النائب البرلماني ورئيس تحرير صحيفة الأسبوع المصرية الأستاذ مصطفى بكري في حوار مع أصداء سودانية

- مخطط تقسيم السودان يصب في مصلحة القوى المعادية
- أمريكا تمد إسرائيل بأحدث الأسلحة و الأموال
- الجيش السوداني لن يسمح بتقسيم السودان أو تفتيته
- نهنئ الجيش السوداني لتحقيقه إنتصارات على المغول الجدد
حوار: محمد الفاتح ـ
النائب البرلماني ورئيس تحرير صحيفة الأسبوع الأستاذ مصطفى بكري، ملم بكثير من تفاصل الأحداث في المحيط العربي والافريقي، زار السودان لأكثر من مرة وتربطه علاقات طيبة مع الشعب السوداني لمواقفه الكبيرة تجاه القضية السودانية
مرحب بك على منصة أصداء سودانية؟
أهلا وسهلا، مرحبا بكم، ودعني أهنئ الشعب السوداني الشقيق و القوات المسلحة السودانية والفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش، على هذه الانتصارات العظيمة أمام المغول الجدد، اللذين لايعطون لاهل السودان أهمية وإنما يمارسون القتل والإرهاب في حق الشعب السوداني، وارتكاب جرائم إبادة واغتصاب. ومحال تفتيت الوطن السوداني لحساب المرتزقة وقوى أخرى خارج السودان.
السودان جزء من المنظومة الدولية وكما تتابع فإن الحرب الإسرائيلية الايرانية لديها ظلال على المنطقة ككل والشرق الأوسط كيف تنظر لتداعيات هذه الحرب؟
منذ بداية هذه الحرب في الثالث عشر من الشهر الجاري والأمة العربية جميعها تقف امام لحظة تاريخية هامة، نتنياهو يعلن إننا أمام شرق أوسط جديد وان هناك تغييرا في الجغرافيا السياسية وان العالم سيتحول ليكون له خريطة جديدة في المنطقة العربية وان اسرائيل ستتمدد وستكون هي التي سترسم هذه الخريطة وستواجه كل من تراهم أعداء لها بشكل أو بآخر ، طبعا.. هذه الحرب بالتأكيد فاجأت الكثيرين خصوصا أن أمريكا مارست نوعا من الخداع الاستراتيجي قبل بداية الحرب بأن الرئيس الأمريكي ترامب كان قد وعد بجلسة أخرى لبحث كيف يمكن إنهاء المشروع الايراني بحيث يتحول لمشروع سلمي، كانت هناك جلسة ستعقد يوم الأحد في مسقط ولكن الرأي العام فوجئ بالضربة الإسرائيلية ضد إيران ، وأمر طبيعي أن ترد ايران وبين الضربة والرد دار حوار طويل سؤاله .. المنطقة إلى اين؟ وماذا تريد اسرائيل وكيف سترد ايران على هذه الهجمة وموقف الولايات المتحدة وبدأنا نسمع تصريحات من دول تدعم ايران ودول تدعم اسرائيل، فبدأنا نقف أمام معادلة جديدة في المنطقة تتغير فيها الخرائط وفي نفس الوقت تداعياتها تنعكس على الجميع ومن بين هذه التداعيات مصر والسودان و اليمن ودول الخليج جميعا هم عرضة لتداعيات هذه الأزمة ومصر دعت منذ البداية لوقف العدوان الإسرائيلي ، ودعت إلى التهدئة وجعل السلام يحل محل طلقات الرصاص ولكن لا أحد يسمع فبدأت الحرب تتصاعد على مدى اثني عشر يوما، وهنا أتوقف أمام عدد من الملاحظات الهامة الأولى.
بدون مقاطعة..قبل الدخول في الملاحظات، عدد من المراقبين يعتبرون أمريكا شريكة في هذه الحرب؟
بالتأكيد أمريكا شريك أساسي والرئيس ترامب عندما اعطى ستين يوما لم ينتظر جلسة الأحد وكانت له تصريحات بأن لابد من تخلي ايران عن مشروعها النووي وايران قالت أكثر من مرة أن مشروعها النووي هو مشروع سلمي بالأساس ، خاصة أن المشروع الموجود في بعض المناطق هو مشروع تجاري أيضا كلها مشاريع لا ترقى لتكوين سلاح نووي حتى لو حصل التخصيب الى60% من اليورانيوم ولكن كان هناك اتجاه للحل السلمي وكثير من المحللين الاسرائيليين وفي الولايات المتحدة قالوا ان الأمور تتجه نحو الحل السلمي، الأمر الثاني هذا فيه تجن على ايران والمنطقة العربية خاصة وان اسرائيل تمتلك سلاحا نوويا فكان يتوجب على الولايات المتحدة أن تكون نظرتها مجردة، للجميع بإخلاء المنطقة ، في البداية قالت امريكا إنها لم تشارك في الضربة لكن خرج نتنياهو وقال إن امريكا تدعمنا منذ اليوم الأول ، وأمريكا شريك منذ البداية وشاركت في تنفيذ ضربة ضد ايران بالرغم من أن الرئيس ترامب قال إنه سيعطي أسبوعين.
لو رجعنا الى الوراء قليلا.. نجد ان الولايات المتحدة تكيل بمكيالين وهي ترى الشعب الفلسطيني يقتل ويهجر ولم تفرض أي عقوبات على اسرائيل والغرب سقط أخلاقيا في قتل الشعب الفلسطيني؟
كيف تفرض عقوبات على إسرائيل وهي طرف مشارك ويمد إسرائيل بأحدث أنواع الأسلحة والأموال أمريكا تشارك منذ اليوم الأول في الحرب ضد غزة وترسل الجنود والدبابات ولم تتخل عن إسرائيل على الإطلاق ، وترمب يريد أن تكون غزة خالية من السكان ويريد أن يحولها لريفيرا وتعامل ترمب وكأنه مطور عقاري وليس بمنطق رجل سياسة ساع لتحقيق السلام في المنطقة. والإعلام لا يعطي القدر الكافي لما يحدث في غزة وكل يوم يقتل مئات الفلسطينيين في غزة وأخطر من ذلك أن اسرائيل أدخلت نحو 2 أو 3 ملايين على الحدود المصرية لأنها تريد أن تقيم ريڤيرا في غزة وتقول لهم ابقوا هنا وهذه حدودكم إلى أن نهجركم الى مصر ، ومصر واعية بهذا المخطط، العالم منشغل بالحرب على ايران واسرائيل تفعل هذا الأمر ، ومصر قيادة وشعبا وجيشاً لايمكن أن تسمح بالتهجير بأي حال من الأحوال وهو خطر على الأمن القومي المصري، ومصر لايمكن أن تكون شريكا في تصفية القضية الفلسطينية.
مصر محاصرة بالحروب من جهة الغرب ليبيا والناحية الجنوبية السودان والشرق فلسطين ألا تعتقد أن هناك مؤامرة في الخفاء على مصر؟
من المؤكد أن الهدف هو مصر ،حتى الحرب على ايران الهدف هو مصر ، لأنها تريد ضرب ايران وباكستان وتركيا ثم تتفرغ لمصر لأن اسرائيل لديها قناعة بأن سيناء لابد أن تعود اليها ، ونتنياهو كتب منذ عام 92 كتابا قال فيه أنني أريد استعادة سيناء مرة أخرى، سيناء عاصمة الدين اليهودي مثلما مكة عاصمة الدين الإسلامي (زي ما الفاتيكان) عاصمة الدين المسيحي، وتل أبيب عاصمة المال والأعمال والوسيط بين الغرب و الشرق الأوسط ، ولا يوجد شيء اسمه فلسطين ولا شعب فلسطيني وهذه قناعاته وأمر طبيعي أنه يريد أن يتمدد، وشعار اسرائيل من النيل الى الفرات وكما قال ترمب إسرائيل هي مجرد نقطة من حبر عليها أن تتوسع وعلى الآخرين أن يسمحوا لها أن تستولي على الأراضي.
بعض المراقبين يعتقدون أن حرب السودان بسبب موارده مثل البترول والذهب وغيرها؟
هذا عامل مهم ولكن مخطط تقسيم السودان معروف منذ زمن بعيد وآخر حلقاته هو تقسيم جنوب السودان ،أيام حكم البشير. والجماعات المتأسلمة لا تعنيهم الأوطان أو الوطن يتقسم.. ولكن السودانيين الشرفاء يعرفون تماما أن مخطط تقسيم السودان يصب في مصلحة القوى المعادية للسودان وهذا ما دافع عنه السودانيون ، والتشكيك في الجيش ليس بجديد بل بدأ منذ زمن حكومة عبدالله خليل ولم يسمحوا للديمقراطية المدنية أن تتواجد ورأينا خلافات الأحزاب ، وهي ما دعت عبدالله خليل لتسليم الحكم لعبود ، وقس على ذلك والذين يشككون في الجيش ليس هدفهم الديمقراطية بل لأن الجيش هو العمود الفقري للدولة وهذا أمر يدعونا دوما أن نقول إن وجود الجيش عامل مهم في إدارة البلد وحمايتها ، الذين يقولون نستبعد الجيش من الحكم كيف يعني ذلك؟ هناك حكومات تشكل مدنيا والجيش له دوره وفق الدستور ويجب أن يتم التعامل مع هذا الأمر بشكل صريح لأن التشكيك في الجيش وإدارته للأزمات ودوره المحوري لا يصب في مصلحة الوطن.
كيف تنظر لانتصارات الجيش عقب تطهير الولايات ؟
الانتصارات في الخرطوم وكردفان والجزيرة ودارفور في ظل تواجد المرتزقة يؤكد أمرين الأول أن الجيش السوداني لن يسمح بتفتيت السودان بحسب حديث الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ولن يسمح بإقامة حكومات هدفها تقسيم السودان و لن يجلس في مائدة تفاوض مع دعاة الانفصال ويخدمون مصالح غير مصالح الشعب السوداني، ورأينا كيف فرح السودانيون بدخول الجيش لعدد من المناطق.