
بين النيويورك تايمز و( سونا)
فكرة _ عبد العظيم عوض
*ما أوردته الصحيفة الأمريكية الكبرى( نيو يورك تايمز) أخيرا عبر تحقيق استقصائي يسلط مزيدا من الضوء على تورط دولة الإمارات في إشعال واستمرار الحرب في السودان ليس فيه جديد ، فتلك هي المرة الثالثة التي تكشف فيها الصحيفة الأمريكية واسعة الانتشار والتأثير الدور الإماراتي في دعم مليشيا الدعم السريع التي تفتك بالسودان وأهله في حرب هي الاقذر والابشع في المنطقة في تاريخها المعاصر .
* إذن دعم حكام الإمارات للمليشيا المتمردة بات أمرا معلوما للكافة ولم يعد سرا ، وتكفي عشرات الصفحات من ملفات الادانة المثبتة التي اودعتها بعثة السودان في الأمم المتحدة لدى طاولة مجلس الأمن الدولي ليطلع بدوره في حفظ الأمن والسلم الدوليين ويوقف العدوان الإماراتي الغاشم علي السودان الذي يجري تحت سمع وبصر العالم كله ، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية حاملة لواء السلام المزعوم في السودان والتي لم تنس أن تكون الإمارات ذاتها، أي والله ، الإمارات ذراعها الأيمن في مساعي وهم تحقيق السلام ، بمعنى أن يكون الخصم حكما يُعتدُ به لوقف الحرب .. بالله عليكم إن لم يكن هذا عبث ، فكيف يكون العبث في أقبح صوره ؟.
*وسط هذا التزاحم من العبث والاستهبال، تفاجئنا وكالة السودان للأنباء( سونا) وهي الوكالة الرسمية للسودان وحاملة لواء اخباره للعالم ، بخبرٍ من شاكلة شر البلية ما يضحك ويبكي في ذات الوقت ، فحواه أن سفيرنا في ابو ظبي اجتمع مع رئيس الجالية السودانية هناك وبحثا سبل دعم العلاقات الثنائية بين السودان والإمارات ! ، وكان طبيعيا أن تخطف صحف أبوظبي هذا الخبر( المجنون) وتطلع به مانشيتات في اليوم التالي كدليل دامغ علي براءة الإمارات من دماء السودانيين ، وأي دليل أهم من خبر الوكالة التي تمولها حكومة السودان ( المدعية) العدوان عليها ؟ ولتذهب بعد ذلك اخبار النيويورك تايمز، وكل صحف العالم الي الجحيم .
//////////////