روسيا مرةً أخرى

فكرة 
د.عبدالعظيم عوض 

*كانت جلسة مجلس الأمن يوم الخميس الماضي التي رأسها وزيرالخارجية الأمريكية بلينكين بحسبان أن بلاده ترأس الدورة الحالية لمجلس الأمن، كانت بلاشك خطوة جيدة تصب في خانة مصلحة السودان وتحمل مؤشرات أخرى على قرب نهايات المليشيا.
*شهدت تلك الجلسة توافقا غير معلن على المشروعية التي يستند إليها السودان في حربه الحالية ضد مليشيا آل دقلو وداعميهم، كما كانت مشاركة السلطان سعد بحرالدين زعيم المساليت في تلك الجلسة دليلا على أن العالم بدأ يعيد قراءته للمشهد السوداني ويستشعر الدورالذي باتت تضطلع به المليشيا من جرائم ضد الإنسانية, فضلا عن مدى تأثيرها على الأمن والسلم في كل الإقليم والعالم ، وهذا ما المح إليه المندوب المصري في كلمته والتي أعلن فيها عن رفضه للحديث عن( طرفين) في هذه الحرب التي يدافع فيها الجيش السوداني عن فئة متمردة.
*كانت روسيا كالعهد بها وقوفا إلى جانب الحق وداعمةً لعدالة دولية مفقودة ، أكد مندوبها بخطاب مباشرإلى المعاني الآتية:
*التأكيد على مواصلة قمع أي محاولات للتعدي على سيادة السودان.
*النظر لمجلس السيادة السوداني باعتباره أعلى هيئة شرعية حاكمة قادرة على الحفاظ على مؤسسات الدولة واستمراريتها.
*من المؤسف أنه بدلا من الحوار مع السودان اختاروا سياسة التصعيد المستمر والمنهجي تحت غطاء قضايا إنسانية مما يطيل أمد الحرب.
*سوف تستمر روسيا في عرقلة أي محاولة من قبل زملائنا الغربيين يتم من خلالها فرض قيود على السودان.
*ذلكم هو موقف روسيا الاتحادية في جلسة مجلس الأمن وهي بهذا تواصل وباصرار مساعيها للوقوف إلى جانب السودان وهو يواجه مؤامرة اقليمية ودولية تستهدف وجوده وهويته, ولما كان جزاء الإحسان لا يكون إلا إحسانا.
*فإننا نُذكّر بأن السودان كان من أوائل الدول التي اعترفت بروسيا الاتحادية في العام 1991م ، كما نُذكّر أيضا بأن أكثر من 90% من تسليح الجيش السوداني هو تسليح روسي، ولا بأس من التذكير هنا ايضا بأن السودان كان قد وقع مع روسيا في العام 2019 اتفاقية تسمح للروس بحق الوصول للموانئ السودانية وما يتبع ذلك من تبادل المصالح والمنافع الأمنية ونحن في السودان محاطون بمهددات أمنية لم تعد خافية على كل ذي بصيرة ، فلنمضي إذن في اتجاه تقنين هذه الاتفاقية باعجل ماتيسر مع الوضع في الاعتبار التطورات المتسارعة الأخيرة على أثر غياب سوريا عن المشهد الإقليمي وفقد معها اصدقاؤنا الروس ترسانتهم الدفاعية في ميناء طرطوس السوري ، وصاروا أكثر حاجة لموانئ البحار الدافئة.