اتخذتها الحكومة عاصمة إدارية بورتسودان … ضاقت الرقعة واتسعت القلوب
بورتسودان / أحمد عمر خوجلي
نظرة واحدة إلى موقف مدينة بورتسودان الكبير في اي وقت من أوقات النهار يكفي ليبين لك مدى التوسع والامتداد الذي حدث للمدينة من خلال كثرة المركبات التي تقل الناس من احياء ومربعات وديوم المدينة إلى وسطها ، آلاف السيارات الصغيرة والكبيرة من كل الأنواع تلهث من الصباح الباكر لتفرق حمولتها من المواطنين والوافدين ، هذا بخلاف المئات من سيارات الاجرة و (الركشات) التي تعمل بداخل الاحياء والخطوط التي لا تصلها مركبات المواصلات.
هذه النظرة كافية للمقارنة بين بورتسودان قبل الحرب وبعدها ، وتأثيرات ذلك على غالب اوجه الحياة وشكل المدينة وتحدياتها التي تتضخم يوما بعد يوم .
بورتسودان ما قبل الحرب :
كانت من اكبر المدن السودانية وتعتبر الثانية في الأهمية بعد العاصمة الخرطوم لوجود الميناء البحري الذي هيّأ لها وضعية خاصة من ناحية البنى التحتية واجتماع السودانيين من كافة انحاء السودان الذين وفدوا اليها باكرا لأغراض العمل الحكومي أو ممارسة العمل التجاري والحرفي الخاص ، حتي اصبحت بوتقة يتعايش فيها كل أهل السودان مع المجموعات السكانية الأصيلة (البجا) والقبائل الأخرى، فضلا عن الجاليات الاجنبية من شرقي افريقيا، اليمن، الهند، مصر واليونان ، هذا الوضع ساعد في تنميته وتوفير بنية تحتية جيدة في ظل وجود مؤسسات كبرى مثل هيئة المواني، والسكة حديد ، إضافة لعدد من الأسواق والمقار الفرعية التي تتصل بكون المدينة ميناء السودان البحري المهم .
عاصمة بديلة:
جود الميناء الذي يستقبل حركة الوارد والصادر، جعل بورتسودان مركزا تجاريا وخدميا مما زادها اعمارا على ما فيها من اعمار وميزات، والآن اصبحت بورتسودان ، هي العاصمة الإدارية، و مقرا للعديد من الوزارات و المنظمات والسفارات ، ومقر للحكومة الاتحادية و المجلس السيادي، هذا الوضع اوجد حاجة ملحة في وضع خطط عاجلة لتوسعات عديدة شملت المباني والخدمات آليات تنظيم الطرق المختلفة فضلا توفير العديد من الخدمات الاتحادية مثل اصدار تراخيص الشركات واسماء الأعمال فضلا عن مواصلة خدمات اخرى حكومية تتصل بالوزارات التي تقيم الآن بالمدينة .
تحديات بعد الحرب:
ظلت الحكومات التي تعاقبت على ولاية البحر الأحمر تبذل جهود مستمرة لنهضة المدينة ومسايرة التوسع في عدد السكان وحلحلة المشاكل الكبيرة التي تتصل بخدمات الكهرباء والمياه، الصحة، التعليم والنقل ، وبعد الحرب، بدأت عمليات نزوح متواصلة لآلاف المواطنين إلى بورتسودان بحثا عن الأمان، أو لأسباب أخرى تمثلت في استخراج الأوراق الثبوتية، أو توثيق الشهادات الدراسية، أو البحث عن فرص العمل بعد تحول مقار الكثير من الشركات والمطاعم إلى المدينة.
الضغط على الخدمات:
يقول الصحفي محمد بدر الدين إن عدد التقريبي في هذا التوقيت من العام الماضي كان نحو 500 ألف نسمة بعد مغادرة مجموعة كبيرة من السكان إلى مدن اخرى بسبب حرارة الطقس، ووصل الآن إلى خمسة أضعاف ، الشئ الذي اثر على الخدمات والبنية التحتية ومقومات المدينة الأساسية .
جهود مستمرة :
الأستاذ معتصم زاكي الدين المدير التنفيذي لمحلية بورتسودان، أشار إلى أن الجهود بدأت منذ وقت مبكر من اندلاع هذه الحرب باجلاء الأجانب لمدة تجاوزت الشهر عبر لجنة مختصة ، ثم ايواء الوافدين، وقال إن والولاية ما زالت تستقبل مجموعات تدفقات من النازحين باعتبار ان بورتسودان هي أكثر منطقة آمنة وهي العاصمة البديلة للبلاد
ويري عصمت أن المدينة نجحت إلى حد كبير في استيعاب الوافدين ، وأشار إلى وجود 54 مدرسة تأوي عدد من الأسر ، وانهم يقومون بتدبير شؤونهم عبر لجنة ممثله للجهات ذات الصلة ، وأكد أن الولاية نجحت في تقديم الحد المعقول من الاحتياجات بالتنسيق مع الجهات المانحة ورجال البر والشركات والمنظمات.
الأمن والأمان :
ويقول المدير التنفيذي للمحلية هناك تحدي كبير لمحلية، هو توفير الأمن والأمان، مشيرا إلى أن التوقعات بهطول بأمطار غزيرة يمكن أن تشكل مهددا أمنيا ، كما أشار إلى أن الباعة الجائلين تم منحهم مساحات للعمل خارج نطاق سوق بورتسودان الكبير حفظا على الأمن و صحة البيئة ، وأعترف بالتحدي الكبير الذي يواجهونه في صحة البيئة والتخلص من النفايات، مشيرا إلى تلقيهم بمنحة من منظمة (جايكا) اليابانية تتكون من 26 مركبة متنوعة تعمل في مجال النظافة والتخلص من النفايات .