مقتطفات من مؤلفات الكاتبة الهندية الأمريكية جومبا لاهيري
ترجمات
__________
_________________________
ترجمة/ فائزة إدريس
___________________
أماكن
_____________
لأنه في النهاية، لا يهمّ المكان: المساحة، الجدران، الضوء. لا فرق إن كنتُ تحت سماء زرقاء صافية أو تحت المطر أو أسبح في بحرٍ شفاف في الصيف. قد أكونُ راكبًا قطارًا أو مسافرًا بسيارة أو أطير في طائرة، بين الغيوم التي تتطاير وتنتشر في كل مكان ككتلة من قنديل البحر في الهواء. لم أبق ساكنًا قط، لطالما كنتُ أتحرك، هذا كل ما كنتُ أفعله. أنتظر دائمًا إما الوصول إلى مكان ما أو العودة. أو الهروب. أواصل حزم أمتعتي وتفريغ حقيبتي الصغيرة عند قدميّ. أحمل محفظتي، فيها بعض المال وكتاب لأقرأه. هل هناك مكان لا نتحرك فيه؟ مشوشون، تائهون ، حائرون، مشتتون، مُقتلعون من جذورهم، مُلتفون. أنا مرتبط بهذه المصطلحات المترابطة. هذه الكلمات هي مسكني، موطئ قدمي الوحيد.
أرض غير مألوفة
________________
كانت السماء مختلفة، بلا لون . لكن الماء كان أقسى ما يكون، شبه أسود أحيانًا، بارد بما يكفي، كانت الأمواج هائلة، تضرب شواطئ صخرية خالية من الرمال. كلما ابتعدت، إزداد المكان وحشةً، أكثر من أي مكان زرته من قبل، ولكن لهذا السبب تحديداً جذبني المنظر الطبيعي، واستحوذ عليّ كما لم يفعل شيء منذ زمن طويل.
بعبارة أخرى
______________
عندما تكون اللغة التي يتماهى بها المرء بعيدة، يبذل قصارى جهده لإبقائها حية. لأن الكلمات تُعيد كل شيء: المكان، الناس، الحياة، الشوارع، الحياة، السماء، الزهور، الأصوات. عندما تعيش بدون لغتك الخاصة، تشعر بإنعدام الوزن، وفي الوقت نفسه، مُثقل. تتنفس هواءً من نوع
آخر، على مستوى مختلف. فأنت دائمًا مُدرك للفرق.
الأرض المنخفضة
__________________
وسط اللون الرمادي، يبرز شريطٌ متناقض من زرقة النهار. إلى الغرب، تبدأ شمسٌ ورديةٌ بالغروب. يُجسّد هذا التأثير ثلاثة جوانب معزولة، مراحلَ مُختلفة من اليوم. كل ذلك مُنتشرٌ عبر الأفق.