(أصداء سودانية) تفتح ملف المسيرات.. (2ــ2)

  • طالب تقني سوداني ينجح في تصنيع (زنانة) سودانية قبل أمريكا
  • الهجوم الإيراني بالمسيرات على إسرائيل يعد الأكبر في التاريخ العسكري
  • روسيا قامت بتأمين قمة دول الثماني بموسكو بواسطة المسيرات
  • ثمن ألف طائرة بدون طيار يعادل سعر طائرة (اف ــ 15) الامريكية
  • مسيرات مدنية تشارك في إطفاء أكبر حرائق يشهدها العالم
    تحقيق- التاج عثمان:

المسيرة.. الطائرة بدون طيار.. المُحلقة.. الزنانة مسميات مختلفة لنوع واحد من الطائرات إشتهرت لدينا في السودان عقب إستخدامها بواسطة مليشيا الدعم السريع بصورة سافرة في ضرب بعض المنشآت الحيوية بمناطق مختلفة بالبلاد.. (أصداء سودانية) تنشر على حلقتين عبر هذا التحقيق معلومات تفصيلية مهمة حول كيفية حصول المليشيا عليها.. وعن منبعها وأنواعها وخطورتها التدميرية
مهام المسيرات:
نبعت فكرة المسيرات عقب إسقاط طائرة التجسس الامريكية (س ــ يو) فوق السماء الروسية إبان مشكلة الصواريخ الكوبية في أوائل الستينيات، غير ان اول إستخدام حقيقي لها كان خلال الحرب الامريكية الفيتنامية، كما استخدمت في حرب أكتوبر1973.. وأول مشاركة فعالة لها كانت في معركة سهل البقاع بين سوريا وإسرائيل ونتج عنها إسقاط 82 طائرة سورية بينما لم تسقط القوات السورية اية طائرة إسرائيلية في تلك المعركة.. ويعد الهجوم الإيراني على إسرائيل نهاية العام المنصرم أكبر الهجمات الجوية بطائرات مسيرة في التاريخ العسكري قاطبة.
وللمسيرات إستخدامات عديدة بجانب مهامها القتالية، فهي تقوم بمراقبة أرض المعركة حيث انها ترسل صورا فردية تمكن قائد المعركة من إتخاذ القرار المناسب لمعركته.. ومن مهامها أيضا التشويش على محطات الصواريخ والدفاع الجوي، وكشف نيران المدفعية.. وبإمكان بعض أنواع المسيرات التسلل داخل عمق دفاعات العدو وكشف مواقع مدفعيته.. كما انها تستخدم في الإرصاد الجوي لكشف درجة الحرارة والرياح والاعاصير المدمرة قبل وصولها.. كما قامت روسيا اثناء إجتماع قمة دول الثماني بموسكو إستخدام طائرات من طيار لتأمين القمة المذكورة ومراقبتها بكاميرات خاصة ملحقة بالمسيرات.. كما انها تستخدم في إطفاء حرائق الغابات حيث يحدد لها القمر الصناعي إحداثيات موقع الحريق ومن ثم يتم توجيهها لإطفاء الحريق، حدث ذلك اثناء حرائق الغابات الأمريكية الاخيرة بكاليفورنيا والتي لا تزال نيرانها تشتعل هناك، إلا ان قوة الرياح عاقت دون مواصلتها عمليات الإطفاء.. كما أنها مجهزة لإطفاء الحرائق التي تنشب بناطحات السحاب ببعض الدول الأوروبية.. وتستخدم أيضا في مراقبة خطوط الانابيب البترولية.
الدول المنتجة:
حتى عام 2000 كانت الولايات المتحدة الامريكية تحتكر صناعة الطائرات من دون طيار، بعدها دخلت بريطانيا وإسرائيل مضمار صناعتها.. وفي عام 2005 قدم شاب تركي الجنسية يدعى (سلجوق بيرقدار) رسالة ماجستير بإحدى الجامعات الامريكية لصنع طائرة مسيرة، ونجح في إقناع المسؤولين الاتراك بما توصل إليه في رسالته الجامعية لتصنيع طائرة بدون طيار محليا.. وعام 2010 فاجأت الصين العالم بالكشف عن 25 موديل جديد من طائراتها المسيرة وذلك في إستعراض هوائي شهده كل العالم.
وحتى عام 2011 وصل عدد البرامج البحثية لتطوير صناعة الطائرات من دون طيار بواسطة بعض الحكومات والشركات والمعاهد البحثية إلى 680 برنامج بحثي ببعض دول العالم.. حيث كشف تقرير للكونغرس الأمريكي ان هناك نحو 76 دولة حول العالم تعمل على تطوير وتصنيع 900 نظام من نظم الطائرات.. وحتى عام 2005 بلغ عدد الدول التي تمتلك طائرات مسيرة 41 دولة، إرتفع عددها عام 2011 إلى 76 دولة.. ويعزى سبب الإقبال الواسع على تصنيع هذه الطائرات للنجاح الباهر الذي حققته خلال إندلاع الحربين الأمريكيتين على العراق وأفغانستان.
وتعد دولة الكيان الصهيوني إسرائيل من الدول المتقدمة في تصنيع المسيرات عبر (مؤسسة إسرائيل لصناعات الطيران والفضاء)، المتخصصة في تصميم وتصنيع أنظمة جوية للإستعمالين العسكري والمدني، ولمعرفة مدي إهتمام إسرائيل بالتصنيع الحربي فإن عدد الموظفين والتقنيين الذين يعملون في المؤسسة المذكور يبلغ 16 الف تقني وموظف..ونجحت إسرائيل في تصنيع طائرة إسرائيلية حقيقية أطلق عليها (أرفا)، قامت بطلعتها التجريبية الأولى في 27 نوفمبر 1969، وهي طائرة مدنية.. كما انتجت نموذج حربي من نوع: (أي ــ ايه ــ آي ــ 20)، تم تصديرها لبعض بلدان أمريكا الجنوبية ووسط أمريكا.
المخترع السوداني:
بعدها دخلت بعض الدول العربية مجال تصنيع الطائرات المسيرة في المجالين العسكري والإقتصادي وهي: (مصر ــ السعودية ــ تونس ــ سوريا ــ الجزائر ــ إيران ــ الامارات).. بينما تعمل كل من السويد، وإسبانيا، واليونان، وإيطاليا، وسويسرا، وفرنسا على برنامج بحثي مشترك لتصنيع طائرات حربية من دون طيار عالية التقنية.. كما صمم مجموعة من الباحثين بجامعة وهران بالجزائر اول نموذج لطائرة جزائرية دون طيار كرد فعل على رفض الولايات المتحدة الامريكية بيع الجزائر هذا النوع من الطائرات.. ولا أذيع سرا لو كشفت ان طالب سوداني كان يدرس بإحدى المعاهد التكنولوجية بالسودان نجح في نهاية الستينات في تصنيع نموذج مصغر لطائرة مسيرة ونجحت في التحليق لمسافة ثم هوت، ويمكن القول ان ذلك الشاب المخترع السوداني نجح في تصنيع طائرة مسيرة قبل أمريكا نفسها.. كما نجح نفس الشاب وهو من مدينة سنجه عاصمة ولاية سنار حاليا في تصنيع صاروخ قام بتجربته أثناء إحدى إحتفالات البلاد بعيد الإستقلال امام عدد من المسئولين هناك والذين وعدو الشاب المخترع بتطوير إختراعيه، ولكن للأسف لم يعره أحد المسئولين إهتماما.. وكما ذكر الشاب السوداني انه إستوحى إختراعيه للمسيرة والصاروخ من بعض العاب الأطفال المماثلة.
سعر المسيرات:
المسيرات تعتبر رخيصة السعر لكونها بدون طيار وتوجه من على البعد وتبرمج مسبقا للطريق الذي عليها ان تسلكه، وتتميز بصغر حجمها وخفة وزنها لكونها لا تحتوي على مقصورة او طيار او أدوات التحكم ولا تحتاج للمتطلبات البيئية التي لا بد منها للطائرات المدنية والعسكرية كالضغط وأجهزة الإرصاد وغيرها، كما لا تستهلك كثير من الوقود فوقود 200 رحلة بطائرة بدون طيار يساوي رحلة واحدة بطائرة (إف ــ 4) لنفس المسافة ولنفس المهمة..كما انها لا تحتاج لتدريب مكثف ومكاف للطيار، حيث ان تكاليف تدريب طيار على طائرة من طراو تورنادو مثلا يكلف 3 مليون جنيه إسترليني.. ولذلك فإن سعر المسيرات قليل لا يقارن بأسعار الطائرات العادية..مثلا ثمن ألف طائرة مسيرة او دون طيار يعادل ثمن طائرة (إف ــ 15) إيغل، والتي يبلغ ثمنها 25 مليون دولار خلال حقبة السبعينات.