وزيرا الدفاع والداخلية الجدد.. نظرة عن قرب

تقرير- الطيب عباس:
أصدر رئيس الوزراء، كامل إدريس، أمس، قرارا بتعيين الفريق حسن داوؤد كبرون وزيرا للدفاع والفريق شرطة بابكر سمرة مصطفى وزيرا للداخلية، كأول تعيينات في حكومة الأمل.
واختصاص التعيين في الوزارتين من نصيب المكون العسكري وفقا للوثيقة الدستورية المعدلة.
فمن هم الوزيرين في الوزارات المعنية بالأمن في البلاد؟
بطل معركة الكرامة:
دفع المكون العسكري بمدير الإدارة المالية بالقوات المسلحة، الفريق حسن داوؤد لمنصب وزير الدفاع، والفريق داوؤد هو أحد أبطال معركة الكرامة وأحد القلائل الذين بفضلهم بعد الله سبحانه وتعالى، صمدت القيادة العامة لمدة عامين كاملين، حيث كان الفريق محاصرا طيلة هذه المدة.
تقول السيرة الذاتية لوزير الدفاع الجديد الفريق محاسب حسن داوؤد كبرون، إنه من مواليد مدينة الدلنج بجنوب كردفان، في العام 1962، والفريق داوؤد هو والد الملازم أول عماد حسن ،الدفعة 64، والموجود الآن بجبهات القتال في معركة الكرامة.
ترقية:
تدرج الفريق داوؤد في الرتب العسكرية بالقوات المسلحة، وفي 25 مايو 2022 تمت ترقيته لرتبة الفريق بجانب أنه يشغل منصب مدير الإدارة المالية للجيش السوداني، كما اختاره البرهان في عام 2021 رئيسا للجنة مراجعة أعمال شركة (زادنا).
معركة الكرامة:
في صبيحة 15 أبريل 2023، عند قيام الحرب، كان الفريق داوؤد موجودا بالقيادة العامة وظل محاصرا فيها لمدة عامين، وظل طيلة هذه الفترة أحد الضباط الذين نجحوا في صمود القيادة العامة وعدم سقوطها على يد مليشيا حميدتي، وظهر الفريق داوؤد في عدد من الفيديوهات إبان حصار القيادة، محمسا جنوده ومدافعا عن عرين الجيش، ويحفظ له السودانيون عبارة شهيرة قالها في الأسبوع الأول للحرب، (إما أن نحمل علم السودان يرفرف عاليا أو نحمل على أكتاف غيرنا لمثوانا الأخير).
حمل الفريق داوؤد السلاح، وقاتل مع جنوده في معارك القيادة العامة لمدة عامين ، كان شرسا لا يهاب ومقداما لا يتردد، وينسب له هو وضباط آخرون بعد الله سبحانه وتعالى، الفضل في صمود القيادة العامة لعامين كاملين.
لدى الفريق، علاقة طيبة مع جنوده ومع المجاهدين، ولاحظت “الطابية” أنه عند انتشار خبر تعيينه وزيرا للدفاع اليوم، تواترت كلمات الترحيب بتعيينه من المجاهدين ومن كتائب البراء بن مالك، لما يمتاز به الرجل من فراسة وشجاعة وحسن تعامل مع الجميع رغم رتبته الرفيعة.
دلالة التعيين:
تعيين أحد أبطال معركة الكرامة في منصب وزير الدفاع، يشير بحسب مراقبين إلى نية الجيش حسم المعركة عسكريا، كما أن تسمية الفريق داوؤد تحديدا وزيرا للدفاع تشير إلى مسعى البرهان لخلق دور أكبر لوزارة الدفاع، التي كانت بعيدة نوعا ما عن مجريات المعركة.
فبخلاف أمانته واستقامته التي أهلته لتولي الإدارة المالية للجيش السوداني، فإن الفريق معروف عنه نشاطه وإيجابيته وحيويته التي تضفي على المنصب بريقا خاصا، الأمر الذي سينعكس بلا شك على وزارة الدفاع ويزيد من فاعليتها ودورها المنتظر في معركة الكرامة.
الشرطي ذو الخلفية الإدارية:
ينحدر وزير الداخلية الجديد الفريق شرطة، بابكر سمرة مصطفى، من الخلفية الإدارية في مؤسسة الشرطة، حيث شغل آخر منصب له في الشرطة قبل إحالته للمعاش في عام 2018، رئيسا لهيئة الشؤون الإدارية والتخطيط.
ولد الفريق سمرة في مدينة جبيت بالبحر الأحمر في العام 1957، حصل على الدبلوم العالي في كلية الشرطة من جامعة الرباط الوطني وعمل في شرطة البحر الأحمر والموانئ البحرية، وانتقل للعمل في الأمن الداخلي من عام 1986 وحتى عام 1989،، ثم انتقل للشرطة الأمنية وشرطة ولاية شمال دارفور، وتحول للعمل في الإدارات التابعة للشرطة، حيث عمل في إدارة الجوازات والهجرة، ومن ثم مديرا للإدارة العامة للمباحث المركزية ومديرا للإدارة العامة للتفتيش، وقبل إحالته للمعاش عين رئيسا لهيئة الشؤون الإدارية والتخطيط برئاسة الشرطة.
شارك في مؤتمرات داخل وخارج السودان، أبرزها مؤتمر الإنتربول بايطاليا، سمنار الإنتربول لمكافحة المخدرات بدولة سيشل وشغل منصب عضو اللجنة التنسيقية للانتربول ايطاليا، وعضو اللجنة التنسيقية للأيابكو كينيا.
يعرف الفريق سمرة بصرامته في العمل وإقدامه في الحق وأمانته، كما أنه يتابع بنفسه القرارات التي يصدرها، ويرى مراقبون أن تعيين الفريق سمرة إضافة حقيقية لوزارة الداخلية وخطوة كبيرة في تعزيز الأمن الداخلي، ومنح دور أكبر للشرطة خلال المرحلة المقبلة، لكن وفق مراقبين، فإن تحديات جمة تواجه الفريق سمرة، أبرزها التفلتات الأمنية وانتشار السلاح الذي يزيد من تفشي الجرائم.