لأولئك تُرفع القبعات

صمت الكلام_فائزة إدريس

 

*يتسرب الحرج الذي لامنطق له ويسري في نفوس البعض من الأسر بمجرد أن تقع عينا زائرٍ ما على ابنهم أو ابنتهم من ذوي الإعاقة بمختلف أقسامها ومسمياتها، فيتملكهم الارتكاب والغضب وسرعان ما يحاولون إخفائه/إخفاءها عن الأعين!، ومن بعد ذلك توبيخه /توبيخها على ذلك!، فقد اعتادت تلك الأسر أن يكون أبنائها المعاقون معزولون وبمنأى عن أعين الناس، الأمر الذي لاريب فيه سوف يقودهم إلى الإصابة بعقد نفسية إضافة إلى إعاقتهم الجسدية.
*فمثل تلك الأسر تفتقد التوعية والتعلم على كيفية التعامل مع أبنائهم هؤلاء وأن ذلك الأمر مألوف ولاحرج فيه وأن أولئك المعاقون لاذنب لهم في ذلك وأن ما أصابهم ليس بوصمة أوعيب يستترون منه.
*وعلى العكس من تلك النوعية من الأسر هنالك أخري تتعامل مع أبنائها من الجنسين من ذوي الإعاقة (بأريحية) ، فهي تصطحبهم معها في زياراتها أو(مشاويرها)، وتشركهم في نشاطات مختلفة بحيث يختلطون مع غيرهم وينشئون علاقات معهم وبذا يكونوا في أقصى اليمين والعزلة في أقصى اليسار.
وليس ذلك فحسب إنما لايحلو لتلك الأسر الراشدة الرشيدة إن لم يتركوا ابنهم أو ابنتهم يكون/تكون على مرأى ومسمع من ضيوفهم بلا إرتباك من قِبلهم وحرج.
*الأطفال من ذوي الإعاقة أغلبهم يتمتعون بذكاء حاد ولديهم قابلية للإنجاز والتميز فمثل أولئك إن شبوا وترعرعوا في كنف مثل تلك الأسرة المُحرجة من رؤية الناس لهم فهم بلا تردد سوف يعيشون حياة ضنكة ولن يكون لهم وجود يُذكر في الحياة وشخصياتهم (مهزوزة)
أما إن كانوا ينتمون للأسر الأخرى المتفهمة لأمرهم فبلا مناص سوف يكون لهم شأن عظيم في معترك الحياة وهمة وإرادة قوية وثقة بالنفس والاعتماد عليها وذوي شخصية صلبة.

*الأسرة تلعب دور كبير وهام في تنشيئة طفلها من ذوي الإعاقة وهي العقل المخطط لحياته وتسلك به أما طريقاً وعراً وهنا يكون مستقبله مظلم، أو تسير به في طريق محفوف بالمعرفة والإدراك وحينئذٍ يلوح مستقبله بالإشراق.
نهاية المداد
ولي وطنٌ آليت ألا أبيعَهُ
وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا
(إبن الرومي)