إضاءات حول كتاب (بين الصحافة والسياسة) (1-2)

صمت الكلام

فائزة إدريس

*حُظيت الندوة التي نظمتها جمعية إسناد السودانيين المتأثرين بالحرب والتى هي بمثابة الأم آلرؤوم ذات  الفضل الكبير في العديد من المبادرات ذات الأثر  الطيب الجميل في نفوس الكثيرين بقيادة د. أميرة  الفاضل، بنجاح كبير متمثلاً في كافة التفاصيل التي حوتها، والتي كانت تدور حول قراءة لكتاب بين الصحافة والسياسة للكاتب صلاح عمر الشيخ.

*وكان فيها حضوراً مميزاً بهياً ضمّ زمرة من الشخصيات بمقاماتهم السامية في عوالم متباينة وعلى رأسها عالم الصحافة ووجود ومشاركة أساتذة أجلاء لهم باع طويل  في بلاط صاحبة الجلالة ورهط من الزملاء والزميلات في ذات  البلاط.

*والكتاب الذي يتكون من مائة واثنين وتسعون صفحة يحلق بالقارئ في سماوات ثرية بالسرد الماتع والذكريات العميقة التي أوردها الكاتب وخصص لكل حدث قسم وعنوان بعينه في الكتاب.

*تحتوي مقدمة الكتاب على مفاتيح مهمة لفهم محتوى  الكتاب وهي شاملة ووافية، من خلالها تتكون فكرة للقارئ عن فحوى الكتاب، ولما لا وقد قام بكتابة المقدمة  الدكتور عمر فضل الله الروائي والشاعر والباحث المتخصص في تقنية المعلومات وأنظمة الحكومة الإلكترونية والذكية، الفائز بجائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي وجائزة كتارا للرواية العربية.

 *واللافت للنظر في قراءة المقدمة، إشارة د. عمر إلى أنّ الكاتب لديه ذاكرة حديدية أسعفته لذكر الأحداث وسرد قوائم الأصدقاء والزملاء والمعارف وتذكر نصوص بعض الحوارات والمحادثات التي جرت بينه وبين البعض منهم بالرغم من مضي عقود على تلك الحوارات.

*ينضم الكتاب إلى قائمة الكتب المصنفة تحت لواء المذكرات، وهي عمل غير روائي ونوع من أنواع الكتابة التاريخية يكتبه الكاتب عن التجارب والأحداث التي مرت به وعايشها أو شهدها كما كتاب بين الصحافة والسياسة مدار حديثنا.

 *وتتميز كتابة المذكرات بعدد من المزايا أولها : *الترتيب والتسلسل الزمني في الكتابة، كما نجد في الكتاب بين أيدينا، بداية من التكوين الذي رسم فيه الكاتب للقارئ لوحة بارزة المعالم عن ميلاده بمدينة الدويم، ووصف دقيق لذاك التكوين ومايحويه من (أدقّ) التفاصيل التي أتحف بها الكاتب القارئ. كمثال لذلك: ( كان منزلنا في مربوع بمدينة الدويم يسكنه أغلبية من الجعافرة من أسرة واحدة. وبحكم الجيرة تعايشنا معهم حتى أصبحنا جزءاً من هذه الأسرة. وجدنا البيوت مفتوحة على بعضها تدخل من أي مدخل لتصل لمنزلك.)، وأيضاَ جاء على لسان الكاتب:( ورغماً عن بعدي عن المسيد وتفاصيله اليومية، إلا أنني ظللت مرتبطاً به ونظراً لقرب المسافة والتواجد اليومي لأفراد أسرتي الذين يفدون للدويم يومياً للتسوق أوقضاء الأغراض، أو المصالح في الدوائر الحكومية.

نهاية المداد:

العناية الإلهية لديها ساعة مضبوطة لكل شيء، لا يمكننا قيادة النتائج، يمكننا فقط السعي جاهدين.

               (غاندي)