مدير الأمن الغذائي بوزارة الزراعة..السودان لن يواجه شبح المجاعة وهذا ما يحدث

  • الإنتاجية العالية من القمح أكدت أن السودان قادر على التحدي رغم الحرب
  • مساهمة الزراعة في الناتج المحلي ضعيفة
  • هؤلاء يريدون أن يكون السودان متلقيا للاغاثات والمعونات

حوار – ناهد أوشي:
وصف مدير الأمن الغذائي بوزارة الزراعة المهندس عمار حسن بشير الانتاجية العالية لمحصول القمح بمشروع الجزيرة بنها رد طبيعي لأزمة الحرب, وتحدي المشاريع الزراعية للحرب والنجاح رغم الظروف التي يمر بها السودان, وأكد عدم وجود مؤشرات مجاعة بالبلاد, وقال ما يحدث الآن عبارة عن فجوات غذائية وتطرق للعديد من قضايا القطاع الزراعي في الحوار التالي..
*انطلقت هذه الأيام بولاية الجزيرة عمليات حصاد القمح بانتاجية عالية برغم ظروف الحرب ؟


-الانتاجية العالية لمحصول القمح بولاية الجزيرة تعبرعن الرد السوداني الطبيعي لما يسمى أزمة الحرب وتحدي المشاريع الزراعية لأزمة الحرب بالنجاح الكبير للإنتاج بولاية الجزيرة برغم ما واجهت من صعاب ومن تدمير وسرقه, تسجل أكبر معدلات الانتاجية العالية, وهذه الحرب التي يواجهها السودان حرب مركبة وليست فقط حرب في الميدان وحرب الأسلحة الثقيلة والخفيفة هي أيضا حرب في الإنتاج حيث يقوم السودان بتوجيه أذرع الإنتاج لأن الذين يحاربون السودان يودون أن يكون السودان متلقيا للاغاثات والمعونات والهبات فقط ولا ينتج شيئا في أرضه البكر ولا يستفيد من المياه الوفيرة التي تتوزع في جميع مناطق السودان.
*تعليقك على تحدي المشاريع الزراعية لأزمة الحرب والنجاح الكبير في الانتاج؟
-تحدي المشاريع الزراعية التي انتجت بمعدلات عالية رغم أزمة الحرب هو تحدي حقيقي استطاعت المشاريع الزراعية والقطاع الزراعي أن يؤكد من خلاله أن السودان قدرالتحدي واستطاع الإنتاج والادخار واستطاع أن يوفر الغذاء للمواطن برغم الحرب التي تدار ضد السودان في كل الجبهات, العسكرية, الاعلاميه, الدبلوماسية, السياسية, الامنية, النفسية
هذه الحرب الشامله تدار ضد السودان ولكن كما ذكرت برغم الحرب والأزمة يؤكد هذا الانتاج أن السودان بخير ويمكنه أن يتخطى ويتجاوز هذه الأزمه ويظل قويا بقطاعه الزراعي الذي يقود العمل الاقتصادي ويمثل رمح الاقتصاد.
كما يؤكد أن كل الصعاب لم تحد ولم تقعد بالقطاع الزراعي والعاملين والمنتجين من أن ينتجوا ويسجلوا أعلى معدلات الانتاجية في موسم الحرب خاصة.
*برايك هل يمكن للسودان العودة إلى مربع سلة غذاء العالم, أم أن شبح الجوع ما زال متربصا به؟

-السودان لم يبارح مربع سلة غذاء العالم, وعبارة سلة غذاء العالم ذات مدلولين مدلول وسياق حقيقي أن السودان سلة غذاء العالم, وسياق آخر يراد به أن يظل السودان يردد هذه العبارة فقط ولا ينتج ولا يتحرك ولايطور من انتاجه ومن توافر الغذاء ولايطور آليات العمل الموجودة, السودان الآن موجود في مربع سلة غذاء العالم رغم إننا لم نطور أنفسنا ولا القطاع الزراعي ولا نعمل في تطوير العمل الزراعي بصورة كبيرة وحقيقة, وهذا واقع ملموس, وإذا نظرنا إلى مشاركة الزراعة في الناتج المحلي نجده ضعيف, والسودان بكل إمكانياته الطبيعية وكل ما يذخر به من إمكانيات هائلة هو في مربع سله غذاء العالم, وما يشاع من أقاويل بوجود شبح للمجاعه في السودان مجرد أحاديث غير حقيقية, فالسودان لا يواجه أي مؤشرات للمجاعة فقط ما يمكن أن يواجهه السودان في أعقاب الحرب فجوات غذائية والتي يمكن أن تكون موجودة هنا وهناك, انقطاع الإمداد الغذائي الذي كان متصلا من مناطق الانتاج إلى مناطق الاستهلاك, أما المجاعة لانقول أن السودان لا يواجه مجاعة ولا يوجد حتى شبح للجوع في السودان وما يحدث الآن هو من تداعيات الحرب ولها آثارعديدة مما يتطلب أن تنشاء خطوط امداد غذاء لتغذية مناطق الاستهلاك الكبيرة حتى مناطق التصنيع الزراعي أو مناطق التصدير, هنالك ولايات تعاني من فجوات غذائية وهناك بعض الولايات بها فائض غذائي نسبه لوجود كمية إنتاج عالية.
*ماهي مطلوبات إعمارالقطاع الزراعي؟-مطلوبات إعمار القطاع الزراعي كثيرة خاصة وأن القطاع الزراعي قطاع واسع حيث يضم الإنتاج النباتي, الحيواني, المياه, وإعمار هذا القطاع يتمثل في معالجة المشاكل التي يواجهها القطاع وهي كثيرة وعديدة كما وان مواجهة هذه التحديات هي عبارة عن إعمار القطاع الزراعي,
الشاهد أن إعمار القطاع الزراعي ليس عمليه إعادة إعمار ما دمرته الحرب بل كيف يكون لدينا قطاع زراعي واعد له الريادة والقيادة في الاقتصاد السوداني لأن اقتصاد السودان يعتمد بصورة كبيرة على العمل الزراعي لذا يجب العمل على تعمير القطاع الزراعي من خلال تطوير معطيات القطاع وآلياته ومنتجاته.
*هل بمقدور الدولة بمفردها إعمار هذا القطاع أم أن الأمر يحتاج لتدخل دولي واقليمي؟
-أعتقد أن الدولة وحدها لا تستطيع أن تقوم بعملية هذا الإعمار لذا لابد أن يكون هنالك انفتاح وتعاون وشراكات وآليات للتنسيق والعمل المشترك ما بين السودان والدول الصديقة التي وقفت موقف إيجابي في هذه الحرب ودعمت السودان بالسلاح أو حتى بالكلمة.
وفتح الأبواب أمام الاستثمار وتوطيد العلاقات المشتركة بين السودان مهمه في إعمار القطاع , ولابد من تعاون دولي واقليمي, ولانقول تدخل وإنما تنسيق دولي واقليمي مع الدول التي تستطيع أن تقدم دعما للسودان.
*ما مدى تأثيرات استهداف قطاع الكهرباء على المواسم الزراعيه؟
-هنالك تأثيرات واضحة في استهداف المواسم الزراعية عن طريق استهداف قطاع الكهرباء الذي يمثل قطاع الطاقة ويمثل القطاع الذي يمد الدولة بالطاقة المحركة والمنتجة, الطاقة التي تستخدمها القطاعات الاقتصادية المختلفة ومنها القطاع الزراعي في عمليه الإنتاج(زراعي, صناعي, تجاري).
الاستهداف قد يكون له تأثيرعلى المواسم الزراعية كما ذكرت ولكن ما يعيشه السودان الآن من استهداف لقطاع الكهرباء دفع السودانيين للتوجه نحو إيجاد بدائل الطاقة الكهربائية واستخدام الطاقة النظيفة (الطاقة الشمسية) وتشغيل آليات الإنتاج الزراعي من خلال الطاقة الشمسية بدلا عن الوقود التقليدي الذي له آثار سالبه على البيئة,
ويجب على الدولة أن تعمل على انفتاح سياساتها خاصة في جانب توفير الوقود بدلا عن الوقود التقليدي ويمكن أن تكون هناك سياسات جديدة للدولة عبر انتقال المشاريع الزراعية إلى استخدام الطاقة الشمسية.