شعورٌ لايموت بإحتراق الجسد
رغد عبد الله / السعودية
هل تدرك ذلك الشعور ؛ شعور الجسد الذي أحترق تواً وكيف تؤذيه اللمسات الحانية ..؟ شعور العينين الغارقتين بالدموع وكيف أنّ إغماض العينين فقط كفيلة بإسقاطها أكثر ؛ شعور أن يتداعى بعضك على بعضك الآخر وكل منهما يحاول النهوض بك ولكن لا جدوى .. هل تدرك ذلك الشعور ؟
شعور أن تتوقف رحلتك في منتصف طريق لا أنت الذي قادر على المضي قدمآ ، ولا أنت الذي تستطيع أن تعود ، شعور أن تخونك قدماك .. تخونك صحتك .. تخونك أبجديتك عن التعبير
وهل تدرك ماذا يعني هذا الشعور ؟
شعور الهدوء بعد تحقيق المخاوف ، شعور الصمت بعد كثرة الشرح وضحيج البكاء وضوضاء الأمل ،
شعور الجلوس منتحباً بعد مسافات الركض .. شعور التوقف بعد ركضٍ طويل وأنت خالي الوفاض ، لقد سبقوك .. أطاحوك أرضاً وسبقوك ، لا يمكنهم المضي قدمآ إلا بإطاحتك لذلك أطاحوك ، وهل تدرك شعور الموت ؟!
أدرك تماماً كيف أنّ الحياة قيد وأنّ الموت شكلٌ آخر للحرية ، كيف تتجرد الروح من الجسد ..؟ من مرضه وكدماته وجروحه وتخرج ، كيف ترتفع الروح من سطحية التجربة الأرضية وتتجرد من حاجات الجسد الماديه وترتفع خفيفة غير مثقلة بشيءٍ .!
إني أتوق للموت .. أتوق لهذا الشعور
فهل تدرك ذلك الشعور ..؟!