شمال ووسط بحري..عملية عسكرية موسعة.. الجيش يقترب من إحدى (الحسنيين)

 

تقرير- الطيب عباس:

نفذ الجيش السوداني، فجر أمس الأربعاء، قفزات كبيرة شمال ووسط مدينة بحري، قربت المسافات كثيراً من الوصول لمبتغاه، في مصفاة الجيلي والتقاء الجيشين، في وقت كشفت مصادر عن حالات هروب عديدة لقوات المليشيا نحو كافوري وشرق النيل

وشارك الجيش في هذه العملية بجميع وحداته وقواته المساعدة، حيث تمكن من الوصول لمناطق للمرة الأولى كما أحدث اختراقات مهمة في وسط بحري

تنظيف نهر النيل:

تمكنت قوات الفرقة الثالثة مشاه أمس من التقدم جنوباً، حيث سيطرت على منطقة حجر العسل المترامية الأطراف ونجحت في طرد المليشيا للمرة الأولى من كامل أراضي الولاية، ووصلت قوات أخرى من هيئة العمليات وتمكنت من استلام مصنع روتانا القريب من مدرسة السواقة بالجيلي من الناحية الشرقية، كما استلمت عدد سبعة عربات قتالية، ستة ثنائي وواحدة دوشكا، وفرضت سيطرتها الكاملة على منطقة (فرق السريج) التي تعد أكبر معقل للمليشيا بمصفاة الجيلي.

بعد تحرير حجر العسل، تقدمت الفرقة الثالثة مشاه جنوباً وحررت مدينة الجيلي شمالي الخرطوم بحري وسيطرت على معسكر “الشاكوت” في طريقها نحو التصنيع الحربي قري ومصفاة الجيلي

التحرك نحو مصفاة الجيلي، بحسب متابعين يبدو جدياً، هذه المرة، حيث كان الجيش في المرات السابقة ينفذ عمليات تمشيط ويقترب كثيراً من المصفاة ويعود لقواعده، لكن تحركات الأربعاء، يراها مراقبون أنها تأتي في إطار رؤية كاملة تمضي في الإطار الكلي نحو تنظيف مدينة بحري من المليشيات، وبالضرورة مصفاة الجيلي التي تحتضن القوة الأكبر والأكثر تأهيلاً داخل المرتزقة.

وحسب متابعات الصحيفة، فإن الجيش يبتعد حالياً نحو 8 كيلومتر من مصفاة الجيلي، بينما عمل على تأمين كافة المناطق التي استرداها أمس، بما فيها مدينة الجيلي، التي يدخلها الجيش للمرة الأولى منذ بدء الحرب، ويرى مراقبون أن الاختراقات التي نفذها الجيش، أمس، ساهمت في تعقيد وضع المليشيا داخل المصفاة، ووضعتها تحت الحصار الشديد، سيما مع تحرك جيش الكدرو وسيطرته على العبور الجنوبي لمدينة الجيلي وبذا يكون الطريق مغلقاً بالكامل ولا خيار أمام المليشيات سوى الخروج من المصفاة للقتال من أجل  فتح مسار للإمدادات، في وقت توعد فيه قائد لواء البراء بن مالك، المصباح أبو زيد، المليشيا بتكرار سيناريو الإذاعة في مصفاة الجيلي، وحسب مراقبين فهو الخيار الوحيد المتاح أمام المليشيا عقب إغلاق جميع المنافذ.

وسط بحري:

في محور وسط بحري تقدم جيش الكدرو أمس الأربعاء، خطوة كبيرة في معركة اللقاء مع سلاح الإشارة، حيث نجح في السيطرة على داخلية حسن إبراهيم مالك بمنطقة الصافية المجاورة لشارع الإنقاذ، وبذلك يكون قد قلص المسافة بينه وبين جيش سلاح الإشارة المرتكز في محطة السكة حديد إلى نحو 1500 كيلومتر فقط، ما يعني بحسب مراقبين أن الجيش قد يحصد صباح اليوم الخميس، الحسنيين معاً، دخول مصفاة الجيلي والتقاء جيشي الكدرو وسلاح الإشارة، أو إحداهما على أقل تقدير

ويرى مراقبون، أن تحرير المصفاة سيكون له تأثير سلبي على الروح المعنوية لجنود المليشيا ما يقود إلى تحرير شهادة وفاتها في مدينة بحري ويعجل عملية تحرير مدينة الخرطوم، كما أن لقاء جيشي الكدرو وسلاح الإشارة سيحرر جيش القيادة العامة ويفك الحصار عن مقر القوات بعد نحو 21 شهراً من الحرب، الأمر الذي سيسهم في تحرير مناطق بري شرق الخرطوم، كما أنه سيقود في نهاية الأمر للقاء جيش سلاح المهندسين الذي يقود معركة شرسة في منطقة المقرن، وبالمجمل، يرى مراقبون أن تحرير المصفاة هو عملياً سيضع نهاية للمليشيا في بحري، فإن التقاء الجيشين سيقود للسيطرة على العاصمة الخرطوم بأكملها.