متحرك الصياد يصل الأبيض.. ماذا يعني فك الحصار عن عروس الرمال؟

تقرير- الطيب عباس:

فاجأ متحرك الصياد، أمس الأحد، الجميع بتحرير جبل أبو غر وجبل كردفان في ساعات ودخوله إلى حاضرة ولاية شمال كردفان مدينة الأبيض (عروس الرمال) والتحامه مع قوات الهجانة هناك
هذا التحول الكبير في محاور المعركة، كان تتويجا لعمل مستمر منذ قبل شهورمن الآن، وذلك حين تم تشكيل متحرك الصياد على تخوم مدينة تندلتي من قوات الفرقة 16 مشاه نيالا وجهاز المخابرات الوطني، وإنضم إليه لاحقا مستنفرين من ولايات كردفان ودارفور والنيل الأبيض، التي دخلها المتحرك اليوم وسط احتفال صاخب من مواطني المدينة تمثل المرحلة الأولى من مهمته التي تتصل بتحرير دارفور بمشاركة قوات أخرى.
ماذا تعني الخطوة؟:
فك الحصار عن مدينة كبيرة واستراتيجية مثل مدينة الأبيض، تعني نصرا كبيرا للقوات المسلحة، حيث يوجد بالمدينة مطار عسكري، يمكن استخدامه منصة لإنطلاق الطائرات للمشاركة في تحرير دارفور الكبرى عبر طريق مختصر للغاية، فبدلا من إقلاع الطائرات من وادي سيدنا وقطع المسافة حتى دارفور، يمكن للطائرات الإقلاع من مطار مدينة الأبيض في شمال كردفان والوصول في زمن قياسي لأهدافها في أي موقع في مناطق اقليم دارفور.
إقتصاديا، بحسب مراقبين، فإن فك الحصار عن مدينة الأبيض، يعني إدخال المدينة في عجلة الإنتاج مما ينعش الاقتصاد السوداني عبر حركة الصادرات والواردات من وإلى مدينة الأبيض، وفي وقت سابق عزا مراقبون ارتفاع أسعار اللحوم بولايات السودان إلى توقف سوق الأبيض وشمال كردفان عموما عن رفد الأسواق السودانية بالماشية التي تشتهر بها مناطق شمال كردفان.
إستراتيجيا، فإن فك الحصار عن مدينة الأبيض يعتبره مراقبون مهما، لكونه سيعمل على زيادة تأمين ولاية الخرطوم ويقطع الطريق أمام أي قوة من المليشيا قادمة للخرطوم أو منسحبة منها، كما سيؤمن ظهر مدينة كوستي وولاية النيل الأبيض بشكل عام، ذلك بجانب أنه سيساهم في تحرير بقية مدن الولاية.
عسكريا، فإن فك الحصار عن مدينة الأبيض، يعتبرأول خطوة في مشوار تحرير مدن دارفور، حيث تبعد مدينة الأبيض نحو 600 كيلومتر عن مدينة الفاشرحاضرة ولاية شمال دارفور و630 كيلومتر عن مدينة الضعين، وما يميز طريقها نحو الفاشر عدم وجود مدن كبيرة باستثناء مدينة النهود والكومة بشمال دارفور، ما يعني بحسب مراقبين أن فك الحصار عن مدينة الأبيض هو صورة مستقبلية لفك الحصار عن مدينة الفاشر، ومحاصرة المليشيا في بقية مدن اقليم دارفور، ويرى مراقبون إن مسألة الوصول لمدن اقليم دارفور لن تستغرق زمنا طويلا سيما بعد تحرير العاصمة الخرطوم، حيث ستلتقي جميع الجيوش في مدينة الأبيض ومنها ستتوزع لمدن دارفور المختلفة.
واقعيا، فإن فك الحصار عن مدينة الأبيض، سيكون هو ثاني أقسى خبر تسمعه المليشيا بعد خبر تحرير جبل مويا، وذلك لإدراك المليشيا أن فك الحصار عن مدينة الأبيض، ورغم أهميته المتفق عليها، ليس هدفا في حد ذاته، وإنما هو هدفا صغيرا في سلسلة من الأهداف الكبيرة المنتظرة، فمتحرك الصياد لن يلقي عصا الترحال في الأبيض، وإنما ستكون المدينة قاعدة إنطلاق ومنصة عمليات جوية وبرية لتحرير ما تبقى من مدن ومناطق اقليم دارفور.