
لقاء ترامب بن سلمان التعريف بالسودان
قبل المغيب
عبدالملك النعيم أحمد
*اللقاء الأخير الذي جمع بين الرئيس الأمريكي دونالب ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالبيت الأبيض في إطار لقاء إستثماري ثنائي ولكنه تجاوز ذلك بكثير بدخول قضية السودان في أجندة اللقاء…فقد أخذ هذا اللقاء مساحة واسعة في الاعلام الإقليمي والدولي فضلاً عن الإعلام السوداني الذي رحب باللقاء ومخرجاته وحمل أسمى آيات الشكر والتقدير لولي العهد السعودي الذي جعل قضية السودان على رأس إهتمامات الإدارة الأمريكية.
*يحمد لولي عهد المملكة العربية السعودية بأن جعل رئيس أكبر دولة في العالم يعرف بلدا إسمه السودان وأن به حكومة شرعية وجيشا وطنيا وسيادة كاملة على ترابه وأنه عضو في الأمم المتحدة وفي الاتحاد الافريقي وفي جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي..أبعد كل ذلك الوجود الفعلي والمميز للسودان في الساحة يجهل الرئيس الأمريكي السودان وينتظر زيارة الامير بن سلمان حتى ينعش ذاكرته؟.
*الرئيس الأمريكي كان يعتقد أن ما يحدث في السودان هو مجرد فوضى ولا توجد حكومة في السودان وان هذا البلد المجهول لديه كما زعم لم يكن من اهتمامات بلاده ولكنه فقط الآن سيجد حظه من الإهتمام.
*بالطبع فإن تصريحات الرئيس الأمريكي عن السودان وجهله التام به فضلا عن كونها غير دقيقة فهي ايضا غير صحيحة لأكثر من سبب أولها أن مبعوث وزارة خارجيته مسعد بولس قد زار السودان والقاهرة والتقى مسؤولين وصحفيين مختارين بعناية وتبني الرباعية ومخرجاتها واصبح فولكلر الرباعية الجديد يحدد مسيرة السودان ومستقبله، أبعد كل ذلك نصدق أن ترامب لا يعلم شيئا عن السودان؟ ثم الرباعية التي تديرها أمريكا والتي عقدت اجتماعات في امريكا ألم تكن كافية ليعرف عبرها ترامب السودان؟ علاقات ترامب بالسعودية ومصر بوصفهما أعضاء في الرباعية وداعمين لموقف السودان لهي كافية بأن تجعل امريكا ورئيسها يعرفون الكثير عن السودان ولكنها ازدواجية المعايير وتبادل الادوار في السياسة الخارجية لأمريكا.
*ألم يطالع دونالد ترامب ملفات السودان الموجودة بوزارة خارجية بلاده في دورة حكمه الأولى أو الثانية ليعرف لماذا بلاده وضعت السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب وفرضت عليه عقوبات إقتصادية منذ التسعينات ومازالت رغم كل ما قدمه السودان من حيثيات لتبرأة ساحته.
*إن كان كل تلك الحيثيات لم تمكن ترامب من معرفة السودان فالشكر يتجدد للامير السعودي على جهده وحرصه بجعل قضية السودان من أولويات أمريكا لأول مرة…فاليستمر الجهد السعودي والجهدي المصري خارج نطاق الرباعية التي بعد هذا اللقاء أصبحت في خبر كان..ومعها فاليذهب مسعد بولس وداعمي خطه إلى حيث تريد الإمارات وداعميها.
*فمهما كانت تصريحات ترامب ايجابية في شكلها فالواجب ألا نعول عليها أبدا لأن تاريخها يقول ذلك..فالتعويل على ما يملك السودان من شعب وجيش وقوى سياسية حية وموارد طبيعية واقتصادية واراض زراعية خصبة وموقع جيوسياسي متميز ومنافذ بحرية وموانئ..كلها تعتبر عناصر قوة للسودان يمكن أن يفاوض كل دول العالم بلغة المصالح المشتركة وليس التعاطف الذي لا يصمد كثيرا أمام المصالح.
*فالواجب ألا يكون حديث الرئيس الأمريكي مخدرا ومبطئا لإنتصارات الجيش على أرض المعركة أو ثغرة يستغلها التمرد او الامارات لتدفق المزيد من السلاح واحتلال المزيد من الأراضي تحت مظلة ما عرف بالهدنة التي رفضها الشعب قبل ان يرفضها الرئيس الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان في كل لقاءاته وتصريحاته.