اختفاء الأبيضين… إرتفاع كبير في أسعار السلع في شرق الجزيرة

 

تقرير- سهير محمد عبدالله:

هل هي نذر أزمة حقيقية وشيكة، أم مفتعلة ،أم هي محض مراوغة يقوم بها بعض التجار للتلاعب بالأسعار لبعض السلع الاستهلاكية الضرورية التي لا يمكن الاستغناء عنها أو استبدالها ..او ربما لتثبيت الأسعار نتيجة الجشع حتى تعود عليهم بالارباح التي طالما رغبوا في تحقيقها دون مراعاة لمعاناة المواطن البسيط الذي بات يواجه أوضاعا معيشية صعبة بسبب الحرب وتداعياتها.

السكر والملح :

في بعض أسواق مناطق محلية شرق الجزيرة جنوب الخرطوم وقراها، دخلت سلعتي السكر والملح أسبوعها الثاني في حالة من التذبذب غير المسبوق ،ظلت تتأرجح بين الانعدام والندرة والاختفاء في كثير من المتاجر في ظاهرة أثارت موجة من الاستياء والتزمر من قبل المواطنين، وعن حقيقة الأسعار وقفزها في فترة وجيزة أفاد تاجر القطاعي حيدر الماحي قائلا: في خلال الاسبوع المنصرم كان سعر جوال السكر 50 كيلو 185,000 فأصبح سعر الرطل للمستهلك 2,000جنيه، ولم يمر على ذلك اسبوع حتى تفاجئنا به يصل إلى 280,000. مما يعني أن زيادة اكيدة تطرأ على سعر الرطل للمستهلك قد تصل الى 3,000 جنيه فيما بعد في حال استقر سعر الجوال على هذا الحد، وعن ملح الطعام 50 كيلو ذكر ان اسعاره كانت قريبا تتفاوت مابين,15,000_17,000 .ليصل لاحقا إلى 40,000 ومنها إلى 64,000 حسبما أفاد اصحاب المخابز بذلك أيضا، بالنسبة للمستهلك يصل سعر أصغر وحدة لوزن الملح 500. جنيه قد لا يكفي لاستخدامه اليومي على غير ما كان يعرف في السابق عن كمية الملح واسعاره وتوفره
سعاد سليمان ربة منزل بكت وتحسرت على زمن قالت فيه: قبل الحرب وتفاقم المشاكل في ولاية الجزيرة لا يخلو منزل من جوالات الملح والسكر و كانتا في متناول الفقير قبل الغني الآن ماعاد في مقدورنا توفير حتى القليل منه بسبب الأسعار المتزايدة ولا ندري إلى متى سيظل بنا هذا الحال.
وفيما يختص بمنطقية ارتفاع الأسعار أو المبالغة فيها من قبل التجار قال المواطن عماد الخضر: قد يجد التاجر حجة قوية يستند عليها ليبرر بها زيادة الأسعار لهاتين السلعتين وغيرهما من السلع الاستهلاكية الأخرى التي تشهد هي أيضا تزايدا كبيرا، وعزا الأمر الأول إلى تكاليف الترحيل الباهظة من مناطق الإنتاج سواء كانت عن طريق حلفا الجديده أو بورتسودان او القضارف حتى وصولها للاسواق الفرعية سوق تمبول وغيره من الاسواق المجاورة التي يسهل بعدها توزيع السلع على الاسواق الصغيرة وصولا للمستهلك في المتاجر الصغيرة المتواجدة في القرى والأحياء ،مضيفا أن الأمر الثاني هو وعورة الشوارع وقفلها بسبب الأمطار، فقد أصبحت الطرق القديمة المعتادة مغلقة تماما أمام حركة الشاحنات والبضائع مما يدفعهم لسلك طرق طويلة قد تستغرق أياما حتى إيصالها ، ووقف إجراءات التصاديق مؤخرا من قبل الجهات المسئولة بحسب ما ذكر بعض التجار ادى إلى عدم استطاعتهم التمكن من جلب تلك السلع وتوفيرها مما ادى إلى شحها وندرتها في الأسواق فضلا عن بعض الطرق التي لم تعد آمنه و شهدت أحداث سلب ونهب لم ينجو منها أحد. رغما عن ذلك لم يبرىء الخضر بعض التجار من ممارسة الجشع والتلاعب بالأسعار وعدم مراعاة معاناة المواطنين.

إيصال المساعدات:

ويرى مراقبون أن انفراج تلك الأزمة وغيرها من الأزمات في ظل هذه الأوضاع الكارثية المتفاقمة يكمن في إيصال المساعدات في مناطق تضررت بسبب الحرب ضررا مباشرا جعلها تخشى المرض و شدة الجوع وفقدان الأمن .