معركة جسر سوبا.. بداية النهاية لأحلام آل دقلو في حكم الخرطوم

تقرير- الطيب عباس:
تخوض القوات المسلحة ودرع السودان والعمل الخاص والإحتياطي المركزي، معركة شرسة منذ صباح أمس السبت ومستمرة حتى لحظة كتابة هذه المادة، بالقرب من جسر سوبا بشرق النيل في العاصمة الخرطوم، المعركة التي بدأت فجر السبت، تخوضها المليشيا بكامل قوتها في شرق النيل وجنوب الخرطوم.
وحسب مصادر فإن المليشيا سحبت متبقي قواتها في مصنع جياد وشارع الستين وصينية السوق المركزي ودفعت بهم لمنع عبور القوات المسلحة لجسر سوبا لداخل الخرطوم، لأن العبور يعني النهاية، كما أن دفاعها عن الجسر يعني النهاية كذلك، وفي كلا الأمرين وحسب مراقبين فإن المليشيا لديها الخيار في الهلاك شرقي الجسر أو غربه، لأن المعركة التي تخوضها حاليا في جسر سوبا، معركة مهلكة للمليشيا التي فقدت نحو 15 عربة قتالية حتى اللحظة بينما تتناثر جثث هلكاها على قارعة الطريق.
بداية النهاية:
تمثل معركة جسر سوبا، بحسب مراقبين بداية النهاية لوجود المليشيات بولاية الخرطوم، وذلك نظرا لسحب المليشيا لمعظم مقاتليها في شرق النيل ومن كامل مناطق جنوب الحزام والرياض وشارع الستين والمعمورة، ما يشير إلى أن هزيمة المليشيا في معركة الجسر تعني تحرير شرق النيل ومناطق جنوب شرق الخرطوم، ولأجل ذلك، يرى مراقبون أن مليشيا الدعم السريع تخوض هذه المعركة كمعركة حياة أو موت، لأنها تدرك أنها لن تخسر جسر سوبا وحده وإنما تخسر كامل ولاية الخرطوم، حيث لن يخوض الجيش معركة شرسة أخرى في أي منطقة بالخرطوم بعد معركة الجسر بحسب متابعين.
طعم واستدراج:
مراقبون تحدثوا ل(أصداء سودانية)، بالقول أن معركة جسر سوبا تشبه لحد كبير معركة أم القرى شرقي ود مدني، حيث نجح درع السودان وقتها في استدراج المليشيا لميدان القتل في أم القرى وكبري ود المهيدي، وخاض هناك أكثر من 6 جولات، سحق فيها المليشيا بالكامل، ما مكنه لاحقا من دخول ود مدينة ودمدني (سيرة) عبر كوبري حنتوب.
معركة جسر سوبا تبدو كذلك، طعم ألقاه الجيش للمليشيا وتلقفته ككلب أجرب بحسب مراقبين، حيث لا يبدو الجيش متعجلا لعبور الجسر، فلا تزال قوات جنوب الخرطوم التي سيلتقي معها قرب منطقة الجديد الثورة، ولا يزال أمامها منطقة الباقير والصناعات وسوبا غرب، قبل أن تلتحم معها قوات شرق النيل بعد عبور الجسر، ما يعني أن هدف الجيش حاليا هو استنزاف المليشيا وجرها من البنايات في شارع الستين والمعمورة لخلاء سوبا وسحقها هناك، مثلما يحدث حاليا.
لا خيار آخر:

المؤكد أن المليشيا تدرك ذلك، لكنها لا تملك خيارا أخر سوى الدفاع عن الجسر، فالجيش خطط للقضاء عليها ودفعها مرغمة لتحديد مكان الهلاك والدفن، وبالتالي وحسب مراقبين، فإن معركة جسر سوبا قد تستمر أياما لأنها معركة استنزاف في الوقت الحالي وليست معركة سيطرة، وعندما يقرر الجيش السيطرة على الجسر، فإن المهمة ستبدو أسهل وسيحقق ذلك بخسائر أقل، مثلما حدث شرق كوبري حنتوب وود مدني، ومثلما حدث في كوبري ود العيس وسنجة.
تطويق منطقة سوبا:
حتى كتابة هذا التقرير، فإن الجيش يحرز تقدما مهما في هذه المعركة، تمكن فيه من تطويق منطقة سوبا من ثلاثة جهات، حيث تم فصلها تماما من منطقة 13 التي تحتضن أكبر تجمع للمليشيا بشرق النيل، كما قطع تواصل المليشيا بين جسري سوبا والمنشية، عقب سيطرته على منطقة مرابيع الشريف، وبالتالي فإن النفاج الوحيد الذي كان متاحا للمليشيا هو العبور بجسر سوبا لجهة الغرب، لكن هذه النفاج تم إغلاقه عقب تحييد الجيش لجسر سوبا أمس السبت، وهو وضع بحسب مراقبين غير مساعد على تحقيق أي انتصارات، لأن المليشيا حرفيا تم وضعها داخل كماشة في مساحة جغرافية يعرف الجيش تفاصيلها وتضاريسها ويستطيع التعامل معها، ومتى ما قرر الجيش عبور جسر سوبا فإنه يفعل ذلك بالسهولة نفسها التي عبر بها جسر حنتوب في وضع أشبه ب(سيرة عريس) ودخل ود مدني في (زفة) كانت تنقصها أبواق السيارات..