أميرة الفاضل.. رئيس مجلس إدارة جمعية إسناد المتأثرين بالحرب في مصر في حديث خاص لـ(أصداء سودانية) (1)

 

  • (5) آلاف حقيبة غذائية شهريا من بنك الطعام المصري للأسر السودانية بمصر
  • الحكومة المصرية والشعب المصري فتحوا الأبواب والقلوب لـ(2) مليون مصري
  • موافقة رئيس وزراء مصر الأسبق د. عصام شرف برئاسة اللجنة العليا أول نجاحات إسناد
  • ما حدث من مليشيا الدعم السريع لم نسمع به من قبل داخل أو خارج السودان

حوار- الحاج أحمد المصطفى:
لعل الحرب المفروضة على بلادنا القت بظلالها على الكثير من الأسر السودانية التي نزحت للمناطق الآمنة داخل السودان أو هاجرت إلى الدول المجاورة ومن بينها جمهورية مصر العربية والتي تأسست فيها مبادرة وجمعية يشار لها بالبنان, هي جمعية إسناد المتاثرين بالحرب .. ونسعد أن نلتقي عبر هذا الحوار من القاهرة, الأستاذة أميرة الفاضل رئيس مجلس إدارة الجمعية لإلقاء الضوء على هذه الجمعية التي خطفت الأضواء بإنجازاتها الكثيرة ولمساتها الإنسانية رغم حداثة عمرها

*نريد أولا التعرف على جمعية إسناد نشأة الفكرة ومراحل التطور؟
ــ أهلا ومرحبا بكم والتحية عبركم للشعب السوداني داخل وخارج السودان ولكل الأسر في المدن والعواصم والولايات الآمنة، هذه الأسر التي ظلت ولا تزال تعاني من إنتهاكات مليشيا الدعم السريع.. وإجابة للسؤال نحن منذ إندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل 2023م بسبب تمرد الدعم السريع على القوات المسلحة، هذه الحرب التي فاجأت الحكومة والشعب السوداني في الداخل والخارج، لم تكن حربا ضد الجيش فحسب بل أيضا ضد المواطن السوداني وتم فيها تهجير قسري للمواطنين من منازلهم وممتلكاتهم بحجم كبير جدا من البشاعة والقُبح، فحجم القتل والتدمير ونهب ممتلكات المواطنين وأموالهم والتهجير القسري والعنف لم نسمع به في العهد البعيد او القريب داخل وخارج السودان.
وعندما حدث هذا الأمر، ولا يزال مستمرا، وخروج السودانيين بالملايين من بيوتهم ونزوحهم للولايات الآمنة وبعضهم لمصر، كنا مصادفة موجودين في القاهرة وكنت انوي الذهاب للسودان في 19 أبريل لحضور عيد الفطر المبارك مع الأسرة فحدثت الحرب وأنا في القاهرة، فتحركت مع إخوة كرام من السودانيين والمصريين وفكرنا في مساعدة السودانيين الذين توافدوا على مصر بمحافظاتها المختلفة وهم يحملون القليل من المال وبعضهم لا يحمل شيئا ويحتاجون للدعم والمساعدة, شخصي والأخ كمال حسن علي, إبتدرنا المبادرة والتي إخترنا لها إسم (إسناد) وبدأنا العمل في نهاية شهر مايو أي بعد بداية الحرب بشهر واحد فقط مع بداية تدفق السودانيين على مصر، وذلك بهدف تقديم مساعدات الطوارئ من غذاء ودواء وعلاج وسكن، والتوعية بالبلد المضيفة وقوانينها, وعبركم نرسل صوت شكر للحكومة المصرية وللشعب المصري والجمعيات والمبادرات المصرية لأنهم حقيقة فتحوا الأبواب والقلوب وإستضافوا حوالى 2 مليون سوداني وفدوا إلى مصر بعد 15 أبريل، وهذه الأعداد لا تشمل السودانيين الذين كانوا موجودين أصلا بمصر قبل 15 أبريل 2024م.
وأول ما بدأنا المبادرة جمعنا حولنا عدد من السودانيين من جهات مختلفة وإعلاميين وشخصيات مصرية، وبدأنا معا نفكر في تكوين لجنة عليا للمبادرة وأول جهة طرقنا أبوابها كان معالي رئيس وزراء مصر الأسبق الدكتور عصام شرف عبر أخونا كمال حسن علي، وطلبنا منه أن يشرفنا برئاسة اللجنة، وأنا في تقديري إن ذلك كان من أول النجاحات التي حققتها المبادرة بان نجد شخصية مصرية كبيرة رفيعة المستوى ورئيس وزراء أسبق يقود المبادرة، فوافق وأصبح رئيس اللجنة العليا للمبادرة, وفي بداية الأمر كان عدد عضوية المبادرة حوالي 23 شخص من السودانيين والمصريين.
*وما الخطوة التالية التي قامت بها المبادرة والجهات التي شكلت هيكلها؟
ــ بدأنا بعدها مباشرة الخطوة الثانية والتي تمثلت في البحث عن مؤسسات وجهات داعمة إقليمية ودولية، وأيضا بالعلاقات السابقة لي وللأخ كمال حسن علي قابلنا أمين عام جامعة الدول العربية السفير د. أحمد أبو الغيط وجلسنا معه وشرحنا له الفكرة فوافق أن تكون جامعة الدول العربية راعية لها، وتبنت المبادرة معنا وأعدوا لنا إجتماعا كبيرا جدا أعدته الجامعة العربية بالتعاون مع السفارة السودانية بالقاهرة، وإنعقد الاجتماع بمقر جامعة الدول العربية ودعوا له 44 إتحاد وجمعية ومؤسسات تابعة لجامعة الدول العربية نفسها وكان الحضور كبيرا جدا والإجتماع كان ناجحا بكل المقاييس حضره السفير السابق محمد عبدالله التوم عن السودان، والأمين العام للجامعة السفير أحمد أبو الغيض والأخ كمال حسن علي بحضور كبير من رؤوساء الإتحادات التابعة لجامعة الدول العربية, وخرج الإجتماع بعدة إلتزامات أبرزها إلتزام إتحاد المنتجين العرب بدعم الصحة بالنسبة للمبادرة, ايضا العلاقة مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، وأنا مستشار لهذه المنظمة، ووافقت المنظمة أن يكونوا شركاء في مبادرة إسناد ودخلت كداعم فني ومالي للمبادرة وتدريب الشباب السوداني الموجود في مصر من الجنسين فاصبح لدينا 17 جهة شريكا للمبادرة من جمعيات وإتحادات ومؤسسات وشركات وكل ذلك يمثل هيكل المبادرة.
*ما هي الخدمات التي قدمتها الجمعية حتى الآن؟
ــ أول بند إهتمينا به هو بند تقديم المساعدات الغذائية، وعبر د. عصام شرف تم التواصل مع بنك الطعام المصري وهو من أكبر المؤسسات المصرية الداعمة في مجال الغذاء للمصريين انفسهم، والحمد لله إستطعنا عقد إجتماع مع الإدارة التنفيذية لبنك الطعام المصري ووافق على دعم السودانيين بـ(5) الف حقيبة غذائية لـ(5) الف أسرة سودانية شهريا، وهو يعد أكبر جهه داعمة لنا في إطار الدعم العيني, وكان التحدي الأساسي في بداية الامر مسألة الإحصائيات، فبدانا جمع البيانات وإستعنا في ذلك بجمعيات مصرية وسودانية واعانونا كثيرا في هذا الجانب، منها جمعية (الاحلام) في الفيصل بالقاهرة والهلال الأحمر المصري, وأول عدد من الأسر السودانية تم حصره بإستبيان أعدوه بطريقة صحيحة وسليمة وعلمية خبراء لجمع البيانات وتمت تعبئته عبرنا وعبر جمعية الاحلام والهلال الأحمر المصري، وأول عدد بدانا به كان ثلاثة الف اسرة، بلغ الان 12 الف أسرة.
*كم عدد الأسر الفعلية التي يصلها الدعم الغذائي شهريا؟
ــ ما بين 5 إلى 7 ألف والبقية مسجلين في قاعدة بيانات إسناد وذلك حسب تدفقات الدعم.
*كيف إنتقلت المبادرة إلى الجمعية؟
ــ نحن بتعاملنا مع الجهات الرسمية والجمعيات الدولية وجدنا أنه لا بد من أن يكون لدينا شكل قانوني للتعامل، والمبادرة مبادرة ناجحة جدا وبها حوالى 12 لجنة مختصة وتضم شخصيات رفيعة لكن لا بد أن يكون هناك جسم تنفيذي مسجل في وزارة التضامن المصرية بحسب القوانين واللوائح والإجراءات داخل مصر, وبدأنا في جمع المعلومات حول ما هي الطريقة التي نسجل بها الجمعية فوجدنا أنه مسموح للأجانب تأسيس جمعيات لكن بشروط منها ألا يتجاوز عدد الأجانب فيها (25%) والـ(75%) يجب أن يكونوا مصريين، وهذا إجراء موجود في كل الدول، والحمد لله أكملنا كل إجراءات تسجيل الجمعية وإستوفينا كافة المطلوبات والشروط وقدمنا الأوراق لوزارة التضامن، والحمد لله بتاريخ الأول من سبتمبر 2024 إستلمنا التسجيل النهائي للجمعية, ولا يفوتني هنا الإشارة إلى أن وزارة التضامن المصرية وافقت على تسمية الجمعية لكن تم حذف كلمة السودانيين منها، وهذا جاء في صالح الجمعية حيث يمكنها العمل مع كل الجاليات الموجودة في مصر.
*هل ذلك يعني أن الجمعية توسعت أكثر من المبادرة؟
-أجل توسعت من حيث عدد المستهدفين، وسوف نعمل عمل مشترك مع اليمنيين والسوريين والفلسطينيين والليبيين، فكل المهاجرين الموجودين الآن في مصر مسموح لنا من خلال الجمعية التعامل معهم، وفعليا بدأنا البحث عن الجمعيات المشابهة لجمعيات الجاليات العربية والافريقية التي سبقتنا لمصر في ظروف مشابهة ولديها جمعيات، وبذلك أصبح سقف الجمعية من حيث التعامل مع كل الجاليات العربية والأفريقية المهاجرة لمصر واسع.
نواصل