؟

-لا دي ما قلتها أنا قالها حميدتي ونقلتها أنا