مع إقتراب أيام الشهر الفضيل…إرتفاع كبير في أسعار مستلزمات رمضان السودانية بمصر
(الحلو مرملك العصائر) هل تخلو منه المائدة الرمضانية السودانية بمصر؟

تحقيق -التاج عثمان:
مع بدء العد التنازلي لحلول شهر رمضان المعظم تترقب آلاف الأسر السودانية النازحة بجمهورية مصر العربية حلول الشهر الفضيل بنوع من القلق بسبب التصاعد الكبير غير المسبوق في أسعار المواد السودانية الرمضانية بمصر.. جولة واسعة لـ(أصداء سودانية) وسط المتاجر السودانية والبائعات السودانيات كشفت ارتفاع أسعار المواد الغذائية السودانية الأساسية والتي تشكل أساس المائدة الرمضانية السودانية كل عام والتي لا غنى عنها لكل الأسر السودانية المقيمة حاليا بمصر بسبب الحرب في السودان.. التحقيق التالي يكشف إستعدادت الأسر السودانية النازحة والمقيمة بالمدن المصرية المختلفة لإستقبال هذا الشهر المبارك
ملك العصائر الرمضانية:
النازحون السودانيون بمصر بمحافظاتها المختلفة اجمعوا ان لرمضان في مصر نكهة خاصة تتميز به وحدها عن سائر الدول العربية الأخرى، بسبب الطقوس الروحانية والإحتفالات الرمضانية التي تتواصل بكل محافظات ومدن جمهورية مصر العربية حتى موعد السحور.. ومعظم النازحين أشاروا انهم لأول مرة يصومون رمضان في مصر.. إلا انه لا يعوض بالطبع رمضان في السودان وسط الأهل والأحباب.. أسرة سودانية نازحة من امدرمان تقيم بضاحية عين شمس، تحدثت عنها الأستاذة وهبية أحمد الفكي قالت:
أؤكد أولا ان مصر تتمتع بخير وفير لمختلف المواد الغذائية وبالطبع لها عاداتها وطقوسها الرمضانية، والتي قد تختلف نوعا عن رمضان في السودان، فالمائدة الرمضانية السودانية تتميز عن كل الموائد الرمضانية العربية بالعصيدة بملاح الشرموط والروب والتي تعد ملكة المائدة الرمضانية السودانية، تحرص كل الأسر السودانية على تجهيزها وتقديمها طيلة أيام شهر رمضان الكريم.. بجانب إنتشار موائد الرحمن والإفطار خارج المنازل لمعظم الأسر من الرجال.. اما المواد الرمضانية السودانية بمصر هذا العام فهي متوفرة لكن أسعارها فاحشة مقارنة برمضان الماضي، فالأبري الأحمر والذي يعد ملك العصائر السودانية في رمضان تباع الطرقة منه حاليا بمنطقة الفيصل بمبلغ 100 جنيه مصري، وتقوم بعواسته بعض السودانيات النازحات أيضا، وأقل أسرة تحتاج إلى 3 طرقات، أي 300 جنيه مصري، ما يعادل حوالي 15 ألف جنيه سوداني.. والثلاث طرقات لا تعمل سوى جردل ابري صغير بالطبع لا تكفي للأسرة الكبيرة وبالطبع معظم الأسر السودانية النازحة بمصر سوف تستغنى رمضان الحالي ولأول مرة عن الأبري وتستعيض عنه بالعصائر الأخرى المتوفرة بمصر مثل البرتقال و الجوافة والعصائر الجاهزة (التانك).. وفي السودان كل أسرة تقوم بتجهيز الأبري قبل فترة من حلول رمضان من شراء الذرة، ثم تزريعها، وتجفيفها، وطحنها، ثم تأتي مرحلة (الكوجين)، وأخيرا العواسة والتي لها طقوس نسائية وتتم كما تعرف بـ(النفير) حيث تجتمع عدد من النساء في كل مرة بمنزل إحداهن لعواسة الأبري.. وفي مصر فقدنا حقيقة (لمة الابري)، بل فقدنا الابري نفسه رمضان الحالي لغلاء سعره، وللأسف المائدة الرمضانية السودانية في مصر سوف تخلو هذا العام ولأول مرة من عصير الابري.
أيضا فإن الوجبة الرئيسية في المائدة الرمضانية السودانية مرشحة للغياب في رمضان الحالي، وهي العصيدة بملاح الشرموط او الروب، فاللحم المصري المفروم غالي سعر الكيلو منه 300 جنيه مصري، وسعر كيلو اللحم المفروم السوداني يبلغ 350 جنيه مصري، وحلة ملاح الشرموط تحتاج لربع كيلو مفروم على الأقل، بجانب تكلفتها الأخرى من بصل وصلصلة وبهارات وزيت وكيلو دقيق للعصيدة، وحلة ملاح الشرموط الواحدة تكلف حوالة 300 جنيه مصري وهي وجبة رمضانية يومية لا بد منها لكل أسرة، وحسب واقع الأسر النازحة الان بمصر فإن معظم الاسر السودانية بمصر سوف تتنازل هذا العام عن كثير من أساسيات المائدة الرمضانية السودانية”.
شرموط مِيس كول:
سلمى الفاتح محمد جاويش، ربة منزل تقيم مع أسرتها بالقاهرة، أبدت قلقها من غلاء المواد الرمضانية السودانية بمصر هذا العام فهي في تصاعد مستمر منذ الان، خاصة اللحم المفروم اللازم لطبخ ملاح الشرموط والذي يعد ملك المائدة الرمضانية السودانية من غير منازع.. ولكن في ظل إرتفاع أسعار اللحم بمصر خاصة اللحم السوداني فإن معظم الأسرة السودانية النازحة بمصر إذا رغبت في إضافة ملاح الشرموط لمائدتها الرمضانية بمصر فلا سبيل امامها سوى شراء شرموط (ميس كول)، أي اقل من ربع كيلو، يعني (ريحة لحم) بس، او الإستعاضة عن اللحم المفروم بالدكوة لصناعة الملاح وبالطبع يصبح (ملاح دكوة) وليس (ملاح شرموط).. وفي ظل ظروف الأسر السودانية الصعبة بمصر فإن الفول والطعمية سوف تطيح بملاح الشرموط ملك المائدة الرمضانية السودانية، فهو الطبق الوحيد المتاح حاليا بأسعار تتوافق مع إمكانيات معظم الأسر السودانية المقيمة الان بمصر.. أيضا سوف تلجأ كثير من الأسر إلى (العصيدة الجيرية) كبديل لعصيدة الذرة، فهي أرخص لأنها تعتمد في صناعتها على الزبادي او (الرايب) لدى الأخوة المصريين ويباع بسعر رخيص في المتاجر المتخصصة في بيع الألبان والتي تعرف في مصر بـ(السرجة).
أيضا أعتقد ان كثير من الأسر السودانية المقيمة الان بمصر سوف تتنازل عن الأبري رمضان الحالي بمصر لغلاء سعره، مقارنة بتكلفة صناعته في السودان، حيث تبيعه الان بعض النسوة السودانيات المقيمات بمنطقة الفيصل بسعر الطرقة الواحدة 100 جنيه مصري، والأسرة الواحدة الصغيرة تحتاج إلى 3 طرقات قيمتها 300 جنيه مصري، ما يعادل 15 ألف جنيه سوداني.. ولذلك سوف تتخلى معظم الأسر السودانية بمصر من عصير الابري وتلجأ للعصائر المصرية الجاهزة (البودرة)، خاصة في ظل الإرتفاع الفاحش للعصائر السودانية بمصر مثل الكركدي، والتبلدي، والدوم، والقضيم.. عموما الوضع في رمضان الحالي صعب ولا يشبه الرمضانات السودانية السابقة، لا شرموط ولا بصل مجفف ولا (كوجين) ولا عواسة ابري.. وربنا كريم.
أسعار المواد الرمضانية:
جولة للصحيفة بعدد من متاجر ومحال المواد والسلع الرمضانية السودانية المنتشرة ببعض أحياء العاصمة القاهرة، كشفت عن إرتفاع فاحش غير مسبوق لأسعار المواد الغذائية السودانية الرمضانية.. وهذه الأسعار التي تحصلنا عليها من بعض متاجر ومحال المواد الرمضانية السودانية.. والأوزان بالكيلو، والأسعار بالجنيه المصري:
الدكوة 100 جنيه ــ الويكة 400 جنيه ــ زيت السمسم 500 جنيه ــ بصل محمر ناشف 400 جنيه ــ بليلة عدسيه 150 جنيه ــ كيس دقيق زادنا السوداني للعصيدة 50 جنيه ــ شطة دنقابا حارة 400 جنيه ــ الرقاق 400 جنيه ــ التبلدي 350 جنيه ــ الكركدي 200 جنيه ــ العرديب 250 جنيه ــ شاي الغزالتين السوداني زنة ربع كيلو 50 جنيه ــ المفراكة وهي من مستلزمات رمضان أسعارها تتراوح بين 20 إلى 150 حسب جودتها ومتانتها.. ورمضان كريم.